*الشعوب تستسلم: عودة السوريين إلى حظيرة الطاغية*
30 ذو القعدة 1438
منذر الأسعد
===============
يتابع ملايين المسلمين مشهداً مدروساً بعناية فائقة، لإظهار نيرون العصر الحديث بشار حافظ "إسرائيل" منتصراً على الشعب السوري،الذي يصورونه عائداً إلى بيت الطاعة منكسراً ذليلاً!!
هذا المشهد الذي يراد له أن يكون خاتمة ثورات الشعوب العربية المظلومة، يحظى بإخراج هوليودي باذخ، وفيه ذروة درامية أعنف من سائر الـمَشَاهِد السابقة، لكي يبقى في ذاكرة الشعوب درساً تأديبياً رادعاً، يمنع أي حلم بالتغيير مئة سنة أخرى في الأقل.
*عناصر مغيبة*:
تعمد المخرجون المساعدون إخفاء عناصر جوهرية من الرواية لئلا تفسد عليهم حبكتهم الفاشلة.
أهم ما جرى حجبه، هو الفرق الشاسع بين الحرب والثورة .. السوريون لم يخسروا الحرب لأنهم لم يخوضوها.. صحيح أن العالَم كله باستثناء بضع دول تآمر لكي تتحول الثورة حرباً.. لكن الذين خاضوها هم أفراد وجماعات مبعثرة وذات أهداف متناقضة، ظن بعضهم أنه ينصر الشعب المكلوم، بينما كان كثير من هؤلاء جزءاً من اللعبة الأممية الخسيسة وإن كان سيحظى ببعض العظام التي سيرميها له اللاعبون/ المجرمون الكبار.
فالحرب كانت خيار السادة الذين يخدمهم نظام العائلة العميلة ولم يكن خيار السوريين، الذين خرجوا في مظاهرات سلمية شهوراً طويلة .. حتى العسكريون الذين انشقوا عن آلة القتل الطائفية، لم يبدؤوا الحرب، وإنما ألجأهم إليها المخرج الكبير لإبقاء الخائن فوق كرسيه.
العنصر الآخر الذي يطمسونه بغباء شديد، هو أن الحرب التي لم يخترها السوريون هي حرب أممية شاملة على شعب أعزل، وكان منعه من حيازة أسلحة يدافع بها عن نفسه أحقر دور في هذه الحرب القذرة، ولذلك اختار المخرج أن ينفذه بنفسه ولم يَعْهَدْ به إلى أحد أذنابه الكثر.
لقد ثبت السوريون العزل في وجه الجيش الأسدي الجرار المدجج بكل صنوف الأسلحة الثقيلة، ومعه دولة كبرى إقليمياً هي إمبراطورية أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي، ونحو 120 مليشيا مجوسية عميلة من العراق ولبنان وباكستان وأفغانستان...
وفي وجه دول عربية أكثرها تساند الطاغية سراً وعلانية ..
ولم يستسلم السوريون حتى بعد دخول روسيا بخيلها ورجلها بتوجيه الحاخام الأكبر..
ثبت السوريون بالرغم من البراميل المتفجرة والصواريخ البالستية والكيماوي!!
ثبتوا بالرغم من الحصار المحظور دولياً حيث يُمْنَعُ عنهم الغذاء والدواء والكهرباء ..
*هل انتهت الثورة؟*
تحتفل قطعان المجوس والنصيرية وحلفائهما من الأقليات الحاقدة، متوهمين أنهم انتصروا على هذا الشعب الأعزل ..
والمخرج الكبير مسرور لأداء المجرمين ضد السوريين من كبيرهم بوطين إلى متوسطهم خامنئي إلى أقزامهم مثل مختار حي المهاجرين بشار.
لكنهم غفلوا عن أن المسرح مفضوح، ففي سوريا اليوم 26 قاعدة عسكرية أجنبية .. والسيطرة الحقيقية على الأرض للروس والإيرانيين والأتراك والعدو الصهيوني .
لقد انتصرت الثورة انتصارات مهمة لكنها غير نهائية..
ما يتعامى عنه هؤلاء القتلة جميعاً، أن السوريين لن يعودوا قططاً أليفة خانعة مثلما كانوا قبل الثورة .. لقد اكتشفوا أنفسهم ووثقوا بالله ثم بقدراتهم.. ولن يذلوا حتى لو بقيت حشود القتلة الأجانب تحمي الخائن عشرات السنين.
