[rtl]تفنيد أكاذيب القائلين بأن العمود الذي على جبل الرحمة هو من رموز عبدة الشيطان
11 / ذي الحجة / 1438 هـ
بقلم : أبو ياسر السوري
=================[/rtl]
[rtl]
منذ نجاح الثورة الإيرانية عام 1979م ، واستلام الملالي زمام الحكم في إيران ، وإعلان الخميني تصدير ثورته إلى خارج إيران ، بدأت قضية تسييس موسم الحج .. واتخذت إيران موسم الحج فرصة لإطلاق المسيرات الصاخبة في شوارع مكة وحول الحرم ، ورفع الشعارات التمويهية المنادية بـ " الموت لأمريكا " و " الموت لإسرائيل " .. بل وكان بعض هذه العناصر الإيرانية يقومون بأعمال استفزازية كالاعتداء على الشرطة السعودية بالضرب وتكسير سياراتهم ..
بل قام الإيرانيون بأكثر من عمل إجرامي أثناء الموسم .. فقد تسببوا في إحداث عدة حرائق في منى ، كان يذهب ضحيتها مئات الحجاج في كل موسم .. كما قام الحجاج الإيرانيون باستخدام الكيماوي في نفق المعيصم ، في الثمانينيات من القرن الماضي وتسببوا بمقتل آلاف الحجاج .. وكذلك افتعل الحجاج الإيرانيون اختناقا فوق جسر الرجم في منى ، فمات بسبب ذلك مئات الحجاج أيضا .. ولم يكن الرد السعودي على تلك الإساءات بردود أفعال سلبية تجاه الحجاج الإيرانيين ، وإنما كان الرد بإجراءات تحفظية ، من شأنها أن تحول دون وقوع أمثال تلك الحوادث المؤلمة المفتعلة ؛ في المواسم المقبلة ...
فأما بالنسبة للحرائق المتكررة في منى فقد نصبت خيام في منى غير قابلة للحرق ، وأما بالنسبة للاختناقات المرورية ؛ فقد شددت غرفة عمليات الطرق مراقبتها للطرقات والميادين في مكة ؛ باستخدام الطائرات الهلوكبتر ، ثم باستخدام أجهزة ( جي بي إس ) المتصلة بالأقمار الصناعية ، والتي تشاهد الطرق كلها ، وتحول دون حدوث أي اختناق مروري فيها ..
وأما بالنسبة للرمي في منى فقد قاموا بعدة إجراءات تمنع أيضا تكرار أي ازدحام فوق تلك الجسور ، فخصصوا للمشاة طرقا للذهاب ، وطرقا للإياب ، يشرف عليها كمٌّ هائل من شرطة المرور ..
وأخيرا بدأ الإيرانيون بإطلاق الشائعات المغرضة للتشويش على السعودية ، فزعموا : أنها ترفع رموز الشيطان فوق جبل الرحمة ، وفي أماكن رمي الجمار في منى .. وأخيرا زعم هؤلاء المشككون أن الساعة العملاقة التي أقيمت بجانب الحرم في مكة ؛ هي أيضا عبارة عن شاخص من شواخص عُبّاد الشيطان ، وأنه ما أريد بإقامة هذه الساعة وجه الله ، وإنما أريد بها تقزيم مكانة الكعبة المشرفة ، وإشغال الناس عنها بهذه الساعة الضخمة ، التي زعموا أنها نصب شيطاني أيضا ...
وردا على هذه الشائعات نقول :
أولا – لقد ربط هؤلاء بين العمود الذي على جبل الرحمة وبين المسلات الفرعونية وعقدوا شبها بينهما .. وزعموا أن الفراعنه أقاموا تلك المسلات كرمز لعبادة الشيطان .. وأن السعودية قلدتهم فأقامت شواخص شيطانية فوق جبل الرحمة ، وفي أماكن رمي الجمرات في منى ..
والحقيقة / إنه لا علاقة للمسلات الفرعونية بعبادة الشيطان البتة ، فالفراعنة عبدوا فرعون الذي قال لهم : أنا ربكم الأعلى .. ولم يعبدوا الشيطان..
