حديث مع الذات :
24 / 12 / 2016
أبو ياسر السوري
========
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في السبت يناير 21, 2017 1:59 pm عدل 1 مرات
24 / 12 / 2016
أبو ياسر السوري
========
أعود بالذاكرة إلى الوراء ، فأستعرض مجريات الثورة السورية في بداياتها ، وألمح الملايين تملأ الساحات في المدن والأرياف، وكلهم يصدح بأهازيج الحرية ، ويطالب بإسقاط النظام ، كما يطالب رأسه بالرحيل ..
وكان المتوقع المأمول ، أن يفاوض النظام شعبه ، ويلتقيا على كلمة سواء في منتصف الطريق .. وكان المأمول أن تقف معنا الدول الحرة في قضيتنا العادلة .!!
ولكن ذلك لم يكن ؟ وإنما كانت أحداث تشيب لها الرؤوس . أحداث انتهت بتدمير 70% من عمران سوريا فوق رؤوس المعارضين . وتهجير ثلثي السكان . ومقتل ما يقارب المليون إنسان . وما صاحب ذلك من ملاحقة واعتقال وسجن وتعذيب ، وما رافقه من خوف وبرد وجوع ومعاناة .. لقد حدث ذلك كله من أجل الإبقاء على حاكم فاسد في كرسيه .!!
ويتساءل المرء في نفسه : أو حقا وقع هذا كله لهذا السبب التافه .؟ وأحيانا لا أريد تصديق ما حدث .. وأقول لعله كابوس وأضغاث أحلام ..
لم يقف أحد إلى جانب الشعب الثائر .. والعالم كله وقف إلى جانب النظام ..
انضم إلى الأسد حزب الشيطان اللبناني بإيعاز من إيران ..
ثم لم تلبث أن انضمت إيران بكل طاقاتها وقدراتها وأحقادها وثاراتها..
دخول إيران وإصرارها على البقاء في سوريا ، زاد المشكلة تعقيدا ، وسوف يزيد من حجم التكاليف .. وقد تطول الحرب بيننا وبين هؤلاء المجوس الموتورين لعشرات السنين ..
فالمجتمع الدولي متخل عنا .. بل يمكن القول إنه متآمر علينا ..
فأمريكا تحظر عنا السلاح النوعي ، ليصول الطيران في أجوائنا ويجول ..
وروسيا تحمي النظام في مجلس الأمن بالفيتو وتتبعها في ذلك الصين ..
ثم تدخل روسيا فتتصدر الصراع بطيرانها وصواريخها وبارجاتها البحرية وخبرائها العسكريين وجنودها .
والعرب غير مكترثين كثيرا بما يجري لنا .. بل أصبحنا نشك في أن بعضهم متآمر علينا ، بل ويذهب بنا الشك إلى أن الحملة الروسية على سوريا مدفوعة الأجر من قبل هؤلاء العرب المتآمرين ، ونحن لا ندري .!!
وتركيا فتحت أبوابها لاستقبال الفارين من بين أنياب الموت .. ولم تتجاوز هذا الموقف الإنساني إلى موقف يعادل الموقف الإيراني مع الأسد .. ولعل تركيا ندمت لأنها لم تتدخل عسكريا لنصرة الشعب السوري قبل التدخل الروسي ، الذي قطع عليها وعلى غيرها الطريق . وجعل التدخل في صراع ضد النظام تدخلاً في مواجهة روسيا .. ولا أحد يجرؤ على ذلك ..
لا ينبغي أن نلوم الذين خرجوا من سوريا ، فهم معذورون بخروجهم . فلا أحد يحب البقاء هو وأبناؤه في أحضان الموت ، وانتظار البراميل المتساقطة ، والقنابل الارتجاجية والفوسفورية والكيماوي .. وهذا ما أراده المتآمرون . إنهم يريدون إجراء تغيير ديموغرافي .. لذلك يهجروننا قسريا ، ثم يجيئون بسكان غرباء ليحلوا محلناً . ولن يمضي كبير زمن حتى تسمع في أرجاء سوريا رطن الأعاجم باللغة الإيرانية والأفغانية والباكستانية ..
وهذا يعني أن التشريد كان قدر السوريين ... ووالله إن هذا الشعور وحده خانق ومؤلم .. ولكن كيف .. ولماذا .. يشرد شعب بأكمله من أجل حفنة من المجرمين الطائفيين الحاقدين .؟؟
ما المخرج .؟ وكيف الخلاص .؟ وما نهاية هذا النفق المظلم .؟
لو تركونا نواجه مصيرنا مع هذا النظام لقصر الطريق علينا وعرفنا كيف نعاتبه في الميادين .
ولكننا نواجه العالم كله .. فكيف السبيل إلى الخلاص من هذه البلاءات المتلاحقة .؟؟؟؟
الانسحاب من المعركة الآن انتحار .. وعار ..
قدرنا المواجهة بكل تكاليفها وتبعاتها ..
اللهم عاهدناك على المضي في جهادنا .. اللهم فأيدنا وانصرنا
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في السبت يناير 21, 2017 1:59 pm عدل 1 مرات