حين يتحكم الجهلة بالقرار فلا تترقبوا غير مزيد من البوار Do
حين يتحكم الجهلة بالقرار فلا تترقبوا غير مزيد من البوار :
19 / 11 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
================
طبعا حين يصر الجهلة بدينهم على تحدي العالم كله ، من غير استعداد للمعركة ولا إعداد .. فلن تكون النتيجة إلا الدمار والإبادة والخراب والهجرة والتشريد وهتك الأعراض وضياع الدين والمال ..
وبكل أسف وبكل صراحة أقول : إننا حين نصر على إقامة حكم إسلامي في وقتنا الحاضر ، ونردد شعارات إسلامية لن نستطيع تطبيقها ، فنحن نرتكب بهذا أكبر جريمة في حق أنفسنا وديننا وأمتنا .. ولن نجني من ترديد هذه الشعارات المستفزة لأعداء الدين ، سوى جلب مزيد من الضرر للمسلمين .. فالعالم بأسره اليهود والنصارى والمجوس والبوذيون .. وكل كافر على سطح الأرض ، لن يتركنا نقيم حكما إسلاميا بالقوة ..
ولن نتمكن بالتالي من تحقيق ما نريد ، ولن نستفيد من المناداة بحكم إسلامي الآن ، سوى جلب الضرر والفساد للأمة .. وهذا مخالف لروح الإسلام ، فقواعد الإسلام تقول " لا تدفع المفسدة بمفسدة أكبر منها "
ومما لا شك فيه أن الحكم بغير ما أنزل الله مفسدة ، ولكن دمار الأمة وإبادتها مفسدة أكبر منها .. فلا يجوز أن نعرض أمتنا لأسوأ مصير ، من أجل الإصرار على إقامة الحكم الإسلامي اليوم ودفعة واحدة ..
الجهلة بالإسلام والمتعالمون منهم ، يصرون على ارتكاب هذه الجريمة في حق الأمة ، ولا غرابة في ذلك ، فالجاهل مستعد أن يفعل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه .. وإن أنت واجهته بخطئه اتخذك عدوا ورماك بكل أحجاره .
لولا رفع الشعارات الداعشية .. ومطالبتنا بحكم إسلامي ونحن أضعف من بيت العنكبوت .. لولا ذلك لنجحت الثورة .. وجنبنا أنفسنا وأمتنا كل ما حل بنا من ويلات ..
يا ناس .. يا عالم .. أنا لست عدوا للحكم الإسلامي ، ولا يمكن أن أكون عدوا له ، لأني مسلم ، ولأني مؤمن بقوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " والظالمون " والفاسقون " لا أحد يكره الحكم بشرع الله .؟؟ لا أحد .. لا أحد .. إلا المارق من الدين والعياذ بالله ..
ولكن ليس هذا هو الطريق الذي يوصلنا إلى الحكم بالإسلام ..
لو بقينا في ثورتنا على هدفنا بـ [ إسقاط النظام وإقامة حكم دستوري ديمقراطي ] لنجحت الثورة ، ولو تحقق لنا ذلك الحكم الديمقراطي المنشود ، لوصلنا إلى مرادنا بالانتخابات من دون حرب ولا ضرب ... فنحن أغلبية ، وإذا كنا نريد تحكيم الإسلام فسوف نحارب سياسيا وسوف نصل ، كما وصلت تركيا .. وتركيا ما زالت في منتصف الطريق ، وسوف تصل بإذن الله وتحكم بالكتاب والسنة حكما شاملا ، وتعيد لنفسها وللأمة المجد الإسلامي العريق ..
لهذا أقول :
علينا أن نحكم عقولنا .. وأن لا نصر على نطح الجبل برؤوسنا .. لسنا في زمن السيف والترس .. ولسنا في زمن عنتريات أبي الفوارس .. نحن الآن في القرن الحادي والعشرين ، ولا ينفع أن نحارب اليوم بسيوف عربية ولا هندية ولا يمانية .. لا ينفع الآن سوى الطائرة والغواصة والدبابة والصاروخ والمدفع .. وما إلى ذلك من معدات .. فأين نحن من الإعداد لهذا ..؟؟؟ كيف نطلب النصر من الله ، ونحن نخالف قوله تعالى " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " .. فنحن لم نعد ما استطعنا ، ولم نفكر بالإعداد .. فقط نفكر بفرض حكم إسلامي بالقوة ، في الوقت الذي نحن فيه مجردون من كل أسباب القوة .. هل هذا مما يرضي الله .؟؟ معاذ الله ..
أيها الناس . يا أبناء سوريا .. أيها المسلمون :
عودوا للمطالبة بإسقاط النظام وإقامة حكم دستوري ديمقراطي .. وكفاكم إجراما في حق أنفسكم وفي حق من وراءكم من أبناء الأمة .. وقبل أن يسارع الجهلة إلى تكفيري أختم مقالي بأني : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ..
***