قيادات جهاد إسلامية .. أم شيوخ عبس وذبيان .؟
8 / 12 / 2016
أبو ياسر السوري
==============
كنا بخير قبل تدخل داعش ، وقبلها النصرة ، وبعدهما أو معهما بقية الفصائل التي حولت وجهها عن أهداف الثورة ، إلى المطالبة بدولة إسلامية ، أو خلافية بقيادة البغدادي ، أو إمارة بقيادة الجولاني ، أو  أي مسمى آخر بقيادة شخص لا يمت إلى سوريا بنسب ولا انتماء ..
فزيهم أفغاني، وأقنعتهم سوداء ، وسيرتهم في الحكم على مذهب قرارقوش، الذي كان يحكم على الحائك بقلع العين ، ثم يقلع عين جاره الصياد ، لأن الحائك بحاجة إلى عينين اثنتين ، والصياد تكفيه عين واحدة ..
بدأت ثورتنا المباركة ، وكان هدفها المشترك بين المكونات السورية كافة ، هو إسقاط النظام الطائفي الأسدي ، وإقامة حكم بديل ، يحقق الكرامة والحرية والعدل والكفاية والأمن لكل السوريين ...
وانتهينا إلى عصابات متناحرة يحاول بعضها إسقاط بعض ، ليستأثر وحده بالسلطة دون الآخرين .. كنا شعبا واحدا يطالب بقضية عادلة يشترك في تأييدها كل حر شريف في العالم .. وانتهينا إلى عصابات متناحرة فيما بينها ، يقودها أمراء حرب ، أشبه بشيوخ القبائل ، الذين كانوا يتصارعون فيما بينهم على النفوذ ، ويحملون قبائلهم على التقاتل والاحتراب فيما بينها ، انطلاقا من الحمية الجاهلية والولاء القبلي البغيض ، حيث يدافع كل واحد منهم عن سفيهه .. وكدنا ننسى أن لنا قضية ، وأن لنا عدوا اعتباريا اسمه النظام . وهو أيضا عصابة قاتلة مجرمة ، ولكنها  تحظى بتأييد المجتمع الدولي ، الذي أدار ظهره لقضيتنا ، وأغمض عينيه وصم أذنيه .. وكأنه سعيد بما يقع علينا من أبشع ألوان الإجرام .. فنحن الآن في نظر هذا المجتمع الدولي عصابات متوحشة همجية، تثور على نظام الأسد العلماني المتحضر..
لهذا قرروا خذلاننا ، وسمحوا بإبادتنا ليبقى النظام .