ما أسباب سقوط أحياء حلب الشرقية .. وكيف نستردها ؟
10 / 12 / 2016
أبو ياسر السوري
=============
أولا – لا سبيل إلى وصف الدواء قبل معرفة الداء ..
والداء هنا الهزيمة .. والدواء هو النصر ..
ثانيا - ما هي المساحة التي انتزعها النظام من أيدي الثوار ؟
والجواب هي الأحياء التالية : مساكن هنانو ، وأرض الحمرا ، والصاخور ، والشعار ، وضهرة عواد والقاطرجي وكرم البيك.. وأحياء أخرى واسعة .. كما سيطر حزب الـ " بي يي دي " الكردي الموالي للنظام ، على الشيخ مقصود ، والهلُّك ، وبستان الباشا ، وبعيدين .. ولو قارنت بين هذه المساحة الواسعة وبين داريا لكانت أكبر من داريا خمس مرات .. فلماذا سقطت هذه الأحياء .سقوطا سريعا .. خاطفا .. مدويا دون مقاومة تذكر .. وكأن الميلشيات الإيرانية كانت تسير عبرها وكأنها تتنزه في الهواء الطلق ..؟؟ بينما صمد 700 مقاتل في داريا على مدى 4 سنوات من الحصار والقصف بكل وحشية وهمجية.؟
ثالثا – لماذا وقع هذا .؟
والجواب : هنالك عدة عوامل ، كانت من وراء هذا السقوط ، يمكن إجمالها بما يلي :
1 - عدم وجود قيادة موحدة لفصائل الثوار .
2 - مما أفقدها عنصر التعاون فيما بينها .
3 - انسحب بعض هذه الفصائل دون علم الآخرين .
4 - ارتباك بعضهم لمفاجأتهم بميليشيات إيران على بعد أمتار منهم .
5 - بعض الفصائل لم يشارك أصلا وانسحب فورا دون قتال ..
6 - وهنالك من شكا من قلة عدد المرابطين في تلك الأحياء الواسعة .
7 - وبعضهم شكا من قلة الذخيرة .. وعدم توفرها أعداد كافية من مضادات الدروع .. والسلاح الثقيل ..
8 - وبعضهم عزا الهزيمة إلى اختراق الفصائل بالجواسيس . الذين كانوا يعطون الإحداثيات الدقيقة ، لأماكن تواجد المجاهدين بالمتر والشبر والباع والذراع ..
ومهما قيل في أسباب هذه الهزيمة ، فالسبب الجوهري فيها واحد ، ألا وهو : تفرق الثوار وعدم وجود قيادة موحدة لهم جميعا .. ولو اتحد هؤلاء المجهادون في كيان واحد ، و قيادة واحدة ، لجنبوا أنفسهم كل السلبيات التي كانت سببا في سقوط هذه الأحياء ..
رابعا : والسؤال الجوهري : هل توحد الثوار ممكن .؟ أم أنه ضرب من المستحيل .؟ وهل السبب في عدم توحدهم يرجع إلى تمسك قادة الفصائل بمناصبهم ، وعدم تنازلهم عنها ؟ أم أن تفرقهم كان بسبب اختلاف الممولين . الذين يتحكمون في قرار الحرب مكانا وزمانا ، تحت طائلة التهديد بقطع المعونة عن كل من تسول لهم أنفسهم بعدم الرضوخ لأوامرهم .؟؟ فإن كان اختلافهم بسبب أنانية القادة ، فبئس القادة هم . وإن كان تفرقهم بسبب الممولين فعلى القادة أن يتخذوا قرارا بعدم قبول أي تمويل مشروط .. وسوف يغنيهم الله عن التمويل المشروط . قال صلى الله عليه وسلم " إنما جعل رزقي تحت ظل رمحي " . ولنتذكر أن مائتي مقاتل فقط ، تمكنوا في بداية الثورة ، من فتح ثلثي حلب بسلاح بسيط جدا .. فبعضهم كان لا يملك سوى بارودة صيد ، وبعضهم ليس لديه سوى الجفت أبو العينتين . وقلة قليلة منهم من كانت لديه بندقية كلاشينكوف ..
***
***