ثانيا – زعم المشككون أن عُبّاد الشيطان اتخذوا المسلات الفرعونية كشواخص شيطانية في كثير من المدن الكبرى في العالم ، ليعمموا عبادة الشيطان بين الناس تمهيدا لظهور الأعور الدجال ..
وهذا كذب أيضا ، لأن هذه الشواخص لم تبن في الأصل لعبادة الشيطان ، ولا لعبادة غيره ، وإنما بنيت للإشارة ، إما إلى مقبرة وإما للإشارة إلى مركز مدينة ، أو إشارة إلى ميدان من الميادين الهامة في المدينة ، أو أنها بنيت أحيانا كنوع من التباهي بالفن المعماري ، لأن بعضها ثلاثي السطوح ، مبني على قاعدة رباعية الأضلاع ، وتركيب القاعدة الثلاثية على القاعدة الرباعية يحتاج إلى خبرة ومهارة ، لا يتقنها إلا مهرة البنائين .. وكان شأن هذه المسلات كشأن الأقواس والقناطر التي كانت من صميم الفن المعماري في العصر الروماني والإغريقي .. وقد كانت كذلك أيضا في العصر المملوكي والتركي .
وهذا الفن موجود في مساجدنا والمنارات التي أقيمت لرفع صوت الأذان من فوقها .. وهذه المآذن تشبه المسلاة الفرعونية من حيث الشكل .. فهل كانت مساجدنا ومنائرنا تبنى أيضا لعبادة المسيح أو لعبادة الشيطان .؟؟ ما هذا الهراء الفارغ .!!؟ وما هذا الورع البارد الذي يتظاهر به هؤلاء .؟؟
ثالثا – إن رموز عبادة الشيطان نشأت مع ظهور تنظيم " الماسونية " ولو رجعنا لتاريخ الماسونية لرأينا أنه من اختراع المتأخرين من اليهود المقيمين في أوربا ، والذين سموا أنفسهم بالنورانيين ، وخططوا للاستيلاء على الكرة الأرضية بكاملها . وقد وضع لهم اليهودي جيمس أندرسون الدستور الماسوني عام 1723 . ولكن تاريخ الماسونية في الوطن العربي لا يعود لأكثر من 115 سنة فقط على أبعد تقدير ، أي منذ فكر اليهود باحتلال فلسطين في أواخر حكم السلطان عبد الحميد رحمه الله ولم يكن الحجاز خاضعا يومها لحكم آل سعود .. مما يثبت كذب وافتراء هؤلاء المشاغبين بهذه القضية .
رابعا – لو رجعنا إلى كتب التاريخ التي بين أيدينا ، لرأينا أنها كلها ذكرت هذا الشاخص الموجود على جبل الرحمة ، وأن وجوده يرجع إلى ما قبل ألف سنة تقريبا ، أي قبل أن توجد الماسونية وشعاراتها بـ 1323 سنة .. فكيف نصدق هؤلاء الكذابين بقولهم إن الشاخص الذي فوق جبل الرحمة بمنى هو شاخص شيطاني بني حديثا وبإيعاز من اليهود .؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم ..
وتعالوا بنا ننظر في هذه الكتب التاريخية وهي موجودة ومطبوعة ، وكلها تؤكد وجود هذا الشاخص فوق جبل الرحمة منذ مئات السنين :
( 1 ) كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم – للعلامة المقدسي المتوفى سنة 380 هـ وقد تحدث المقدسي فيه عن وجود (علم ) على جبل الرحمة .. والعلم هو الشاخص أو العمود أو العلامة ..
( 2 ) كتاب معجم البلدان في الجزء الرابع منه – تأليف : ياقوت الحموي المتوفى سنة ( 626هـ ) هـ وهو يذكر وجود (علم ) أي عمود على جبل الرحمة أيضا .
( 3 ) كتاب مرآة الحرمين – تأليف : إبراهيم رفعت باشا . وقد ذكر في رحلته سنة 1318 هـ هذا الشاخص على جبل الرحمة ..
