مشروع روسي بعيداً عن الإعلام من أجل سوريا ( تحت المجهر )
31 / 10 / 2016
=============
يعمل الروس حالياً بعيداً عن الأضواء على إقناع عشرات الألوف من قوى المعارضة بالاندماج في جيش سوري جديد وقوات أمن سورية جديدة كمقدمة لحل ينقذ سوريا من كارثتها.
سألت مصدراً روسياً: وهل يقبل النظام الطائفي أن يكون الجيش والأمن السوري جيشاً وطنياً غير طائفي ولا يخضع للعلويين تحديداً، فقال: نواجه صعوبة في إقناع النظام الذي يريد أن يحكم سوريا بنفس الطريقة الطائفية القديمة، ويصر على أن يكون الجيش والأمن في ايدي الطائفة العلوية كما كان دائماً. لكن روسيا تحاول أن تفرض مشروعها لإنقاذ سوريا بطريقتها الخاصة. وتقترح روسيا أن تبقى قوى المعارضة في مناطقها، لكن ضمن جيش وقوى أمن سورية جديدة. بعبارة أخرى، كل منطقة يحميها أهلها عسكرياً وأمنياً، فأهل حلب السنة مثلاً يحمون حلب، وأهل حماة يحمون حماة، وأهل درعا يحمون درعا في إطار الجيش الجديد. إلخ. وهذا من شأنه أن يقضي على السيطرة العلوية على الجيش والأمن. وبموجب الخطة الروسية لن يستطيع العلوي أن يعود ليحكم درعا أو السويداء أو حلب عسكرياً وأمنياً كما كان الوضع في الماضي، بل ستنحصر سلطة العلويين أمنياً وعسكرياً في مناطقهم حصراً. وبعد أن تستقر الأمور يتم الإعلان عن جيش وطني سوري جديد وقوى أمن تخضع للدولة لا لطائفة معينة.
فهل تنجح روسيا في مسعاها؟
لا شك أنها خطوة إيجابية إذا كتب لها النجاح، فعلى الأقل يتم تخليص سوريا من الإرث الطائفي الحقير الذي أوصل سوريا إلى هنا.
تسليط الضوء على هذا المشروع :
بقلم : أبو ياسر السوري
==================
1 - لكي يكون الكلام مقبولا لدينا كسوريين ، فينبغي أن يكون من جهة مأمونة ، تريد لنا الخير ، وتنصح بما فيه مصلحتنا ..
ولا شك أنه لا يمكن لعاقل أن يدعي أن روسيا تريد لنا الخير ، أو تسعى إلى نصحنا ..
2 - وقد يقول قائل : لم لا نفكر في الطرح الروسي ، فلعله يكون مفيدا ، ولعل روسيا تريد أن تخرج من الوحل السوري بحل يحفظ لها ماء الوجه ..
ونقول : لا بأس . فأحيانا قد يكون السم ترياقا .. ولكن كيف قبول حل تقسم به سوريا إلى 14 قسما بعدد محافظاتها ؟ وتكون كل محافظة لها جيشها الخاص ، وأمنها الخاص .؟
3 - في سوريا طوائف ومذاهب وأعراق متعددة ، ففيها المسلم والمسيحي والأرمني واليزيدي . وفيها العربي والكردي والتركماني والآشوري والسرياني ..
وهؤلاء منتشرون في كل أرجاء سوريا بشكل عشوائي ، فليس هنالك محافظة يسكنها مكون واحد قط .. حتى سكان الساحل في اللاذقية وجبلة وبانياس وطرطوس والقرى التابعة لهذه المدن ، ليست علوية صرفا ، ولا عربا صرفا .. وإنما فيها السني والعلوي والعربي والكردي والتركماني .. والسؤال : كيف يمكن تشكيل الجيش والأمن في الساحل مثلا .. هل يتم ذلك بحسب الأغلبية .؟ أم ماذا .؟
4 - ولو سلمنا جدلا بأن ذلك ممكن ، فمن يضمن لنا أن لا يتغول النظام من جديد ، وتساعده القوى العالمية المتعاطفة معه ، والساكتة عن كل جرائمه ضد الإنسانية .؟؟
فنحن السوريين نعيش أزمة ثقة بهذا المجتمع الدولي الذي ثبت أنه يمارس سياسة العهر والخسة ، ولا يقيم أي وزن للإنسانية والحق والعدل ..
5 - وأخيرا ، ما الداعي الذي يضطرنا لقبول الحل الروسي ، أو غير الروسي .؟ هل نحن شعب قاصر يحتاج إلى وصاية .؟ هل نحن عاجزون عن تشكيل جيش وأمن غير طائفيين .؟ الجواب : كلا .. بل نحن قادرون على تشكيل سوريا جديدة على أساس دستوري مؤسساتي ديمقراطي جمهوري .. وتعود سوريا إلى فترة ما قبل حكم آل الأسد الطائفي الاستبدادي البغيض ..
6 - لم يعد لدينا ما نخسره .. فلا حاجة للقبول بأنصاف الحلول .. أو أرباعها .. أو الحلول التي لا تتفق مع المعقول ..
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في السبت مارس 25, 2017 1:35 pm عدل 2 مرات