الرد على شاب خليجي يزعم أنه [ فك شيفرة أهم ألغاز القرآن بعد 1400 سنة ]
رابط مقال الشاب / https://arabic.sputniknews.com/…/201701201021833942-%D9%81…/
بقلم : أبو ياسر السوري
7 / 4 / 2017
====================
قرأت ما كُتب حول الشاب الخليجي الذي اكتشف أن هذه الحروف المقطعة في أوائل السور القرآنية لها معانٍ مناسبة لموضوع السورة في اللغة السريانية .. فترجح لدى هذا الباحث أن اللغة العربية مأخوذة من السريانية ..
وإليكم ملخص جوابي على مقالته في البنود التالية :
1 - لو صح كلامه هذا لكان ينبغي أن لا يقتصر على هذه الافتتاحيات الأربع [ الم . الر . طه . كهيعص ] ، لأن هذا الباحث سبق أن أعلن عن هذا الموضوع قبل سنتين تقريبا ، فطولب بتفسير سرياني لبقية الأحرف المقطعة من أمثال [ ق . ن . حم . حم عسق . طسم . يس . ] فعجز حتى الآن أن يأتي بإضافة على ما ذكر سابقا ..
2 - ولو فرضنا أنه استطاع يوما ما أن يأتي بمعاني سريانية لبقية فواتح السور ، فهذا لا يؤيد ما ذهب إليه من كون اللغة العربية مشتقة من اللغة السريانية . بل العكس هو الصحيح . لأنه ثبت لدى المعنيين بدراسة اللغات العالمية ، أن اللغة العربية هي أثرى لغة في العالم ، وأن جذور الاشتقاق فيها يزيد عن مليون ومئتي ألف جذر .. والجذر لا يكون أقل من ثلاثة أحرف . وقد يكون على أربعة وهذا النوع اقل من الأول .. فإذا نقص عن ذلك فكان حرفين فهو من حروف المعاني . وإذا جاء على حرف واحد فهو من حروف المباني ولا يستقل بمعنى في نفسه .. والحرف لا يكون جذرا لأي اشتقاق ..
المهم اللغة العربية أغنى لغة في العالم وليست بحاجة لأن تشتق من غيرها , بل غيرها من اللغات هو المفتقر إليها .. تصور أن اللغة السريانية لا تساوي 5% خمسة في المئة من اللغة العربية أي نصف عشرها .. فكيف يصح عقلا أن تكون السريانية الضيقة أصلا للغة العربية التي تشبه البحر في اتساعها .. الكلام في هذا واسع .. لا مجال للاستيعاب ..
3 - الادعاء بأن العربية فرع من السريانية باطل، والأشد بطلانا الزعم بأن فواتح السور سريانية .. كيف يسوغ هذا مع قوله تعالى ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) فالقرآن كله عربي . وأية لفظة فيه جاءت موافقة للفظة في لغة أخرى فهذا يكون من توافق اللغات على بعض المسميات . ولا يعني أن القرآن مأخوذ من تلك اللغة ، أو أن فيه كلمات ليست عربية .. والقول بهذا خطير قد يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله ، لأنه مخالف لقوله تعالى " إنا أنزلناه قرآنا عربيا " .
4 - ثم كيف يعقل أن يخاطب الله تعالى العرب بغير لغتهم .؟ وكيف يتحداهم بحروف سريانية .؟ ولو صحت دعوى هذا الشاب ، لكان في ذلك اتهام للصحابة بالتقصير لكونهم لم يسالوا النبي صلى الله عليه وسلم عن معاني هذه الحروف . ولكن ثبت أن الصحابة تكلموا في فواتح السوري ، فقال ابن عباس وابن مسعود وغيرهما إنها أقسام من الله ، وهي رموز لأسماء الله الحسنى ، الألف رمز للفظ الجلالة ( الله ) ، واللام رمز لاسم ( اللطيف ) والعين رمز لاسم ( العليم ) .. وهكذا .. واستدلوا على ذلك بقول الشاعر :
[ قلت لها قفي فقالت قافْ ] فأومأت بالقاف إلى معنى الوقوف ..
وأذكرك هنا بالحديث الشريف ( من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة ) أي بـ ( اق) من أقتل .. فأشار إلى القتل بحرفين منها .
5 - ونسأل كيف تنزل هذه الألفاظ على العرب بغير لغتهم ، ثم يُتحدون بها .؟ هذا غير جائز ، لأن التحدي لا يكون إلا فيما مهر به الإنسان . ولا يصح تحدي العرب بغير لغتهم . فلهذا أرى أن هذا الباحث لم يكن موفقا فيما انتهى إليه بحثه ، ولن يصل منه إلى طائل ..
6 - تكلم المفسرون حول هذه الحروف بكلام طويل جدا جدا .. لخصت بعضه في كتاب لي بدأت بتأليفه منذ أكثر من 20 سنة وجمعت فيه فرائد لا توجد في غيره .. وأسأل الله تعالى أن يعينني عل إتمامه وطبعه . فهذه الحروف أخذت من الكلام شطره في كل تقسيم منه ..
فمثلا الحروف 28 حرفا .. وفواتح السور تساوي 14 حرفا بدون تكرار .
ومثلا ، يقسم الكلام إلى ألفاظ مجهورة ومهموسة ، وشديدة ومطبقة ، ومستعلية ومنخفضة ، ومستقرة وقلقة .. وهذه الفواتح أخذت نصف كل نوع من هذه الألفاظ ...
وذكروا أعاجيب من أسرار هذه الحروف .. لا يمكن استيعابها ولا الإشارة إليها بهذه العجالة ..
