بنات كسرى يزدجرد .. كن بوابات جحيم على المسلمين :
3 / 3 / 2017
أبو ياسر السوري
===============
الأسيرات الثلاث :
ثلاث أسيرات فارسيات .. تزوجن من ثلاث من أبناء الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، فكن شؤما على المسلمين .. وألحقن بالأمة مصائب كبرى ، ما زلنا نتأذى بأشواكها ..
الأولـى : تزوجها عبيد الله بن عمر بن الخطاب،رضي الله عنه. لم يذكر المؤرخون اسمها.
والثانية : تزوجها محمد بن أبي بكر الصديق . رضي الله عنه . واسمها ماه ملك .
والثالثة : تزوجها الحسين بن علي بن أبي طالب . رضي الله عنه . واسمها شهربانو .
وهاتان الأخيرتان هما على رأي كثير من المؤرخين ابنتان لكسرى يزدجرد ..
قال النسابة محمد بن القاسم التميمي البصري وهشام بن محمد الكلبي : بعث ( حريث بن جابر الجعفي ) إلى عثمان آخر أيامه بنتين ليزدجرد بن شهريار، من سبي فارس في أواخر خلافة عثمان ، وأوائل خلافة علي . فوهبهما عثمان من علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فوهب علي رضي الله عنه الكبرى من ولده الحسين ، والأخرى من محمد بن أبي بكر ذكر ذلك كثير من المؤرخين .
فأما زوجة ابن عمر فهي فارسية من سبي القادسية أو نهاوند ، لم يذكر لنا اسمها ، وكان عبيد الله بن عمر هو الضحية الأولى لها ، فقد أغرته بقتل أبي لؤلؤة المجوسي قاتل أبيه عمر ، واثنين معه هما : "الهرمزان المجوسي " و" جفينة النصراني " فقتلهم لما ثبت لديه أنهما كانا مشاركين لأبي لؤلؤة في التخطيط لقتل أبيه ... ولكنْ كان قتل هؤلاء بمثابة دفن لسر المؤامرة في مهده . ولو لم يقتلوا لعرفنا بقية المتآمرين، ولتمكنا من اجتثاثهم عن بكرة أبيهم ، وأنقذنا المسلمين من شرهم القادم ، الذي أودى فيما بعد بحياة الخليفة الثاني عثمان رضي الله عنه ، ، وفتح باباً لفتن متلاحقة بين المسلمين ..
وأما زوجة محمد بن أبي بكر ، فقد دفعت زوجها أيضا ليشارك في مقتل الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه . فقُتل عثمان وكان ما كان جراء ذلك من نزاع استفحل بين علي ومعاوية ، أعقبه اقتتال بين المسلمين في معركتي الجمل وصفين . مما قسم الأمة إلى شطرين متعاديين متنافرين لم يزدهما مرور الزمن إلا بُعداً ونفورا ..
وأما زوجة الحسين بن علي ، فقد كانت من وراء مقتل زوجها السبط الشهيد رضي الله عنه حين شجعته على الذهاب إلى العراق ليبايعه الناس على الخلافة أيام يزيد بن معاوية رض الله عنه . وكان نصحه أغلب الناس بعدم إجابة أهل العراق إلى طلبهم ، لأنهم خذلوا أباه ، وهموا بقتل أخيه الحسن من قبل ، ولن يصدقوا معه .. ولكن الحسين رضي الله أصر على الذهاب إلى العراق ، ليلقى مصيره هناك .. وكان مقتله رضي الله عنه مصيبة كبرى مُنّيت بها الأمة ، وفُتِح بمقتله رضي الله عنه بابٌ للشر لم يغلق حتى يومنا هذا ..
إنها مؤامرة كبرى ، ذات فصول متعاقبة ، كانت تحاك ضد المسلمين في الخفاء ، لتودي بحياة اثنين من الخلفاء الراشدين ، وليذهب بها سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولتزرع بين أبناء الأمة الإسلامية أحقادا ، ما زالوا يتوارثونها خلفا عن سلف ، وتقوم بسببها حروب بين السنة والشيعة منذ 1400 عام.. وحتى الآن ..
وقفة حوار مع المشككين :
والغريب حقا ، أننا نصرُّ على استبعاد دور المؤامرة فيما حدث ويحدث للمسلمين منذ أربعة عشر قرنا ، ونرفض رفضا باتاً أن نفكر إيجابيا في هذا الاتجاه . ولو فعلنا وأخذنا بأسباب الحيطة والحذر ، لجنبنا أنفسنا من تكرار الوقوع في الأخطاء مرات في أعقاب مرات ..
