دول الخليج والتحالفات الدولية في محاربة الإرهاب
بقلم حسام الثورة
الإرهاب هذه الشماعة التي يعلق عليها أعتى المجرمين قراراتهم الإجرامية وهي كلمة حق أريد بها باطل  , هل هناك دولة إرهابية أكثر من أمريكا , لو عددنا حروبها الإجرامية ضد مختلف شعوب العالم لضاق بنا المقام وبعض هذه الجرائم لاتزال دماؤها تنزف  وهل هناك دولة إرهابية مجرمة أخرى أكثر من روسيا السابقة واللاحقة وهنا لا أريد تعديد جرائمها وهي مازالت تحتل الكثير من بلاد المسلمين بعد أن ابادت شعوب هذه البلاد أما إيران فهي الشيطان الذي يعلم الإرهابين أحدث طرق الإرهاب أما أوروبا فسجلها المخزي في استعمار الشعوب وقتلهم لهم لم ينس بعد , هل ترون أن أحداً آخر يرفع راية الحرب على الإرهاب إلا هؤلاء .؟؟؟
نعم إن الارهاب موجود على مستوى العالم وتعاني منه الأمم ولاسيما الضعيفة المقهورة منها , والإرهابيون هم أفراد وجماعات وحكومات ودول  ولكن أظن أن منطقتنا العربية هي أكثر مناطق العالم معاناة من هذا الارهاب على مر التاريخ  وسلسلة الأرهابيون الذين مروا على أرضنا وشعوبنا كثر مروراً بالصليبين والتتار والحملات الاستعمارية وصولا إلى روسيا وأمريكا وإيران وإسرائيل وأذنابهم وإذا كان هذا هو الحال فلماذا يقف بعض حكامنا مع الإرهابين الحقيقين رافعين راية الحرب على الإرهاب لقهر وقتل ما تبقى من شعوبهم وتدمير ما تبقى من بلدانهم  بعض هؤلاء مكشوفون وإن كنا نجد حولهم المطبلين والمزمرين أليس الحاكم الذي يجرف مدينة كاملة من مدنه لحماية إسرائيل إرهابي  أليس من يموت الناس عنده في سيارات الاحتجاز إرهابي أليس الذي يرسل صواريخه لضرب البيت الحرام إرهابي  أليس هذا الحاكم الذي يدعى زوراً وبهتانا عربيا بل من آل البيت كما يقول هو زعيم إرهابي بامتياز  هذا هو عبدالفتاح السيسى الذي يدعوه الإرهابي بوتين لمفاوضات سلام في سوريا وهو يرسل صواريخه لقتل السورين ولكن والحق يقال إن هذا الارهاب واضح مكشوف فهو لا يخفي تايده للأرهابي بشار الأسد بل دعمه لجيشه الوطني للقضاء على ما تبقى من السورين .
أنا الحقيقة لا يزعجني مثل هؤلاء الإرهابيون المكشوفون ولكن يزعجني من يعاني من الإرهاب ويساعد الإرهابين ويدعي مناصرته للمظلومين وهو يشارك في قصف وقتل هؤلاء المظلومين بشكل مباشر وغير مباشر .
قبل أن أكمل وحتى لا أُفهم خطأ فأنا أحب بلاد الحرمين ولا أتمنا لها ولأهلها إلى الأمان والخير والاستقرار ولكن أليس قد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رجل أو ولد قتل غيله قوله ( لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعا ) فكم تمالأ على قتل السوريين؟؟  أليست الطائرات التي تقتل السوريين ومن يطير بها ويضع لها الخطط ويدفع المال  أليس كل هؤلاء متمالؤن على قتل السوريين وأنا هنا لا أتحدث عن الروس أو النظام لإنه هؤلاء أعلونها حربهم المقدسة على الإسلام ولكن أتحدث عن خمس دول خليجية تشارك التحالف الدولي بقتل الشعب السوري وليس قتل داعش وقد تحدث القريب والغريب عن دعم أمريكا ومن تقوده في هذا التحالف لداعش  , ألا تمد أمريكا الفصائل الكردية بالسلاح وتحميهم طائراتها وهم قد أحرقوا القرى العربية وشردوا أهلها وقتلوهم  ألم تكن هذه الفصائل مشاركة في قتل أهلنا في حلب واليوم والجميع يعرف أنهم جزء من النظام السوري ويتحركون وفق مخططاته فكيف يقول من يحميهم ويساهم في مجازرهم أنه من أصدقاء الشعب السوري
قولوا لي يا دول الخليج أين ومتى قصفت طائراتكم داعش  ألم تتحرك داعش في الصحراء السورية بحماية النظام والتحالف الدولي والروس كيف تحركوا من دير الزور إلى تدمر مرتين في طريق صحراوي مكشوف دون أن يتعرض لهم أحد هل هناك أحدا اليوم يجهل أن النظام يتعاون مع داعش وأن الروس سلموه الأسلحة في تدمر وأن الجرائم التي أرتكبها التحالف في كثير من المناطق السورية لم تنسى بعد .ألا يطال كل هؤلاء قول عمر السابق رضي الله عنه ؟؟؟ فماذا  أعددتم لربكم من جواب ؟؟؟
قد يقول لي البعض ولماذا تهاجم دول الخليج ولا تهاجم تركيا , أقول :
أولاً الأقربون أولى بالمعروف ولو كان اليوم في تركيا غير هذا الحزب الحاكم لقامت القوات التركية بمساندة الأسد ولم تتردد ولو نجح الإنقلاب التركي لأخرجوا السورين من تركيا .
