مشكلة حلب لا تحل بحرب العصابات .. وإنما بتغيير الخطط الحربية :
26 / 10 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
===============
نشرتُ يوم أمس تعقيبا على كلام عضو الائتلاف الوطني الأخ ( هشام مروة) الذي قال في مقابلة له على إحدى القنوات : [ إذا أصر النظام على اقتحام حلب ، فسوف تتحول المعركة بيننا وبينه إلى حرب عصابات ، وسوف تنهك النظام .. ] .
نشرتُ يوم أمس تعقيبا على كلام عضو الائتلاف الوطني الأخ ( هشام مروة) الذي قال في مقابلة له على إحدى القنوات : [ إذا أصر النظام على اقتحام حلب ، فسوف تتحول المعركة بيننا وبينه إلى حرب عصابات ، وسوف تنهك النظام .. ] .
فعرضنا كلامه ، وطلبنا من أصدقائنا القراء الإدلاء بآرائهم في هذا الموضوع .
فكان الجواب الأوضح : " أننا أمة مستباحة ... " فتحولت التعليقات التالية عن المسار الرئيس للموضوع .. وانصبت على كوننا مستباحين من قبل قادتنا وسادتهم الغربيين والشرقيين ..
فأما كوننا أمة مستباحة .. فهذه حقيقة لا مراء فيها ، وليست محل خلاف بيننا ، ولكن الشكوى منها الآن ، هي ضرب من التباكي على الأطلال الذي من شأنه أن يزيد من حجم المعاناة ولا يساعد على رفعها وإزالتها ..
ولا بد من التنويه إلى أن تلويح الأخ ( هشام مروة ) بحرب العصابات في حلب .. يمثل وجهة نظر غير صحيحة عسكريا .. لأن حرب العصابات لا تصلح إلا في المناطق الوعرة كالمناطق الجبلية ، التي تمكن العصابات الثورية من قطع الطرق ، ونصب الكمائن في المنعطفات .. كما أن المنطقة الجبلية تمكن الثوار من المناورة ، وتساعدهم على الاختفاء بين أشجار الأحراج في السفوح ، أو في المغاور والكهوف ، أو خلف الصخور في بطون الوديان ..
ولكن الطبيعة الجغرافية في حلب ، لا تصلح لشن حرب عصابات فيها .. فهي أرض شبه سهلية ، منبسطة ، وصحيح أن المقاتلين قد يستفيدون من الأبنية المهدمة بعض الشيء ، ولكنها فائدة محدودة لا تكفي ولا تغني ، فالقنابل الحديثة أصبحت قادرة على حرق المقاتلين ، وتسميم الهواء عليهم ، ثم إن النظام قد يقوم بتقسيم حلب إلى مربعات ، ثم يقوم بتحريرها مربعا بعد مربع .. وليس لديه مشكلة في ذلك مهما طال الزمن ..
وهنا نعود إلى التساؤل من جديد فنقول : ما رأيكم وما هو الحل الأجدى ، والتعامل المفيد في معركة حلب .؟؟والجواب من وجهة نظري يقول : لا خروج لنا من أزمتنا ، إلا بثلاثة أمور :
الأول : الحصول على السلاح النوعي (مضادات للطيران والدبابات) ..
الثاني : نقل ميدان المعركة إلى الأحياء التي تحت سيطرة النظام ..
الثالث : الاستقلال بقرارنا والعمل وفق رؤيتنا نحن كثوار.. وليس وفق إملاءات الممولين من الخارج أو الداخل بوصفهم أصدقاء أو حلفاء أو كائنا ما كانوا ..
1 - أما السلاح النوعي : فيجب الحصول عليه من دول الخليج ، ومن تركيا معاً . وتزويد مقاتلينا بمائتي صاروخ مضاد للطيران .. و500 صارخ مضاد للدروع وللدبابات الروسية الحديثة التي لا يؤثر فيها سلاح [الأر. بي.جي].. ويجب أن يتحرك الائتلاف الوطني السوري في هذا الاتجاه ، لتأمين هذه الأسلحة المطلوبة بأسرع وقت ، لأنه لا يمكن تغيير موازين القوى إلا بهذا .. وبهذه الطريقة بالذات تحطم الكبرياء الروسي في أفغانستان ، وسرعان ما انسحبوا منها مرغمين .. تحت وابل الرصاص الأفغاني . لأن الأفغان امتنعوا أن يعطوا الروس مهلة للانسحاب بأمان ..وعلينا هنا أن لا نتشاءم ، ونحول الحديث إلى شتم من ننتظر منه المساعدة ، ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن خطر الأكراد وخطر إيران ، سيدفعان كلا من تركيا ودول الخليج دفعا إلى تأمين هذه الصواريخ الضرورية لنا .. لأن ذلك يخدم إستراتيجيتهم في المنطقة ، ويحبط المشروع الإيراني الفارسي إلى غير رجعة .. ولمئات السنين .
2 - أما نقل ميدان المعركة إلى أحياء حلب التي يتواجد فيها النظام :
فهذه الخطوة ضرورية جدا ، ويجب أن تتم في الحال دون تأخير ولا انتظار ، لأنها تكفينا شر الطيران الحربي .. وتعمل على تحييده إلى درجة كبيرة ، وقد تصل إلى تعطيله تماما ..
ففي العلم العسكري أن الاشتباك القريب ، والالتحام الشديد مع العدو يعطل عمل الطيران الحربي فوق القوى المتصارعة .. لأن أي قصف آنذاك ، سوف يتضرر به الطرفان ، وليس من مصلحة أحد أن يقصف عناصره وجنوده ..
ولهذا لا بد من نقل أرض المعركة إلى الأحياء الغربية من حلب، التي يتواجد النظام حاليا فيها، ومتى اختلطنا بعدونا هناك ، فسوف نضطر طيرانه إلى التوقف عن قصفنا فورا ، لأنه يخشى أن يقصف عناصره وشبيحته .. بل إن مثل هذه الخطوة قد تمنع النظام من استخدام الكلور السام أو غاز الخردل الذي ما زال يملك منه الكثير ..
وهنا يثور سؤال آخر .. وهو : كيف نستطيع نقل المعركة إلى تلك الأحياء .. والجواب : أن ذلك ممكن عن طريق شق ممرات قسرية في منطقة النظام بالاستعانة على ذلك بالعربات المفخخة الموجهة بالريموت ، وباقتحام الاستشهاديين ...وشبابنا يعرفون ذلك تماما .
3 - وأما الاستقلال بقراراتنا الثورية ، فهذا أضر مما ذكر في البندين السابقين .. وإلا أصبحت قضيتنا نسخة من القضية الفلسطينية .. وقد تضيع سوريا كما ضاعت من قبلها فلسطين .. وشياطين السياسة في العالم قادرون على إدارة هذه اللعبة القذرة بجدارة .. والتجربة في فلسطين أكبر برهان ..عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الأربعاء أكتوبر 26, 2016 10:31 pm عدل 2 مرات