رابط مقال الشاب / https://arabic.sputniknews.com/…/201701201021833942-%D9%81…/
بقلم : أبو ياسر السوري
7 / 4 / 2017
====================
قرأت ما كُتب حول الشاب الخليجي الذي اكتشف أن هذه الحروف المقطعة في أوائل السور القرآنية لها معانٍ مناسبة لموضوع السورة في اللغة السريانية .. فترجح لدى هذا الباحث أن اللغة العربية مأخوذة من السريانية ..
وإليكم ملخص جوابي على مقالته في البنود التالية :
1 - لو صح كلامه هذا لكان ينبغي أن لا يقتصر على هذه الافتتاحيات الأربع [ الم . الر . طه . كهيعص ] ، لأن هذا الباحث سبق أن أعلن عن هذا الموضوع قبل سنتين تقريبا ، فطولب بتفسير سرياني لبقية الأحرف المقطعة من أمثال [ ق . ن . حم . حم عسق . طسم . يس . ] فعجز حتى الآن أن يأتي بإضافة على ما ذكر سابقا ..
2 - ولو فرضنا أنه استطاع يوما ما أن يأتي بمعاني سريانية لبقية فواتح السور ، فهذا لا يؤيد ما ذهب إليه من كون اللغة العربية مشتقة من اللغة السريانية . بل العكس هو الصحيح . لأنه ثبت لدى المعنيين بدراسة اللغات العالمية ، أن اللغة العربية هي أثرى لغة في العالم ، وأن جذور الاشتقاق فيها يزيد عن مليون ومئتي ألف جذر .. والجذر لا يكون أقل من ثلاثة أحرف . وقد يكون على أربعة وهذا النوع اقل من الأول .. فإذا نقص عن ذلك فكان حرفين فهو من حروف المعاني . وإذا جاء على حرف واحد فهو من حروف المباني ولا يستقل بمعنى في نفسه .. والحرف لا يكون جذرا لأي اشتقاق ..
المهم اللغة العربية أغنى لغة في العالم وليست بحاجة لأن تشتق من غيرها , بل غيرها من اللغات هو المفتقر إليها .. تصور أن اللغة السريانية لا تساوي 5% خمسة في المئة من اللغة العربية أي نصف عشرها .. فكيف يصح عقلا أن تكون السريانية الضيقة أصلا للغة العربية التي تشبه البحر في اتساعها .. الكلام في هذا واسع .. لا مجال للاستيعاب ..
3 - الادعاء بأن العربية فرع من السريانية باطل، والأشد بطلانا الزعم بأن فواتح السور سريانية .. كيف يسوغ هذا مع قوله تعالى ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) فالقرآن كله عربي . وأية لفظة فيه جاءت موافقة للفظة في لغة أخرى فهذا يكون من توافق اللغات على بعض المسميات . ولا يعني أن القرآن مأخوذ من تلك اللغة ، أو أن فيه كلمات ليست عربية .. والقول بهذا خطير قد يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله ، لأنه مخالف لقوله تعالى " إنا أنزلناه قرآنا عربيا " .
4 - ثم كيف يعقل أن يخاطب الله تعالى العرب بغير لغتهم .؟ وكيف يتحداهم بحروف سريانية .؟ ولو صحت دعوى هذا الشاب ، لكان في ذلك اتهام للصحابة بالتقصير لكونهم لم يسالوا النبي صلى الله عليه وسلم عن معاني هذه الحروف . ولكن ثبت أن الصحابة تكلموا في فواتح السوري ، فقال ابن عباس وابن مسعود وغيرهما إنها أقسام من الله ، وهي رموز لأسماء الله الحسنى ، الألف رمز للفظ الجلالة ( الله ) ، واللام رمز لاسم ( اللطيف ) والعين رمز لاسم ( العليم ) .. وهكذا .. واستدلوا على ذلك بقول الشاعر :
[ قلت لها قفي فقالت قافْ ] فأومأت بالقاف إلى معنى الوقوف ..
وأذكرك هنا بالحديث الشريف ( من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة ) أي بـ ( اق) من أقتل .. فأشار إلى القتل بحرفين منها .
5 - ونسأل كيف تنزل هذه الألفاظ على العرب بغير لغتهم ، ثم يُتحدون بها .؟ هذا غير جائز ، لأن التحدي لا يكون إلا فيما مهر به الإنسان . ولا يصح تحدي العرب بغير لغتهم . فلهذا أرى أن هذا الباحث لم يكن موفقا فيما انتهى إليه بحثه ، ولن يصل منه إلى طائل ..
6 - تكلم المفسرون حول هذه الحروف بكلام طويل جدا جدا .. لخصت بعضه في كتاب لي بدأت بتأليفه منذ أكثر من 20 سنة وجمعت فيه فرائد لا توجد في غيره .. وأسأل الله تعالى أن يعينني عل إتمامه وطبعه . فهذه الحروف أخذت من الكلام شطره في كل تقسيم منه ..
فمثلا الحروف 28 حرفا .. وفواتح السور تساوي 14 حرفا بدون تكرار .
ومثلا ، يقسم الكلام إلى ألفاظ مجهورة ومهموسة ، وشديدة ومطبقة ، ومستعلية ومنخفضة ، ومستقرة وقلقة .. وهذه الفواتح أخذت نصف كل نوع من هذه الألفاظ ...
وذكروا أعاجيب من أسرار هذه الحروف .. لا يمكن استيعابها ولا الإشارة إليها بهذه العجالة ..