إلى الذين لا يفهمون إلا بالشتم .. إلى الفصائل المتقاتلة في الغوطة الشرقية :
بقلم : أبو ياسر السوري
5 / 5 / 2017
===============
أيها المتقاتلون في الغوطة الشرقية :
استعرضت اللافتات التي رفعها المتظاهرون اليوم في وجوهكم احتجاجا على اقتتالكم فيما بينكم في الغوطة الشرقية فكان منها :
إذا أردتم القضاء على ثورتنا فاقتتلوا ..
نرفض سياسة التغلب وسفك الدماء ..
لم نخرج بالثورة لنستبدل طاغوتا دينيا بطاغوت علماني ..
أوقفوا شلال الدماء أيها الأغبياء ..
كفاكم كذبا على الإسلام باسم الإسلام ..
لقد أصبحتم منفرين من الدين ، لأنكم أسأتم إليه بإجرامكم ..
:::::
رأيت هذه الشعارات وغيرها ، فأحسست كأن سكاكين تحز نياط القلب ، وتبكي العين دما ، ومما يزيد الجراح إيلاما ، أن كل فصيل منكم يبرر لنفسه قتل أخيه باسم الدين .. مستشهدا بآيات من كتاب الله .. وأحاديث من سنة رسول الله .. كذبتم والله .. ثم والله ..
فالقتل فحشاء ومنكر . والله لا يأمر بالفحشاء ولا بالمنكر ..
وكل منكم يزعم أنه خرج لنصرة الشعب المظلوم .. وكذبتم في هذه أيضا .. فنصرة الشعب لا تكون بقتله وترويعه وهدم منازله على رؤوس من فيها من نساء وأطفال وأبرياء ..
فيا أيها الشرعيون في جبهة الشام ..
ويا أيها الشرعيون في فيلق الرحمن
ويا أيها الشرعيون في جيش الفسطاط ..
كل واحد منكم بات يوجه الآية والحديث حسب هواه . متناسياً أن الله يحرم القتل ويلعن القتلة ويتوعدهم بالنار وغضب الجبار .
أين أنتم قوله تعالى : " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا "
وأين أنتم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما " .
وأين أنتم من قوله صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ وَلَوْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ ، لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ : آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ.
وأين أنتم من قول ابْنِ عَبَّاسٍ , حين سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : أَرَأَيْتَ رَجُلاً قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا أَيْنَ مَنْزِلُهُ ؟ قَالَ : جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا , وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ , وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا . قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ هُوَ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ؟ قَالَ : وَأَنَّى لَهُ الْهُدَى ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ . وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : يَجِيءُ المقتول يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُعَلَّقًا رَأْسُهُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ , إِمَّا بِيَمِينِهِ أَوْ بِشِمَالِهِ , آخِذًا صَاحِبَهُ القاتل بِيَدِهِ الأُخْرَى تَشْخُبُ أَوْدَاجُهُ حِيَالَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ : يَا رَبِّ سَلْ عَبْدَكَ هَذَا عَلاَمَ قَتَلَنِي ؟ يقول ابن عباس : فَمَا جَاءَ نَبِيُّ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ , وَلاَ نَزَلَ كِتَابٌ بَعْدَ كِتَابِكُمْ .
أيها الحمقى الأغبياء .. أنتم عار على المسلمين ..
فلم يبق أحد إلا شارك في سفك دماء السوريين : الروس..إيران .. النظام .. الميليشيات المأجورة القادمة من العراق ولبنان وباكستان وأفغانستان .. وكوريا وفنزويلا .. والجزائر .. ومصر ..
فلماذا تشاركون أنتم مع هؤلاء القتلة في قتل ابناء الغوطة اليوم .؟ أليسوا مسلمين .؟ أليسوا مرابطين رغم الحصار والكيماوي والقنابل الارتجاجية ، وقنابل المنثار ، وقنابل الفوسفور ، والنابالم والحرق بالنار .؟ أليسو رغم ذلك كله هم متمسكون بهذا الثغر الذي يشكل شوكة في أعين النظام وحلفائه .؟؟
لماذا تستحلون الدم الحرام .؟ ما المبرر الذي يبيح لكم القتل .؟ أمن أجل منصب .؟ من أجل حظوة نفس .؟ من أجل موقع .؟ وهل تستحق هذه التوافه أن تدخلوا من أجلها النار وتتعرضوا لغضب الجبار .؟
اخرجوا من الغوطة ، ودعوها لأبنائها فأنتم الآن صائلون ، قتلة مجرمون .. اخرجوا منها ووجهوا أسلحتكم للنظام الذي دعس على أنوفكم وأخرجكم من حلب بالباصات الخضراء أذلاء خانعين كالصراصير ..
أما أنتم أيها اللاشرعيون الذين تفتون بحل قتل المسلمين ارحلوا أيضا عنا .؟ فأنتم لا تمثلون الإسلام . اسكتوا بل اخرسوا ولا تلووا ألسنتكم بالكتاب .. ولا تذكروا على ألسنتكم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو بريء من كل من استحل دماء المسلمين ..
أما مر معكم حديث أسامة بن زيد حين قتل رجلا قال " لا إله إلا الله " فبلغ النبي ذلك فقال يا أسامة أين تذهب بـ " لا إله إلا الله " وما زال يكررها حتى ظن أسامة أنه استحق النار .. وتمنى أن لا يكون ولد قبل ذلك اليوم .؟؟
لقد استحللتم أيها الحمقى فيما مضى الاقتتالَ فيما بينكم وبين الفصائل في الغوطة ، فضاع منكم ومنهم ما لا يقل عن 500 قتيل . واليوم ضاع أكثر من 100 قتيل .. فلصالح مَنْ يُقتل هؤلاء .؟ لصالح مَنْ .؟ ثم يخرج أحد الأغبياء – ويا للعار – معلنا أنه حرر الموقع الفلاني والقرية الفلانية ..!! تحررها ممن أيها الغبي .. بل أيها المجرم ..
لقد ضاعت الثورة ما بين خارجي وعميل ومرتد وباغي وصائل وعلماني وتكفيري ومرجئي .. وعفاريت الزرق والحمر والسود .. وإذا بقيتم على ما أنتم عليه من الحماقة والغباء والإجرام فلن ينتظركم سوى الباصات الخضراء .. ستجتمعون القاتل والمقتول في إدلب بعد زمن يسير .. ثم تقتلون وتبادون جميعا هناك أو ترحلون خارج سوريا لتعيشوا حفاة عراة جياعا عطاشا مشردين ..
فلا جزاء لمن يتولى سوى الاستبدال والإذلال .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .