لماذا نشتم ثوارنا على الطالع والنازل :
28 / 11 / 2016
أبو ياسر السوري
==============
يقال : إن الثوار قصار النظر ، فقد استطاع النظام أن يقودهم لمعركة غير متكافئة ، وأقنعنا بأن نقاتله قتال جبهات ، وجها لوجه ..
فهل كان قصر نظر من الثوار .؟
لقد استمرت الثورة سنة ونصف السنة ، ولم يحمل الثوار بندقية ، ولم يطلقوا طلقة . وكان النظام يصطادهم صيد العصافير أثناء خروجهم في المظاهرات السلمية ، التي كانت تخرج بمئات الآلاف ، مطالبة بإسقاط نظام الاستبداد والفساد ..
ولما نشأ الجيش الحر ، نشأت معه فكرة عسكرة الثورة ، وكان المأمول أن ينشق الجيش ، وينقسم على نفسه ، ويكون لدينا سلاح وعتاد وذخيرة ، وأن يكون عسكريون في مواجهة عسكريين .. فكان ما لم يكن في الحسبان ..
لقد اختطف قائد الجيش الحر حسين الهرموش من تركيا وسلم للنظام ، وجرت محاولة اغتيال لرياض الأسعد ، سلم منها بعدما خسر رجله من القدم إلى الفخذ ، وصار شبه معوق .. ثم دخلت داعش فتمكنت من القضاء على الجيش الحر . ثم نشأت تنظيمات إسلامية مما هب ودب ، وكل فصيل يتبع ممولا . وكل ممول من دولة .. وكل دولة لها هوى يخالف هوى الآخرين .. وضاعت الطاسة ..
ومع ضياع الطاسة ، فقد تمكنا من زعزعة النظام ، والقضاء على جيشه الجبان .. فتدخلت إيران بعميلها حسن زميرة ، فلم يفلح في قمع الثورة . ثم تدخلت إيران رسميا .. فعجزت أيضا عن إخماد الثورة ، فجاء دور روسيا بموافقة دولية للقضاء على ثورتنا المجيدة ..
 
والسؤال هنا : لماذا يجمع العالم كله على سحق هذه الثورة .؟؟؟
الجواب : لأن إسرائيل لا تريد إسقاط الأسد .. وإسرائيل محمية من كافة الدول الكبرى صاحبة القرار في العالم .. وكانت ذريعة إسرائيل ، أنه إذا ذهب بشار الأسد ، فلن يخلفه إلا إسلاميون متطرفون ، يرجمون الزاني ويقطعون يد السارق ، ويقتلون المرتد .. في الوقت الذي لم يظهر فيه أي تنظيم إسلامي بعدُ ..
وهذا يشير إشارة ظاهرة إلى أن النظام ومن معه من القوى العالمية الكبرى ، كانوا يريدون إنشاء تشكيلات إسلامية مقاتلة .. ويسمحوا لها بكسب بعض المعارك، لتلميعها أمام العالم ، وإظهار أنها خطيرة ، وأنها يمكن أن تقيم حكما إسلاميا ، أو خلافة إسلامية .. وكان لهم ما أرادوا .. فقد ظهرت النصرة أولا وتبعتها داعش في الظهور ، ولحق بركبهم جيش الإسلام .. وأحرار الشام .. وفتح الشام .. والزنكي .. وجيش الفتح .. وكتائب العزة .. و .. و .. ولم نلبث  طويلا حتى أعلنت داعش قيام دولتها الإسلامية في العراق والشام .. .. وتحقق للمتآمرين ما أرادوا ، فقد صبغت الثورة السورية بالصبغة الإسلامية ،
وأعطى المجتمع الدولي ذريعة للقضاء على الثورة ، والوقوف إلى جانب الأسد ..
إذن لم يكن حملنا للسلاح عن غباء ، ولا قصر نظر.. ولولا تدخل إيران وروسيا ومعهم أمريكا للمحافظة على النظام العميل ، لسقط خلال شهور يسيرة .. لأنه ليس لديه جيش مدرب على القتال ، وإنما لديه جيش مدرب على قمع الشعب ، والمحافظة على النظام فقط ..
لقد قاتلت الشوعب قبلنا في فيتنام ، وفي كوبا ، وفي كوريا الشمالية ، ولم يتهمهم أحد بالغباء .. ولا بقصر النظر .. فلماذا يصر القاعدون عن القتال ، على انتقاص المقاتلين ووصمهم بالعيوب .؟