اهلا وسهلا بالشهادة في سبيل الله ومرحبا واقول لبشار وازلامه سياتي ان شاء الله يومك ويعلق فيه راسك على باب حمص وننقله من بلدة الى بلدة وانظر الى من سبقك كيف فر وارتحل أبو عامر الطائي قال كنت بحمص يوم حاصر احد الملوك حمص أربعة أشهر أو نحو ذلك حتى خلص إليهم الجوع والعطش وضاق من فيها حتى أرادوا مصالحته قال فكان هذا الملك يأمر قوما يحفرون خارج المدينة فإذا أخذوا في الحفر تحت سورها حفر بحذاهم من داخل المدينة قوم آخرون من أهل حمص حتى يلتقوا في الأسراب وكان لأهل حمص فارس شجاع في المدينة إذا أخذ أصحاب الملك في الحفر أمر من في المدينة أن يحفروا بحذاهم فلا يزالون يحفرون حتى يلتقوا وربما سقط عليهم حفيرتهم فيموتون جميعا وكان هذا الملك لا يأمر بالحفر عليهم من موضع إلا حفروا داخل المدينة بحذاهم فقيل له في المدينة فارس شجاع لا يحفر عليهم من خارج حفرا إلا أمرهم فحفروا بحذانا حتى نلتقي نحن وهم فيها قال فدس هذا الملك إلى هذا الفارس الشجاع فأطمعه في مال كثير جدا جدا يوصله إليه فأبى هذا الفارس الشجاع أن يخرج إليه فلما أيس منه قال اقطعوا عنهم كل ماء يصل إليهم من وجه من الوجوه فلما علم أهل حمص بذلك أقاموا على سورهم رجلا أسود عريان بحذاء عسكره فناداهم فقال يا ايها الملك إن كنت عطشانا أسقيناك وإن كنت
جائعا أطعمناك وإن كنت تريد أن نفعل بك كذا وكذا فعلنا بك وسوف نرسل عليك من الماء ماشئت فاحفظ عسكرك لا تغرق انت وعسكرك من هذا الماء الذي عندنا ثم نادوا في المدينة أن يرسلوا الماء عليهم من نهرالعاصي إلى خارج المدينة ليخيفهم فخرج منه على عسكرالملك ماء جرارا فلما مر بعسكره فزعوا منه فقال الملك ما هذا قالوا ماء أرسلوه عليك من مدينة حمص فقال ظننت أنه قد وصل إليهم العطش وعندهم من فضول الماء ما يخاف على عسكرنا منه الغرق ارتحلوا ارتحلوا فارتحل عنهم.