التقرير الأمريكي حول محرقة الجثث بصيدنايا حلّ اللغز !
الهيئة السورية للإعلام _ ناصر علم الدين
20 / 5 / 2017
==============
(حرقوهن..! بدهن حرق!) لم تكن تلك الكلمة التي بدت من أفواه شبيحة نظام الأسد كلمة عفوية أو صادرة بلحظة غضب اتجاه المتظاهرين السلميين ضد حكم الأسد في بداية الثورة، بل لم يكن يخيل إلى عقل بشري سوي أن تكون تلك الكلمة الصادرة ببرود من أفواههم تطبق فعلاً في سجن صيدنايا على الطريقة الهتلرية مع أن جميع أشكال الإجرام لاتبدو بعيدة من حيث الإمكان عن مخيلة الأسد الابن.
فالصور الأميركية الأخيرة الملتقطة في بداية عام 2015 والتي كشفت عنها واشنطن قبل أيام، و تظهر مبنى يحتوي على المحرقة البشرية التي أحرقت آلاف جثث السوريين قد حلّت اللغز وفسرت الظواهر التي كان يجهلها السكان القاطنون في بلدتي منين ومعرة صيدنايا القريبتين من السجن ذائع الصيت ولاستقصاء الخبر من أقرب تجمع سكني قريب على “الباستيل الأسدي” كان لـ(الهيئة السورية للإعلام) الشهادات التالية :
الحاج (أبوفراس) رجل من بلدة منين التي تعد أقرب تجمع سكني إلى سجن صيدنايا رفض إعطاءنا أي تفاصيل أخرى عن هويته خوفاً من مخابرات النظام، أكد بأن “سكان بلدة منين يشتمّون روائح كريهة للغاية وبزخم كبير منذ سنوات “.
وأضاف :” فترات الصباح الباكر تكون الرائحة أكثر وضوحاً وتستمر حتى فترة الظهيرة، والذي يشتم هذه الروائح لايساوره شك بأنها ناجمة عن تحلل مواد عضوية بكميات كبيرة جداً، وهنا بدأت التخمينات تتوالى بيننا وبين أهالي بلدة معرة صيدنايا القريبة أيضاً من السجن والواقعة من الجهة الشمالية منه”.
وأوضح(ابو فراس) قائلا “الروائح المنبعثة لاشك أنها من سجن صيدنايا، وهو سجن يتربع على مساحة جغرافية كبيرة تسمح بدفن بقايا جثث المعتقلين ضمن حرم السجن لكننا نرجح الرواية المتداولة حديثاً عن وجود محرقة للجثث في السجن، ومايؤكد ذلك أننا كنا نشتم روائح الجثث المنبعثة من المحرقة على بعد نحو 5كم من السجن خلال فترات منتظمة، وحتى خلال الشتاء كانت الروائح تنبعث بشكل شبه دائم كل صباح لكن بزخم أقل وذلك بسبب الجو الماطر الذي يخفف من حدة تلك الروائح ،أما في فصل الصيف وخاصة عامي 2014 و2015 فتكون الروائح بشكل أكبر تبدأ منذ الصباح الباكر وحتى ساعات الظهيرة، مما يرجح حرق تلك الجثث فجرا”.
من جهته المهندس الزراعي (محمد منيني ) وهو أيضاً من أهالي بلدة منين نفى أن تكون تلك الروائح من مخلفات مؤسسات تربية الدواجن”.
وأكد المنيني بأن” المهاجع المخصصة لتربية الدواجن موجودة منذ زمن وأنا كنت أعمل بإحداها أثناء فترة دراستي وهي لاتلجأ لكب نفاياتها في الأراضي الزراعية القريبة منها، ثم إن الروائح التي نشمها ليس مصدرها مهاجع تربية الدواجن الواقعة في تلك المنطقة والأهم منذ ذلك لم نكن نشتّم في السابق روائح كريهة وهو ما ينسف فرضية مخلفات مؤسسة الدواجن”.
بدوره، علق المحامي (هيثم.م) المتخصص في قضايا حقوق الإنسان بالقول: “مخابرات نظام الأسد لجأت منذ بداية الثورة إلى تسليم مقتنيات المعتقل لذويه مع شهادة وفاة طبية شكلية من مستشفيات النظام العسكرية تبين سبب الوفاة مثل جلطة قلبية أو دماغية او انتانات صدرية وغيرها، دون تسليم الجثة”.
وأوضح (هيثم.م) ” في مثل هذه الحالات يكون المعتقل قد تمت تصفيته في أقبية مخابرات النظام تحت التعذيب، وما يدلل على الرواية المنتشرة أخيراً والتي تقول بحرق عشرات آلاف جثث المعتقلين، سيما أن جثامين المعتقلين لا يمكن التخلص منها عن طريق الدفن التقليدي ضمن حرم السجن لكثرة الإعدامات “.
وكانت الولايات المتحدة قد كشفت الاثنين الماضي عن صور قالت أنها مبنى لـ( حرق جثث المعتقلين) على مقربة من سجن صيدنايا بريف دمشق، وذلك في محاولة من نظام الأسد للتخلص من رفات آلاف المعتقلين السوريين الذين تمت تصفيتهم.