( 4 ) كتاب التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم – تأليف الشيخ المؤرخ محمد طاهر الكردي المكي الذي عاش ما بين ( 1321 - 1400هـ ) حيث جاء في الصفحة ( 326) من كتابه هذا قوله : " ويقع على شماله( أي شمال جبل عرفات ) جبلُ الرحمة ، وهو جبل صغير بالنسبة لما حوله من الجبال ، وعلى هذا الجبل سطح مستوٍ مبلط بالحجارة منذ قديم الزمن ، وبوسط سطحه ( علم ) مبني بالحجارة طوله ثلاثة أمتار أو أربعة ، يعلق فيه ليلة عرفة جملة مصابيح ، وقد بنى الوزير الجواد الأصفهاني في منتصف القرن السادس ( 550 ) للهجرة درجا من أسفل هذا الجبل إلى سطحه لسهولة الصعود ..
خامسا – هناك رسوم قديمة لجبل الرحمة في عرفات وعليها هذا العمود الحجري ، بعضها يعود إلى عام 1880م ، وبعضها يعود لسنة 1853م أي إلى ما قبل 164 سنة ماضية ، أي قبل الحكم السعودي للحجاز بـ 94 سنة .. وهذا يكذب أصحاب هذه الشائعة أيضا ويلقمهم أحجارهم بأفواههم ..
والخلاصة:
========
إن هذا العمود الذي على جبل الرحمة ، قد بني يوم بني منذ 1000 سنة تقريبا لتعلق عليه الأنوار ليلة الوقوف بعرفات ، ليهتدي إليها القادمون من الآفاق البعيدة ، يوم كان الحجاج يأتون للحج قوافل على ظهور الجمال .. ولم يكن هنالك كهرباء ولا إنارة . وكانت الحاجة ماسة لمثل هذا الإجراء المفيد . ولكن يأبى هؤلاء إلا أن يقلبوا المحاسن إلى سيئات .. وقديما قال الشاعر :
إذا محاسني اللاتي أدل بها : صارت ذنوبا فقل لي كيف أعتذرُ
ومع الأسف إنك تجد بعض المتدينين؛ يتلقف الشائعة ويتبناها ويبني عليها أحكاما شرعية .. وهذا منتهى الغباء ، بل منتهى الإجرام بحق الذات .. ولكنْ ماذا نقول لأصحاب الشعور المرسلة والعيون المكحلة والسراويل المعفنة ؛ الذين لم يخدموا بغبائهم سوى إيران وإسرائيل ؟
[/rtl]
11 / ذي الحجة / 1438 هـ
بقلم : أبو ياسر السوري
=================[/rtl]
[rtl]
منذ نجاح الثورة الإيرانية عام 1979م ، واستلام الملالي زمام الحكم في إيران ، وإعلان الخميني تصدير ثورته إلى خارج إيران ، بدأت قضية تسييس موسم الحج .. واتخذت إيران موسم الحج فرصة لإطلاق المسيرات الصاخبة في شوارع مكة وحول الحرم ، ورفع الشعارات التمويهية المنادية بـ " الموت لأمريكا " و " الموت لإسرائيل " .. بل وكان بعض هذه العناصر الإيرانية يقومون بأعمال استفزازية كالاعتداء على الشرطة السعودية بالضرب وتكسير سياراتهم ..
بل قام الإيرانيون بأكثر من عمل إجرامي أثناء الموسم .. فقد تسببوا في إحداث عدة حرائق في منى ، كان يذهب ضحيتها مئات الحجاج في كل موسم .. كما قام الحجاج الإيرانيون باستخدام الكيماوي في نفق المعيصم ، في الثمانينيات من القرن الماضي وتسببوا بمقتل آلاف الحجاج .. وكذلك افتعل الحجاج الإيرانيون اختناقا فوق جسر الرجم في منى ، فمات بسبب ذلك مئات الحجاج أيضا .. ولم يكن الرد السعودي على تلك الإساءات بردود أفعال سلبية تجاه الحجاج الإيرانيين ، وإنما كان الرد بإجراءات تحفظية ، من شأنها أن تحول دون وقوع أمثال تلك الحوادث المؤلمة المفتعلة ؛ في المواسم المقبلة ...
فأما بالنسبة للحرائق المتكررة في منى فقد نصبت خيام في منى غير قابلة للحرق ، وأما بالنسبة للاختناقات المرورية ؛ فقد شددت غرفة عمليات الطرق مراقبتها للطرقات والميادين في مكة ؛ باستخدام الطائرات الهلوكبتر ، ثم باستخدام أجهزة ( جي بي إس ) المتصلة بالأقمار الصناعية ، والتي تشاهد الطرق كلها ، وتحول دون حدوث أي اختناق مروري فيها ..
وأما بالنسبة للرمي في منى فقد قاموا بعدة إجراءات تمنع أيضا تكرار أي ازدحام فوق تلك الجسور ، فخصصوا للمشاة طرقا للذهاب ، وطرقا للإياب ، يشرف عليها كمٌّ هائل من شرطة المرور ..
وأخيرا بدأ الإيرانيون بإطلاق الشائعات المغرضة للتشويش على السعودية ، فزعموا : أنها ترفع رموز الشيطان فوق جبل الرحمة ، وفي أماكن رمي الجمار في منى .. وأخيرا زعم هؤلاء المشككون أن الساعة العملاقة التي أقيمت بجانب الحرم في مكة ؛ هي أيضا عبارة عن شاخص من شواخص عُبّاد الشيطان ، وأنه ما أريد بإقامة هذه الساعة وجه الله ، وإنما أريد بها تقزيم مكانة الكعبة المشرفة ، وإشغال الناس عنها بهذه الساعة الضخمة ، التي زعموا أنها نصب شيطاني أيضا ...
وردا على هذه الشائعات نقول :
أولا – لقد ربط هؤلاء بين العمود الذي على جبل الرحمة وبين المسلات الفرعونية وعقدوا شبها بينهما .. وزعموا أن الفراعنه أقاموا تلك المسلات كرمز لعبادة الشيطان .. وأن السعودية قلدتهم فأقامت شواخص شيطانية فوق جبل الرحمة ، وفي أماكن رمي الجمرات في منى ..
والحقيقة / إنه لا علاقة للمسلات الفرعونية بعبادة الشيطان البتة ، فالفراعنة عبدوا فرعون الذي قال لهم : أنا ربكم الأعلى .. ولم يعبدوا الشيطان..
ثانيا – زعم المشككون أن عُبّاد الشيطان اتخذوا المسلات الفرعونية كشواخص شيطانية في كثير من المدن الكبرى في العالم ، ليعمموا عبادة الشيطان بين الناس تمهيدا لظهور الأعور الدجال ..
وهذا كذب أيضا ، لأن هذه الشواخص لم تبن في الأصل لعبادة الشيطان ، ولا لعبادة غيره ، وإنما بنيت للإشارة ، إما إلى مقبرة وإما للإشارة إلى مركز مدينة ، أو إشارة إلى ميدان من الميادين الهامة في المدينة ، أو أنها بنيت أحيانا كنوع من التباهي بالفن المعماري ، لأن بعضها ثلاثي السطوح ، مبني على قاعدة رباعية الأضلاع ، وتركيب القاعدة الثلاثية على القاعدة الرباعية يحتاج إلى خبرة ومهارة ، لا يتقنها إلا مهرة البنائين .. وكان شأن هذه المسلات كشأن الأقواس والقناطر التي كانت من صميم الفن المعماري في العصر الروماني والإغريقي .. وقد كانت كذلك أيضا في العصر المملوكي والتركي .
وهذا الفن موجود في مساجدنا والمنارات التي أقيمت لرفع صوت الأذان من فوقها .. وهذه المآذن تشبه المسلاة الفرعونية من حيث الشكل .. فهل كانت مساجدنا ومنائرنا تبنى أيضا لعبادة المسيح أو لعبادة الشيطان .؟؟ ما هذا الهراء الفارغ .!!؟ وما هذا الورع البارد الذي يتظاهر به هؤلاء .؟؟
ثالثا – إن رموز عبادة الشيطان نشأت مع ظهور تنظيم " الماسونية " ولو رجعنا لتاريخ الماسونية لرأينا أنه من اختراع المتأخرين من اليهود المقيمين في أوربا ، والذين سموا أنفسهم بالنورانيين ، وخططوا للاستيلاء على الكرة الأرضية بكاملها . وقد وضع لهم اليهودي جيمس أندرسون الدستور الماسوني عام 1723 . ولكن تاريخ الماسونية في الوطن العربي لا يعود لأكثر من 115 سنة فقط على أبعد تقدير ، أي منذ فكر اليهود باحتلال فلسطين في أواخر حكم السلطان عبد الحميد رحمه الله ولم يكن الحجاز خاضعا يومها لحكم آل سعود .. مما يثبت كذب وافتراء هؤلاء المشاغبين بهذه القضية .
