قصيدة : يــا .. دار ..
أبو ياسر السوري
17 / 1 / 2017
================
يا دارُ أيان منك الأنـسُ والـطـربُ : وأين يـا دارُ ذاك اللهـوُ والشغـبُ
وضجعــــة لمقـيلٍ كنتُ أوثرُهــا : بين الظلال إذا ما مَسَّني نَصَبُ
أمضيتُ فـيـك أويقاتٍ وما برحـتْ : أطـيافهــا تـتـراءى لي وتَحتـجِـبُ
في دمَّرِ الشـام بل في ظل هامتها : كان النعـيمُ وكان المنظـرُ العجـبُ
والماءُ يجري نميرا كان في بردى : وفي شــواطـئـه الرمّان والعـنبُ
كما الجـنان تسـرُّ العـينَ نضرتـها : كما العـرائس في أعناقهـا الذهبُ
ومن يُعرّجْ على العاصي وحولته : يرشفْ زلالا ، ولا همٌّ ولا سـغـبُ
وهـل رأيـت فـراتَ الخـير يكبحُـه : ســدُّ الفرات فـيعـصيـه وينسـكـبُ
بحيرة الـسـدِّ إذ تحكي بزرقتهـــا : لـون الســماء مهـاةٌ زانهـا شـنـبُ
ولو مررت بعـين الـتلّ في حـلـبٍ : وشـدوِ أطـيارها ما فاتـك الـطـربُ
ولو نظرتَ إليهــا عـبر قـلـعـتهــا : بـدا لعـينـيـك من تاريخهــا حـقـبُ
صـرحٌ منيـعٌ وإن الـعـز لحـمـتــه : وعنفوانٌ ســـداه المجد والحـسبُ
***
واليوم ما لي أجيل الطرفٍ في وطن: وكل ما كـان من بـنـيـانه خـربُ
كأنـمــا أنــا في حـلـم فـأيـقــظــني : دبـيـب ثعـبان في أنـيابــه العـطبُ
صحوتُ يوما على أعتى مؤامرة : حيكـت لتدميرنــــا عُـرَّابُهــا عَـرَبُ
هـذي قـرانـا نعمْ هـذي مـنازلـنــا : أمسـتْ خرابا وفيهـا البوم ينتحـبُ
دمشقُ تأسى لما قد حل في حلبٍ : كـما تُبادلُهــا لـحـنَ الأســـى حلـبُ
ودُمّرتْ حمصُ رأيَ العين قبلهما : والديرُ تُقـتلُ في صمتٍ وتُغـتصبُ
إن النظام الذي قـد كان يحكـمـنـا : أمسى العدوَّ ومنه الويلُ والحَـرَبُ
وداعـشٌ بســكاكــينٍ تُـمـزّقــنــــا : والـفـرسُ أحـقـادهـا تغلي وتلتهبُ
والـروسُ تمطـرنا جوّاً قـنابـلُهـــا : وكـلُّ غازٍٍ لـه في غـزونـا ســبـبُ
ونحن نهبٌ بأيدي الطامعين وما : في أمة العُرْبِ لا حـسٌّ ولا غضبُ
تـبّاً لهــا أمــة مـا كـان أجدرها : بالموت حرقاً ، فأين النارُ والحطـبُ
***
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الخميس فبراير 02, 2017 3:51 pm عدل 2 مرات
أبو ياسر السوري
17 / 1 / 2017
================
يا دارُ أيان منك الأنـسُ والـطـربُ : وأين يـا دارُ ذاك اللهـوُ والشغـبُ
وضجعــــة لمقـيلٍ كنتُ أوثرُهــا : بين الظلال إذا ما مَسَّني نَصَبُ
أمضيتُ فـيـك أويقاتٍ وما برحـتْ : أطـيافهــا تـتـراءى لي وتَحتـجِـبُ
في دمَّرِ الشـام بل في ظل هامتها : كان النعـيمُ وكان المنظـرُ العجـبُ
والماءُ يجري نميرا كان في بردى : وفي شــواطـئـه الرمّان والعـنبُ
كما الجـنان تسـرُّ العـينَ نضرتـها : كما العـرائس في أعناقهـا الذهبُ
ومن يُعرّجْ على العاصي وحولته : يرشفْ زلالا ، ولا همٌّ ولا سـغـبُ
وهـل رأيـت فـراتَ الخـير يكبحُـه : ســدُّ الفرات فـيعـصيـه وينسـكـبُ
بحيرة الـسـدِّ إذ تحكي بزرقتهـــا : لـون الســماء مهـاةٌ زانهـا شـنـبُ
ولو مررت بعـين الـتلّ في حـلـبٍ : وشـدوِ أطـيارها ما فاتـك الـطـربُ
ولو نظرتَ إليهــا عـبر قـلـعـتهــا : بـدا لعـينـيـك من تاريخهــا حـقـبُ
صـرحٌ منيـعٌ وإن الـعـز لحـمـتــه : وعنفوانٌ ســـداه المجد والحـسبُ
***
واليوم ما لي أجيل الطرفٍ في وطن: وكل ما كـان من بـنـيـانه خـربُ
كأنـمــا أنــا في حـلـم فـأيـقــظــني : دبـيـب ثعـبان في أنـيابــه العـطبُ
صحوتُ يوما على أعتى مؤامرة : حيكـت لتدميرنــــا عُـرَّابُهــا عَـرَبُ
هـذي قـرانـا نعمْ هـذي مـنازلـنــا : أمسـتْ خرابا وفيهـا البوم ينتحـبُ
دمشقُ تأسى لما قد حل في حلبٍ : كـما تُبادلُهــا لـحـنَ الأســـى حلـبُ
ودُمّرتْ حمصُ رأيَ العين قبلهما : والديرُ تُقـتلُ في صمتٍ وتُغـتصبُ
إن النظام الذي قـد كان يحكـمـنـا : أمسى العدوَّ ومنه الويلُ والحَـرَبُ
وداعـشٌ بســكاكــينٍ تُـمـزّقــنــــا : والـفـرسُ أحـقـادهـا تغلي وتلتهبُ
والـروسُ تمطـرنا جوّاً قـنابـلُهـــا : وكـلُّ غازٍٍ لـه في غـزونـا ســبـبُ
ونحن نهبٌ بأيدي الطامعين وما : في أمة العُرْبِ لا حـسٌّ ولا غضبُ
تـبّاً لهــا أمــة مـا كـان أجدرها : بالموت حرقاً ، فأين النارُ والحطـبُ
***
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الخميس فبراير 02, 2017 3:51 pm عدل 2 مرات