وجهة نظر" بل صرخة " أرجو أن تتواضعوا وتقرؤوها
2 / 5 / 2017
بقلم : ابو ياسر السوري 
==============
أعيد اليوم نشر الصرخة التالية ، التي سبق نشرها منذ سنتين ونصف تقريبا ، في أواخر  2014 وكنت أقرأ يومها كتابات لنخب من المثقفين السياسيين، وعدد من قادة المقاتلين ، كان كل منهم يمتشق قلمه ليهاجم به ذات اليمين وذات الشمال، وكل منهم كان متصورا أنه سيسقط النظام بين عشية وضحاها ، ويخشى أن لا يكون له محل من الإعراب أو بشكل أوضح "أن لا يكون له منصب في مملكة السراب  ..
 فواحد يدعو لتجمع القضاة والمحامين لتحضير دستور للدولة القادمة.. وثان يهاجم الذين خرجوا من البلد ويعتبرهم فارين من الزحف ، ولا يحق لهم أن يتكلموا عن مستقبل البلد ، ولا أن يشاركوا في شكل الحكم القادم .. وثالث يقض مضجعه أن تعقد المؤتمرات والاجتماعات خارج سوريا .. ويدعو لعقدها في الداخل حصرا .. ورابع يدعو إلى المحاصصة .. وخامس يدعو إلى حكم فيدرالي .. وكل ينافح ويكافح يريد أن يكون صاحب الشأن ، وربَّ الصولجان في سوريا ما بعد الأسد .. فأطلقت يومها صرخة رجوت أن تصل لكل السكارى بخمر الأوهام فقلت : 
يا ناس .. يا عالم ..
 أولا : لا يقضنَّ مضجعكم كون المؤتمرات والاجتماعات تعقد في الداخل أو في الخارج .. فـ ( ديجول ) قاد الحرب ضد الألمان وهو في المنفى ، ثم دخل فرنسا بعد النصر ، ولم يقل له أحد إنك يا " ديجول " كنت في الخارج ، ولا يحق لك أن تقود الفرنسيين بعد سقوط الملكية الفرنسية ، وإنما رحب به الفرنسيون ، واعترفوا بأنه قاد ثورتهم من الخارج ، وقدموه ليقود الجمهورية الفرنسية لعدة فترات رئاسية متتالية ، حتى سميت فترته الفترة الديجولية ، التي أصبحت فيها فرنسا دولة عظمى ..
ثانيا : ما أظن قيادة الثورة تحتاج إلى المحاصصة والتوافق ، بقدر ما تحتاج إلى " القوي الأمين " .. ولكي يرتاح البعض ، فأقترح أن يكون هنالك شرط يقول " من يتم تعيينه لمنصب ما في مجلس قيادة الثورة ، فلا يحق له الترشح لاستلام أي منصب بعد سقوط النظام لمدة 4 سنوات ، إلا إذا وقع عليه الاختيار ، ودعت المصلحة الوطنية إلى مشاركته في الحكومة القادمة بعد سقوط النظام " ..
 ثالثا : هذه الإجراءات الآنية لا تعني أن من يقع عليه الاختيار لمنصب ما في مجلس قيادة الثورة .. أنه سوف يكون من أصحاب السلطة المنتظرة لاحقا .. وإنما يعني : أنه ممن وضع دمه على كفه ، وأبدى استعداده للموت في سبيل الله وإسقاط الطاغوت الأسدي ..
 رابعا : إلى متى سوف نظل نثير هذا الجدل العقيم ، الذي أخر سقوط النظام أربع سنوات ، ولو استمر الجدل على المناصب الموهومة ، فليس من المستبعد أن نراوح في المكان عشر سنوات ، وقد تنتهي بالقضاء على الثورة لا سمح الله ، والعودة القسرية إلى بيت الطاعة ، بل بيت الإبادة لكل معارض قال كلمة ضد العصابة الحاكمة ، أو لفقت له تهمة الخيانة ، والمساس بأمن البلد ، فأعدم ظلما وعدوانا .؟؟ 
 خامسا : يا أستاذ (فلان ) ويا أستاذ (علان ) .. ويا حضرات النخب المثقفة والمجاهدة .. يا إخواننا المخلصين، سوريا باتت على كف عفريت، والمجوس قادمون لإبادتنا جميعا.. فالرجاء . الرجاء . الرجاء . أن نترفع عن السفاسف .. ونأخذ بمعالي الأمور .. ومن معالي الأمور " الإيثار " لا " الأثرة " والتعاون من أجل الوصول إلى الهدف ، لا التنافر والمراغمة والمشاححة . خصوصا وأنه ليس هنالك شيء في اليد نتنافس عليه .. فما زلنا نقبض الريح ، ونمضغ الماء ، ونحاول الإمساك بالزئبق . ولا نطول ، لا هذا ، ولا ذاك .. " انتهى الكلام الذي نشر من سنتين ونصف .. 
 وها نحن اليوم ما زلنا نراوح في المكان .. بل وأحيانا نمشي إلى الوراء سر .. فإيران تقتل .. والنظام يقتل .. وروسيا تقتل .. والإسلاميون باتو أكبر القتلة وأظلمهم . فهم كالنار
" والنار تأكل بعضها : إن لم تجد ما تأكله " 
 فإلى أين نحن ماضون .؟؟ يجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال الآن .؟ ويجب أن نجري مراجعة للموقف .. ونصحح المسار .. وإذا بقي كل منا راكبا رأسه ، وماض في وجهته ، دون أن يصغي لأحد .. فالمستقبل أسود من نار جهنم ، التي أعدت للمجرمين ..