عفوا أيها الرجل الستيني لاتنادي الأموات
بقلم حسام الثورة
الألم يعتصر قلبي والعقل تعطل ولساني لايجد الكلمات ولكن هذا الرجل الستيني الذي وقف على أنقاض حلب المجد والخلود والتاريخ أثار حنقي وغضبي ولا أدري الآن أهو بين الشهداء فأترحم عليه أم بين الأحياء فأقول له سامحك الله كيف تنادي الأموات وتستغيث بهم  , والعرب والمسلمون ماتوا منذ زمن , العرب والمسلمون انقرضوا لم يبق لهم وجود إلا في كتب التاريخ  حتى في كتب التاريخ لم نعد نذكر من أمجادهم إلا الوقوف على الأطلال وأشعار قيس وليلى أو شعر عنترة وبطولات الزير سالم هؤلاء عرب الماضي أما عرب الحاضر فلا نعرف من أمجادهم إلا أكبر قرص فلافل  وصحن تبولة وأكبر منسف والرقص بالسيف وسباق الهجن فكيف تنادي سامحك الله أيها الرجل أين العرب  ألا تعلم يا أخي أن العرب في الحانات والكبريهات وفي أحضان الراقصات وشراء العمارات  وهل تريد أن تفسد عليهم  إحتفالات عيد الميلاد   حتى أن ترمب الذي لايخفي عداءه للمسلمين نسي أن العرب مسلمين بل قال أنه يحب الخليجين لأنهم زبائن جيدين بالنسبة له , أرجوك أيها الرجل أتوسل إليك إن كنت لازلت بين الأحياء لاتنادي العرب مرة أخرى  فالعرب يحترمون القانون الدولي والقانون الدولي يقول لهم دم المسلم مباح بل مطلوب سفكه لهذا فهم يشاركون بالتحالف الدولي لقتل الشعب السوري والعراقي ويرسلون السلاح والمال والرجال لمناصرة بشار لأنه لايزال رئيس سوريا وفق القانون الدولي , وحتى لما قال السيد الأمريكي مسموح تسليح الثورة السورية لم تتحرك الدماء العربية لأنه يبدو أن نتنياهو لم يوافق بعد ,  العرب رجال داحس والغبراء  في معاركهم الداخلية أبطال مغاوير أصحاب  فإنا نورد الريات بيضا ونصدرهن حمرا قد روينا , العرب في معاركهم لايحتاجون لاحترام القانون الدولي  لوكانت الصواريخ  المضادة للطائرات من أجل حرب عربية عربية لسخروا كل تجار السلاح في العالم  أما للدفاع عن سوريا ومقاوامة الاحتلال الروسي الأيراني الصليبي فسامحونا لا يمكن مخالفة القانون الدولي !!.
أنا عربي وأفتخر أن أكون عربي لكني أصبحت أخجل أن أقول إني عربي عندما أرى العرب يحكمهم الفرس واليهود وكل من هب ودب على وجه الأرض وهم كلأنعام بل هم أضل سبيل .
بعض الأخوة لن يعجبهم كلامي  ولا سيما عندما أتحدث عن حكام العرب ولكن سامحوني متى كان للعرب دولة واعتبار إلا عندما وضعوا أنفسهم تحت راية الاسلام وانقادوا لها لهذا قال عمر رضي الله عنه نحن قوم أعزنا الله بالاسلام  أما قبل الاسلام وبعد أن تخلوا عن الاسلام فقولوا  لي منهم العرب ؟  أما قبل الاسلام فعندما هاجم ابرهة الحبشي الكعبة وهي رمز العرب ودار مجدهم ورمز عزتهم وكرامتهم وذهب عبد المطلب لمقابلة أبرهة وأجله أبرهة واحترمه ولما طالب بالإبل احتقره وهنا علينا أن نذكر قول عبد المطلب أنا رب الإبل وللكعبة رب يحميها ولم يطلق سهما واحدا باتجاه جيش أبرهة أما فيما بين العرب بعضهم ببعض فحدث ولا حرج , وبعد أن ترك العرب الاسلام كانوا أذل وهذه جولدامائير لاتنام ليلة إحراق المسجد الأقصى خوفا من الجحافل العربية والمسلمة  حتى إذا طلع الصباح علمت أن العرب والمسلمين قد ماتوا منذ زمن طويل .
