حلب على خطى غروزني .. وحلب لن تسقط Do
حلب على خطى غروزني .. وحلب لن تسقط
20 / 11 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
===============
1 - لم تكن روسيا تقصد من تدخلها في الشأن السوري مساندة النظام النصيري ، وإنما تدخلت لتنفيذ صفقة بين بشار وبوتين ، يتم بمقتضاها استعمار سوريا ، وإبقاء بشار كأجير أو عميل لدى روسيا ، في صورة رئيس لدولة اسمها سوريا... وذلك على غرار التدخل الروسي في الشيشان ، تحت ذريعة مساندة الرئيس الشيشاني قاديروف .. وتدخلها في الحقيقة إنما كان لاستعمار الشيشان ، والإبقاء على قاديروف بمثابة تابع ، أو عميل مطيع لها ..
 
2 – ولو رجعنا إلى صور الدمار التي كان في غروزني جراء القصف الروسي هناك ، لوجدنا أنها مطابقة لصور الدمار في حلب ..
وكذلك الإبادة الجماعية التي ارتكبتها روسيا في غروزني ، ترتكب مثيلتها اليوم في حلب .. وكما سكت العالم عما فعلته روسيا في المسلمين هناك ، يسكت اليوم عما ترتكبه روسيا في حلب من جرائم ضد الإنسانية ، من استهداف للمدنيين في مساكنهم ، والقضاء على البنية التحية ، واستهداف المشافي والمدارس والأفران والأسواق ..
 
3 – يظن الروس أنهم قادرون على تركيع السوريين ، قياسا على ما فعلوه في الشيشان .. ولكنهم واهمون .. وذلك للأسباب التالية :
أ - لأن الشيشان بلد كان في الأصل يخضع لروسيا أيام الاتحاد السوفييتي ، وغالب شعبه لا يجد حرجا في الانضواء تحت جناح الهيمنة الروسية ، فهم كانوا كذلك قبل انهيار الاتحاد السوفييتي ..
ب – ثم إن الشيشان متاخمة لروسيا ، وبإمكان روسيا أن تستمر في قصف الشيشان إلى أجل غير محدود ، ولا يكلفها ذلك كثيرا ..
ج – الشيشان بشكل أو بآخر تعتبر ضمن منطقة النفوذ الروسية .. ولا يحق لأوربا ولا لأمريكا لوم روسيا على ما تفعله في الشيشان حماية لأمنها القومي فيما تزعم ..
وطبعا ، الشأن مختلف في هذه النواحي الثلاث .. فسوريا لم تكن في يوم من الأيام مستعمرة روسية ولا تابعة لها .. وليست متاخمة لروسيا .. وليست كذلك ضمن منطقة النفوذ الروسية ..
د - والسبب الوحيد الذي يجعل الغرب غير مكترث لما يحصل في سوريا بعامة وفي حلب بخاصة ، هو أن الشعب الذي تقصفه روسيا شعبٌ مسلم سني .. ولا يحزن الغرب موت المسلمين السنة .. ولكن ما تقوم به روسيا مخالف للقوانين الدولية ، التي رسمها الساسة الكبار في العالم .. ومخالف لكل حقوق الإنسان .. ومهدد لسقوط القانون الدولي بين الأمم الضعيفة خاصة .. وهذا ما يجعل الغرب يستنكر ويشجب باللسان فقط ، ولكنه لا يحرك ساكنا ، ولا يقوم بأية خطوة جادة لإيقاف عجلة الموت والدمار ..
 
4 - بقي في قضيتنا أمر هام ، لم نتحدث عنه ، وهو معيار المصالح .. فهل اختل هذا المعيار لصالح روسيا .؟ وهل أمريكا فعلاً مغلوبة على أمرها كما صورها لنا سلوك أوباما وكيري حيال الشأن السوري.؟ أم أن روسيا تقوم في هذا بدور متفق عليه ضمنا مع أمريكا وأوربا .؟ وأنها لن تمس بمصالح أي من تلك الدول ذات النفوذ في المنطقة ..
فسوريا في الأصل هي في منطقة النفوذ الغربي .. ولا يحق لروسيا تجاوز هذا الخط المتفق عليه بين أصحاب النفوذ ، منذ توزيع المغانم في ( معاهدة سايكس بيكو ) ..
ومهما يكن من أمر ، فإن الفترة القادمة من حكم الرئيس ترمب .. سوف تكشف الستارة عن المشهد الحقيقي في سوريا ، وفي منطقة الشرق الأوسط كله .. والأيام حبالى يلدن كل عجيبة ..