لقد جهروا بآرائهم في وجه طاغية لم يشهد له التاريخ مثيلاً في وحشيته؛ بينما يخشى التشاديون –مثلاً- حتى اليوم أن يشهدوا على جرائم رئيسهم الحالي إدريس ديبي الذي يمكن وصفه بأنه حمامة سلام إذا قيس ببشار.. بالرغم من محاكمة شريكه حسين حبري على جرائمه.. الناس تخاف من انتقام ديبي بحسب تقارير المنظمات الدولية التي عملت من أجل محاكمته، لكنها فلشت لأن الناس لم يجرؤوا على تقديم شهاداتهم !!
يكفي السوريين فخراً أنهم أسقطوا الأقنعة عن الجميع :
• عن العميل الذي باع البلد من أجل أن يبقى فوق الكرسي ولو من دون سلطة فعلية، والذي كان حارساً للجولان الذي باعه المقبور، فأصبح اليوم دمية في أيدي سائر زناة الأرض.
• وعن خامنئي وخرافة إسلامه المزعوم وطريق القدس الذي لا يقتل سوى المسلمين ..
• وعن زميرة الذي لطالما خدع ملايين المسلمين من قبل، فكانوا يضعون صوره في صدر منازلهم وفوق زجاج سياراتهم، وكان اللعن جزاء من يحاول إيقاظ هؤلاء المغفلين.
• وعن الغرب المنافق وشعاراته الكاذبة .. فهو لا يحمي سوى الطغاة ولا يعادي إلا الشعوب التي تريد حقها في الكرامة والحرية ..
• وعن أدعياء المعارضة من سائر التصنيفات فقد تبين أن كثيراً منهم مرتزقة يركبون الموجة وبعضهم عملاء لمشاريع أجنبية رخيصة، وبعضهم الآخر كانوا جواسيس للعصابة العميلة، و .... ..
***
ويبقى من ثمار الثورة، أنها كشفت للسوريين مزاياهم وعيوبهم وأخطاءهم .. ففي هذه السنوات الصعبة دروس وعظات سيكون لها شأنها قريباً إن شاء الله.
30 ذو القعدة 1438
منذر الأسعد
===============
يتابع ملايين المسلمين مشهداً مدروساً بعناية فائقة، لإظهار نيرون العصر الحديث بشار حافظ "إسرائيل" منتصراً على الشعب السوري،الذي يصورونه عائداً إلى بيت الطاعة منكسراً ذليلاً!!
هذا المشهد الذي يراد له أن يكون خاتمة ثورات الشعوب العربية المظلومة، يحظى بإخراج هوليودي باذخ، وفيه ذروة درامية أعنف من سائر الـمَشَاهِد السابقة، لكي يبقى في ذاكرة الشعوب درساً تأديبياً رادعاً، يمنع أي حلم بالتغيير مئة سنة أخرى في الأقل.
*عناصر مغيبة*:
تعمد المخرجون المساعدون إخفاء عناصر جوهرية من الرواية لئلا تفسد عليهم حبكتهم الفاشلة.
أهم ما جرى حجبه، هو الفرق الشاسع بين الحرب والثورة .. السوريون لم يخسروا الحرب لأنهم لم يخوضوها.. صحيح أن العالَم كله باستثناء بضع دول تآمر لكي تتحول الثورة حرباً.. لكن الذين خاضوها هم أفراد وجماعات مبعثرة وذات أهداف متناقضة، ظن بعضهم أنه ينصر الشعب المكلوم، بينما كان كثير من هؤلاء جزءاً من اللعبة الأممية الخسيسة وإن كان سيحظى ببعض العظام التي سيرميها له اللاعبون/ المجرمون الكبار.
فالحرب كانت خيار السادة الذين يخدمهم نظام العائلة العميلة ولم يكن خيار السوريين، الذين خرجوا في مظاهرات سلمية شهوراً طويلة .. حتى العسكريون الذين انشقوا عن آلة القتل الطائفية، لم يبدؤوا الحرب، وإنما ألجأهم إليها المخرج الكبير لإبقاء الخائن فوق كرسيه.