رابعا – لو رجعنا إلى كتب التاريخ التي بين أيدينا ، لرأينا أنها كلها ذكرت هذا الشاخص الموجود على جبل الرحمة ، وأن وجوده يرجع إلى ما قبل ألف سنة تقريبا ، أي قبل أن توجد الماسونية وشعاراتها بـ 1323 سنة .. فكيف نصدق هؤلاء الكذابين بقولهم إن الشاخص الذي فوق جبل الرحمة بمنى هو شاخص شيطاني بني حديثا وبإيعاز من اليهود .؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم ..
وتعالوا بنا ننظر في هذه الكتب التاريخية وهي موجودة ومطبوعة ، وكلها تؤكد وجود هذا الشاخص فوق جبل الرحمة منذ مئات السنين :
( 1 ) كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم – للعلامة المقدسي المتوفى سنة 380 هـ وقد تحدث المقدسي فيه عن وجود (علم ) على جبل الرحمة .. والعلم هو الشاخص أو العمود أو العلامة ..
( 2 ) كتاب معجم البلدان في الجزء الرابع منه – تأليف : ياقوت الحموي المتوفى سنة ( 626هـ ) هـ وهو يذكر وجود (علم ) أي عمود على جبل الرحمة أيضا .
( 3 ) كتاب مرآة الحرمين – تأليف : إبراهيم رفعت باشا . وقد ذكر في رحلته سنة 1318 هـ هذا الشاخص على جبل الرحمة ..
( 4 ) كتاب التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم – تأليف الشيخ المؤرخ محمد طاهر الكردي المكي الذي عاش ما بين ( 1321 - 1400هـ ) حيث جاء في الصفحة ( 326) من كتابه هذا قوله : " ويقع على شماله( أي شمال جبل عرفات ) جبلُ الرحمة ، وهو جبل صغير بالنسبة لما حوله من الجبال ، وعلى هذا الجبل سطح مستوٍ مبلط بالحجارة منذ قديم الزمن ، وبوسط سطحه ( علم ) مبني بالحجارة طوله ثلاثة أمتار أو أربعة ، يعلق فيه ليلة عرفة جملة مصابيح ، وقد بنى الوزير الجواد الأصفهاني في منتصف القرن السادس ( 550 ) للهجرة درجا من أسفل هذا الجبل إلى سطحه لسهولة الصعود ..
خامسا – هناك رسوم قديمة لجبل الرحمة في عرفات وعليها هذا العمود الحجري ، بعضها يعود إلى عام 1880م ، وبعضها يعود لسنة 1853م أي إلى ما قبل 164 سنة ماضية ، أي قبل الحكم السعودي للحجاز بـ 94 سنة .. وهذا يكذب أصحاب هذه الشائعة أيضا ويلقمهم أحجارهم بأفواههم ..
والخلاصة:
========
إن هذا العمود الذي على جبل الرحمة ، قد بني يوم بني منذ 1000 سنة تقريبا لتعلق عليه الأنوار ليلة الوقوف بعرفات ، ليهتدي إليها القادمون من الآفاق البعيدة ، يوم كان الحجاج يأتون للحج قوافل على ظهور الجمال .. ولم يكن هنالك كهرباء ولا إنارة . وكانت الحاجة ماسة لمثل هذا الإجراء المفيد . ولكن يأبى هؤلاء إلا أن يقلبوا المحاسن إلى سيئات .. وقديما قال الشاعر :
إذا محاسني اللاتي أدل بها : صارت ذنوبا فقل لي كيف أعتذرُ
ومع الأسف إنك تجد بعض المتدينين؛ يتلقف الشائعة ويتبناها ويبني عليها أحكاما شرعية .. وهذا منتهى الغباء ، بل منتهى الإجرام بحق الذات .. ولكنْ ماذا نقول لأصحاب الشعور المرسلة والعيون المكحلة والسراويل المعفنة ؛ الذين لم يخدموا بغبائهم سوى إيران وإسرائيل ؟
[/rtl]
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الإثنين أكتوبر 09, 2017 6:40 pm عدل 2 مرات