أنا رب الإبل وللكعبة رب يحميها  , يبدو أنك أيها الأخ الذي تستصرخ الأموات لم تسمع بهذه العبارة ألا تعلم أيها الأخ أن هذه العبارة هي كل قاموس العرب والمسلمين اليوم فلماذا تصرخ ياعرب يا مسلمين نحن نذبح ؟ وليتهم حافظوا عليها كما قالها عبدالمطلب لكانوا أوكلوا الأمور لله ,  بل قالوا دعوا لنا قصورنا وملاهينا وسيوفنا نرقص بها ولكم كل ما عدا ذلك هكذا قالوا عندما هاجم المغول بغداد وهكذا اليوم يقولون عندما تدمر وتباد حلب , سلطان المسلمين أردغون قال لن نتدخل بحلب ويظن أن هذا الجيب في شمال سوريا هو الذي سيحمي بلاده من هجوم الصليبين والشيعة  أما ملوك وأمراء الخليج فالحق أنه بح صوتهم وهم يناصرون الشعب السوري ولكن لهم طلب واحد لم يحقق بعد لو تحقق لانتهت المشكلة وهو مطالبة إيران بتغير سياستها ضدهم ولم ولن تغيرها  أما روسيا فيمكن التفاهم معها سواء أبادت حلب أو سوريا فالبلدان تعمر والأموات انتهت أعمارهم وهذه مسؤولية المجتمع الدولي !!!!! والموضوع بسيط سقطت حلب لإن الفصائل كانت مخترقة ولم تتوحد وغدا يستمعون لصوت العقل من بوتن وترامب وديمستورا وتصبح قضية سوريا قضيت إرهابين قضى عليهم العالم المتحضر والعرب والمسلمين الذين هم أول من يحارب الأرهاب .
أقول لسلطان المسلمين أردغان ولخادم الكعبة التي لها رب يحميها  جلالة الملك  إن سوريا لها ربا لن يتخلى عنها ولكن إذا سقطت سوريا بيد تتار العصر فلن يكون أمامكم إلا أن تتنكروا  بزي النساء وتهربوا إلى حيث لا يعرفكم أحد هذا في أحسن الحالات  وسيحاسبكم الله لإنكم أنتم من فرطتم وضيعتم .
وأقول لجميع حكام العرب والمسلمين سيلعنكم الله والأمة ويلعنكم اللاعنون فأنتم من خدر الأمة وباعها لأعدائها بل أنتم ألد أعدائها .
وأقول لمن يقولون أنهم علماء المسلمين أنتم كما يقول مثلنا الشعبي ذنبكم بسبعين لماذا لاتقوموا بوجوه حكامكم ظلامكم , أقول لكم إنكم كالحمير تحمل أسفارا  عليكم  أولا أن تحذفوا من كتب الحديث حديث  سيد الشهداء حمزة  حتى لاتحرجوا من قراءته فيلعنكم الله أكثر لأنكم لم تقولوا كلمة حق في وجه الظلمة بل أنتم الظلمة كما قال أبن تيمية لحارس السجن  ولم تهبوا لنصرة مظلوم ونسأل الله أن يعوضنا عن آلافكم برجل واحد صادق مخلص يخاف الله  ولايخاف في الله لومة لائم وستلتف  حوله جموع الأمة وماذلك على الله بعزيز
واقول للجميع مهما كبرت المأساة وطالت المعاناة فإنني لا أشك بنصر الله فكم مر على هذه البلاد من طغاة ثم انقرضوا لم يبق من ذكراهم إلا لعنة التاريخ .
فالصبر الصبر وصبرا جميل وبالله المستعان .
13-12-2016