العنصر الآخر الذي يطمسونه بغباء شديد، هو أن الحرب التي لم يخترها السوريون هي حرب أممية شاملة على شعب أعزل، وكان منعه من حيازة أسلحة يدافع بها عن نفسه أحقر دور في هذه الحرب القذرة، ولذلك اختار المخرج أن ينفذه بنفسه ولم يَعْهَدْ به إلى أحد أذنابه الكثر.
لقد ثبت السوريون العزل في وجه الجيش الأسدي الجرار المدجج بكل صنوف الأسلحة الثقيلة، ومعه دولة كبرى إقليمياً هي إمبراطورية أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي، ونحو 120 مليشيا مجوسية عميلة من العراق ولبنان وباكستان وأفغانستان...
وفي وجه دول عربية أكثرها تساند الطاغية سراً وعلانية ..
ولم يستسلم السوريون حتى بعد دخول روسيا بخيلها ورجلها بتوجيه الحاخام الأكبر..
ثبت السوريون بالرغم من البراميل المتفجرة والصواريخ البالستية والكيماوي!!
ثبتوا بالرغم من الحصار المحظور دولياً حيث يُمْنَعُ عنهم الغذاء والدواء والكهرباء ..
*هل انتهت الثورة؟*
تحتفل قطعان المجوس والنصيرية وحلفائهما من الأقليات الحاقدة، متوهمين أنهم انتصروا على هذا الشعب الأعزل ..
والمخرج الكبير مسرور لأداء المجرمين ضد السوريين من كبيرهم بوطين إلى متوسطهم خامنئي إلى أقزامهم مثل مختار حي المهاجرين بشار.
لكنهم غفلوا عن أن المسرح مفضوح، ففي سوريا اليوم 26 قاعدة عسكرية أجنبية .. والسيطرة الحقيقية على الأرض للروس والإيرانيين والأتراك والعدو الصهيوني .
لقد انتصرت الثورة انتصارات مهمة لكنها غير نهائية..
ما يتعامى عنه هؤلاء القتلة جميعاً، أن السوريين لن يعودوا قططاً أليفة خانعة مثلما كانوا قبل الثورة .. لقد اكتشفوا أنفسهم ووثقوا بالله ثم بقدراتهم.. ولن يذلوا حتى لو بقيت حشود القتلة الأجانب تحمي الخائن عشرات السنين.
لقد جهروا بآرائهم في وجه طاغية لم يشهد له التاريخ مثيلاً في وحشيته؛ بينما يخشى التشاديون –مثلاً- حتى اليوم أن يشهدوا على جرائم رئيسهم الحالي إدريس ديبي الذي يمكن وصفه بأنه حمامة سلام إذا قيس ببشار.. بالرغم من محاكمة شريكه حسين حبري على جرائمه.. الناس تخاف من انتقام ديبي بحسب تقارير المنظمات الدولية التي عملت من أجل محاكمته، لكنها فلشت لأن الناس لم يجرؤوا على تقديم شهاداتهم !!
يكفي السوريين فخراً أنهم أسقطوا الأقنعة عن الجميع :
• عن العميل الذي باع البلد من أجل أن يبقى فوق الكرسي ولو من دون سلطة فعلية، والذي كان حارساً للجولان الذي باعه المقبور، فأصبح اليوم دمية في أيدي سائر زناة الأرض.
• وعن خامنئي وخرافة إسلامه المزعوم وطريق القدس الذي لا يقتل سوى المسلمين ..
• وعن زميرة الذي لطالما خدع ملايين المسلمين من قبل، فكانوا يضعون صوره في صدر منازلهم وفوق زجاج سياراتهم، وكان اللعن جزاء من يحاول إيقاظ هؤلاء المغفلين.
• وعن الغرب المنافق وشعاراته الكاذبة .. فهو لا يحمي سوى الطغاة ولا يعادي إلا الشعوب التي تريد حقها في الكرامة والحرية ..
• وعن أدعياء المعارضة من سائر التصنيفات فقد تبين أن كثيراً منهم مرتزقة يركبون الموجة وبعضهم عملاء لمشاريع أجنبية رخيصة، وبعضهم الآخر كانوا جواسيس للعصابة العميلة، و .... ..
***
ويبقى من ثمار الثورة، أنها كشفت للسوريين مزاياهم وعيوبهم وأخطاءهم .. ففي هذه السنوات الصعبة دروس وعظات سيكون لها شأنها قريباً إن شاء الله.