إيران وأمريكا حلفاء ولم يكونوا أعداءَ قط . وهما أعداءٌ للسوريين
3 / 12 / 2016
أبو ياسر السوري
==============
بعد التفاهمات المعلنة بين أمريكا وإيران حول الاتفاق النووي الإيراني ، والذي قامت إيران بعده مباشرة ، بتغيير لون جلدها ، فأزالت كل الرافعات والشعارات المضادة لأمريكا من مثل " أمريكا هي الشيطان الأكبر " و " الموت لأمريكا " ..
بعد هذا التقارب المعلن بين الدولتين ، اللتين كانتا تتبادلان عداء تقليديا على مدى 46 سنة .. ثبت للعالم كله أنه لم يكن بينهما عداء قط .. وأن تلك الشعارات العدائية المتبادلة ، ما كانت إلا لذر الرماد في العيون .. للتغطية على علاقة مريبة بينهما ..
ومن ثمار هذا التقارب الإيراني الأمريكي الجديد ، أن أمريكا تتجاهل كل التجاوزات الإيرانية المخالفة للقانون الدولي في كل من لبنان وسوريا واليمن والبحرين والعراق وغيرها ..
فقد سمحت لإيران بأن تحول لبنان إلى دولة فاشلة ، وتمنعه من انتخاب رئيس جمهورية على مدى سنوات..
كما سمحت لإيران أيضا أن تعمل على تقسيم اليمن إلى شطرين ، وأن تشعل نار حرب أهلية بين الشعب اليمني ، كادت أن تحول اليمن إلى الفشل أيضا ..
كما سمحت أمريكا لإيران بالانخراط في الصراع السوري ، إلى جانب الأسد ، ومشاركته في إبادة مئات الآلاف ، وتشريد الملايين من السوريين .. ناهيك عن عن السماح لإيران باحتلال جزر من دولة الإمارات العربية ، وناهيك عن السماح لها بالتحريض على إثارة القلاقل في دولة البحرين . وكل هذه الممارستان الإيرانية هي مما يخالف القانون الدولي .. ولكن أمريكا لا ترى به بأسا ، وتغض الطرف عنه ، وكأن شيئا لم يكن ..
إذن ، يمكن القول بأن إيران اليوم هي بالنسبة لأمريكا ، تكاد تكون في منزلة إسرائيل .. مما يحتم علينا نحن العرب أن نفطن إلى هذا التقارب المريب بينهما.. ويحتم علينا أيضا ، أن نعلم يقينا أن أمريكا قد أطلقت يد إيران في المنطقة العربية ، وأعطتها الضوء الأخضر في كل ممارساتها التوسعية ، على حساب استقرار الدول العربية ..
وبالنسبة لقضيتنا نحن السوريين ، فيمكن القول بأن أمريكا هي أيضا شريكة لروسيا وإيران والأسد في كل ما وقع أو يقع للسوريين .. حتى الآن على أقل تقدير ..