ففي مقتل عمر رضي الله عنه اشترك [ أبو لؤلؤة المجوسي ، والهرمزان المجوسي ، وجفنة النصراني ].. أي باختصار اشترك في قتله المجوس والنصارى ..
وكذلك كانت الحال في حرب الجمل ، فقد حاك المؤامرة " عبد الله بن سبا اليهودي " و " نفر من الباطنية المارقين " الذين تظاهروا بحب علي حتى عبدوه من دون الله ، فقام عليٌّ رضي الله عنه بإحراقهم في النار فقالوا له : ما زدتنا بك إلا يقينا ، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار .
وكان ابن سبأ لاحظ يوم الجمل أن الزبير وطلحة وعلي قد توصلوا إلى اتفاق يقضي بأن يتعاون الطرفان على ملاحقة من اشتركوا في مقتل عثمان ، لإقامة حد الله فيهم ..
فلما رأى ابن سبأ ذلك ، قال لأتباعه : لئن اصطلح هؤلاء غدا ، وقبضوا على قتلة عثمان فلن تسلم رقابنا من السيف .. وهذا يعني أن ابن سبأ كان ضالعا في مقتل عثمان الشهيد .. لذلك لما رأى أن الصلح بات قاب قوسين أو أدنى بين الجيشين قام هذا اليهودي اللعين بتقسيم أتباعه قسمين ، وأمرهم أن يقوم قسم منهم عند الفجر برشق أهل الشام بالسهام .. ويقوم القسم الآخر برمي السهام على جماعة الزبير وطلحة المطالبين بدم عثمان .. فيظن كل طرف منهم أن الطرف الآخر قد نقض اتفاق الأمس وغدر وخان .. وهذا ما حصل بالفعل . وكانت وقعة الجمل ، التي ذهب جراءها مئات القتلى من المسلمين ..
وأما مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه ، فلا نبرئ زوجته الفارسية من مساهمتها بشكل فعال في هذه المصيبة ، لأن المؤرخين أجمعوا على أنه لم يبق من قريش أحد يعز عليه الحسين إلا ونصحه بعدم الوثوق بأهل العراق ، الذين غدروا بأبيه وأخيه ، ولا يؤمن عليهم أن يغدروا به ويخذلوه ويسلموه .. ولكنه رضي الله عنه أصر عل الذهاب إلى العراق ، وكان قدر الله غالبا ، فذهب الحسين رضي الله عنه واستشهد في العراق .. وأحدث موته خرقا واسعا لم تزده الأيام إلا اتساعا .. وما يحدث الآن من إيران وإعلان عداءها لأهل السنة والعرب بصورة عامة قد بات بشكل لا يصدق .. وسوف يستمر ذلك العداء إلى ما لا نهاية له من السنين في تقديرنا .!!
إن قراءة هذه الأحداث ، وإمعان الفكر في مجرياتها ليؤكد أن تلك المصائب لم تحدث اتفاقا بدون ترتيب ولا تخطيط . وإنما كان وراءها محرك من الفرس الموتورين ، الذين يناصبوننا العداء ، ويعتبروننا غزاة قوضوا إمبراطوريتهم ، وأطاحوا بها إلى غير رجعة .. ومن أولى من هؤلاء النسوة الفارسيات بالانتقام من المسلمين .؟؟
الخاتـمـــــــــــــة :
لهذا كان لزاما علينا أن نقرأ التاريخ جيدا .. ونبتعد عن التشكيك بكل شيء يخص نظرية المؤامرة .. فإن أسلوب النعامة في التعامل مع الأحداث ، قد أثبت فشله على مدى14 قرناً من الزمن .. وما زال هنالك من يصر على تبني هذا الأسلوب المدمر .. القائم على الإنكار ، حتى بات من الممكن لدى هؤلاء أن ينكروا الشمس طالعة في رابعة النهار ، وما زال لديهم أن التحدث عن المؤامرة ضعف وتخلف وسطحية .. مع أن التآمر في الإنسانية قديم ، وقد ألمح القرآن إلى ذلك لنحذر كيد أعدائنا فقال تعالى في قصة موسى عليه السلام " وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ*"
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في السبت مايو 06, 2017 11:59 am عدل 2 مرات