ثانيا  إن تركيا تتعرض لحرب شرسة من الغرب وأمريكا وإيران وللأسف وبعض الدول العربية وهذا لم يعد سراً
ثالثاً إن تركيا لم تساهم بهذا الحلف كما أرادت أمريكا بل أغلقت قاعدة إنجرليك بوجه أمريكا بينما أفتخر أخوتنا في الخليج بقيادة الطائرات في هذا الحلف .
رابعاً إن الخليجين شكلوا تحالف إسلامي لنصرة الشعب السوري وطبلت الإذاعات وزمرت حتى قلنا أن العالم سيهتز تحت راية إسلامية تعيد للأمة مجدها ولكن للأسف أنتهت الاحتفالات وأغلقت الكمرات وانتهى الخبر ولا يزال الجبير يتحفنا بتصريحاته وكأننا نعيش في كوكب خر .  
خامساً إن أردوغان ليس ملكاً يأمر فيطاع بل عنده من الأحزاب من يحصي عليه أنفاسة كما أن هناك من الأتراك ممن لا يخفي تأيده للأسد بل منهم من يقاتل معه على عكس ما عند أخوتنا في الخليج ومع هذا يقال للسوري في تركيا أنت من المهاجرين ونحن الأنصار فماذا يقول العرب قاطبة للسورين ؟؟؟؟؟؟؟؟
إن ما اثارني هو صراخ أردغان المستمر عن دعم التحالف الدولي بقيادة أمريكا للأكراد بالوقت الذي لا نسمع فيه تصريح واحد من الخليج الذي يقول أن هناك تعاون استراتيجي مع تركيا ومع هذا لانسمع تصريح واحد داعما لتركيا .
ألا تستطيع الدول الخليجية على الأقل أن تنسحب من هذا التحالف الذي سيحاسبها الله عليه أم هي تبيع القضية السورية والتركية بالقضية اليمنية ؟؟ وهل هذا صحيح ؟؟ ألم يستنفر مجلس الغدر والخيانة من أجل قصف مجلس العزاء في صنعاء ولماذا لم يسكتوا حتى لو كان القصف متعمد كما سكتوا على مجازر سوريا المتعمدة ؟؟.
أليس منع وصول مضادات الطيران للثوار مشاركة في القتل وكيف تصل هذه المضادات لداعش والأكراد حلفاء التحالف بل جزء من نظام بشار ولا يمكن إيصالها للثوار للدفاع عن أهلهم وأنفسهم أم هؤلاء هم الإرهابيون الذين يحاربهم التحالف  الدولي ؟؟
يا حكام الخليج أن تصريحاتكم  وتعاطفكم مع القضية السورية تضحك الثكلى وقد مللناها فهل لكم أن ترونا شيئا من الأفعال ؟؟!!
إن الثورة بإذن الله ستنتصر طال الزمن أم قصر ولا نشك أن الله سيحاسب الظالمين ولكن حساب الظالمين على مرحلتين حساب في الدنيا وحساب في الأخرة  ونحن لا نشك بحساب الآخرة عند أعدل الحاكمين أما حساب الدنيا فلينتظروا غضبة المظلومين والمقهورين وإن جهلوا فليقرؤا تاريخ الأمم والشعوب فلا تتركوا غصة في قلوب السوريين أن أهلهم خذلوهم .
والله المستعان
30/12/2016