هل بات حال الأمة اليوم كحالها أيام الأندلس .؟
29 / 11 / 2016
أبو ياسر السوري
==============
قصر الحمراء
هل بات حال الأمة اليوم كحالها أيام الأندلس .؟
وهل بدأ التاريخ يعيد نفسه من جديد .؟
وهل لأعداء الأمة أن ينالوا منا كما نالوا من أسلافنا .؟
وهل ستعود محاكم التفتيش ، ويكون جلادوها من ملالي إيران ؟
وهل ستكون السكينُ بديلاً من المقصلة .؟؟
:::::::
اللهم إنا نعوذ بوجهك الكريم وسلطانك العظيم أن يحدث بنا مثل ذلك .!
اللهم وإنا نعوذ بك من الحَوْر بعد الكَوْر.. ومن الخذلان بعد النصر .!!
29 / 11 / 2016
أبو ياسر السوري
==============
قصر الحمراء
عصر ملوك الطوائف (422–483 هـ) هو العصر المشؤوم الذي أسس لسقوط الأندلس ، لذلك بدأنا به ، وقفزنا ثلاثة قرون وثلث القرن ، لأن عصر ملوك الطوائف يمثل عصر انحدار الخلافة الأموية في الأندلس .. ففي الربع الأول من القرن الخامس الهجري ، قوي الصراع الداخلي بين ملوك الطوائف ، واستعان كل فريق منهم بالنصارى على جاره المسلم ، وتنامى لدى هؤلاء الملوك ما يشبه الشعور الإقليمي ، فقد باتت كل ولاية تباهي بنفسها ، وكان عامة أهل الأندلس يفاخرون بخلافتهم في الأندلس ، ويباهون بها الخلافة العباسية في المشرق ، وضعف جراء ذلك انتماؤهم إلى الأمة الإسلامية ، التي نصبتهم ملوكا على تلك الأقطار.. في الوقت الذي توحدت فيه كلمة الفرنجة، الذين كان حقدهم على المسلمين قد بلغ الغاية والنهاية.
ثم جاء عصر المرابطين (484-539 هـ) بقيادة يوسف بن تاشفين ، الذي جاء لنصرة ملوك الطوائف ضد الفرنجة .. فحارب معهم ، وانتصر على النصارى في معركة الزلاقة الشهيرة ..
ثم انقلب ابن تاشفين على ملوك الطوائف فقضى عليهم .. وطواهم تحت جناحه بالقوة ، فحكم المرابطون الأندلس بعد ملوك الطوائف ، ولكن لم يطل حكمهم ، لأنهم كانوا بدواً جفاة يميلون إلى خشونة العيش .. في الوقت الذي كانوا فيه يحكمون شعبا عاش حياة الدعة والرفاهية .. لذلك لم يصبر هؤلاء الأندلسيون المرفهون على حكم المرابطين . فثاروا عليهم . وانتزعوا الملك منهم .
حكم الموحدين :
ثار الأندلسيون كما قلنا قبل قليل على المرابطين ، بقيادة رجل اسمه ابن تومرت ، كان ادعى أنه المهدي، فانتزع الملك من المرابطين (539 هـ ) ولقب جماعته بالموحدين .. الذين ما لبثوا بدورهم أن تحولوا إلى الشدة والعنف ، وإكراه الناس على اعتناق عقيدتهم ، التي كانت خليطا من عقيدة المعتزلة والجهمية . فكرههم الناس أيضا ، لأن العقيدة لا تفرض بالقوة ، ولذلك لم تصمد دولة الموحدين تحت ضربات الصليبيينً المتوالية ، وإنما تساقطت ولاية بعد ولاية ، ولم يترحم عليهم من شعبهم أحد ..
حكم بني الأحمر :
وعلى أنقاض دولة الموحدين ، قامت دولة ملوك بني الأحمر التي استمرت من (630 – 897 هـ) أي استمرت دولتهم 267 سنة .. ثم دب إليها داء الوهن بسبب النزاع على الملك ، وصار كل منهم يستعين على أخيه بالفرنجة .. إلى أن استعان أبو عبد الله الصغير بملك الفرنجة (فارديناندو) وزوجته الملكة ( إيزابيلا ) في حربه ضد عمه الزغل . فهُزم الزغل .. وانتزع الفرنجة الملك من أبي عبد الله الصغير ، واقتلعوه من عرشه ، وطردوه من الأندلس في 21 محرم 897 هـ ..
ففارقها باكيا مستعبرا ، فعنفته أمه بكلمتها التاريخية الخالدة قائلة له : " يا بني ابك كالنساء ملكا مضاعاً ، لم تحافظ عليه كالرجال" .
ثم نصبت محاكم التفتيش ، لتقتل عدة ملايين من المسلمين بالمقصلة وتحت التعذيب .. ولتجبر من بقي حيا منهم على ترك الإسلام واعتناق النصرانية .. وطويت صفحة الخلافة الأموية في الأندلس ، ليحل محلها اليوم دولتا أسبانيا والبرتقال .
والسؤال هنا :هل بات حال الأمة اليوم كحالها أيام الأندلس .؟
وهل بدأ التاريخ يعيد نفسه من جديد .؟
وهل لأعداء الأمة أن ينالوا منا كما نالوا من أسلافنا .؟
وهل ستعود محاكم التفتيش ، ويكون جلادوها من ملالي إيران ؟
وهل ستكون السكينُ بديلاً من المقصلة .؟؟
:::::::
اللهم إنا نعوذ بوجهك الكريم وسلطانك العظيم أن يحدث بنا مثل ذلك .!
اللهم وإنا نعوذ بك من الحَوْر بعد الكَوْر.. ومن الخذلان بعد النصر .!!