[rtl]وقفة على أطلال الأمة[/rtl]
[rtl]بقلم حسام الثورة[/rtl]
[rtl]هل كتب تاريخنا بين الأطلال ؟ وهل خلق إنساننا بين الأطلال ؟ وهل لانحسن إلا البكاء على الأطلال ؟ وهل لازلنا لانحسن إلا شعر البكاء على الأطلال ؟ [/rtl][rtl] لقد وقف العرب على أطلال غرناطة وأطلال بخارى ووووو وهاهم اليوم على أطلال بغداد ودمشق وحمص وحلب وصنعاء وغيرها كثير فهل نحن أمة لاتعرف في تاريخها إلا الأطلال ؟؟ لآ وألف لا فنحن أمة مغرقة في القدم في التاريخ والتاريخ يعني الحضارات والأطلال التي نبكيها اليوم هي التي بناها أجدادنا في الأمس وكما لكل حضارة أطلال فلنا أطلال ولكن إذا كان الكثير من الحضارات قد ماتت فإن حضارتنا لم ولن تموت .[/rtl]
[rtl]وإذا كان الشاعر العربي وقف على الأطلال يبكي دياره ويتذكر حبيبته التي غادرت الحي فهل لنا نحن أن نقف اليوم على الأطلال أطلال هذه الأمة لا لنبكيها ونتذكر ماضيها وأمجادها ونقول كما قال الشاعر عميل الاحتلال الفرنسي لسوريا إيليا أبو ماضي : [/rtl]
[rtl] إن كنت مبتئساً لعز قد مضى هيهات يرجعه إليك تندم [/rtl]
[rtl]إنه كلام حق أريد به باطل يتضح من قراءة القصيدة كاملة فالتندم لا يرجع العز المنصرم وإنما العمل والعزيمة والإصرار على نهوض الأمة هو الذي يرجع العز المنصرم هذا هو المطلوب اليوم .[/rtl]
[rtl]الأمة اليوم أطلال هل ترى من سيجادل وبدوافع مناطقية تعالوا نرى كيف تعاملت الأمة مع جزء من أبناء الأمة اليوم القضية السورية وقبلها الفلسطينية أغلقت أبواب هذه الأمة أمام السوريين إلا من قبل موريتانيا والسودان مشكوريين أما الباقين فبين منتفع من الأزمة ومتأفف منها كلبنان والأردن ومزاود كجميع الدول العربية وعلى رأسهم دول الخليج باستثناء موريتانيا والسودان فهل حقاً نحن أمة أم أطلال أمة ؟؟[/rtl]
[rtl]إذا كنا أمة يغلب عليها العنصر العربي فإن الدول التي تسمى عربية أحق باستقبال السوريين من الأوربيين وباقي دول العالم لإنهم أخوتهم بالعصبية وإذا كانت هذه الدول مسلمة فهي مطالبة باستقبال السورين لتشبيه رسول الله المؤمنين بالجسد الواحد ولن أدخل بالأمثلة والتفاصيل فهناك ما يدمي القلب , إذا ماذا بقي من الأمة ؟؟ أليس هذه أمة أطلال ؟؟؟. [/rtl]
[rtl]كتبت منذ عامين تقريباً قصيدة بعنوان حكامنا ليسوا عرب وأنا أقول اليوم أنهم ليسوا وطنيين فربما يكون الحاكم من مكتسبي الجنسية كما هو حال كثير من حكام العالم ولكن هؤلاء الحكام يعملون كل ما في وسعهم لخدمة الوطن الذي ولدوا فيه ودرجوا على ترابه وأكلوا من خيراته فلماذا لا يفعل حكامنا هكذا هل فقط لإنهم ليسوا عرب ؟؟ بل لأنهم ليسوا وطنيين أيضا وليس لهم في هذه الأوطان إلا إضطهاد العباد وتدمير البلاد وليسمح لي الشاعر العراقي في تحريف بعض كلمات قصيدة قالها إبان الاحتلال البريطاني للعراق : [/rtl]
[rtl] وإذا تسأل عما هو في الأوطان كائن فهو حكم وطني الضرع عبري الملابن [/rtl]
[rtl]قد ملكنا كل شيء نحن في الظاهر لكن نحن في الباطن لا نملك تحريكاً لساكن [/rtl]
[rtl]صدقوني وبدون شخصنة كما يقولون لو تأملنا مواقف الحكام العرب وتصرفاتهم وسياساتهم وبدون استثناء لوجدناها لا تصب في مصلحة الأمة لا من قريب ولا من بعيد ومن ينتقد هذا الكلام يعطيني موقف واحد يكذب كلامي , عقدت المملكة السعودية مؤتمر لنصرة مسلمي سوريا ومانيمار في عهد الملك عبدالله في رمضان وكان نجم المؤتمر أحمدي نجاد وهو الوحيد من الزعماء اللذين حضوا بحفاوة خاصة وكانت نتائج المؤتمر مخيبة للأمال بعيدة كل البعد عن اسم المؤتمر بل كان المؤتمر لصالح إيران وقد كتبت مقالاً طويلاً في ذلك الوقت وترى متى أخفت إيران عدائها للأمتين العربية والإسلامية وعندما استلم الرئيس المؤمن محمد مرسي أعطى أحمدي نجد كل الاهتمام وفتح الأبواب على مصراعيها لإيران , ولا زالت الأمة تنتقل من خزي إلى خزي ومن كارثة إلى كارثة وليس آخرها ما يحصل اليوم فهل حكامنا مكلفون بتدمير هذه الأمة والوقوف على آخر أطلالها ؟؟؟[/rtl]
[rtl]سامحوني أخوتي ليس كل ما قلته لزرع اليأس في النفوس بل لفهم الواقع الذي نحن فيه ومن لايفهم الواقع لا يمكنه أبداً أن يتجاوزه وأسأل الله أن نفهم هذا الواقع وأسأل أخوتي اللذين لازالوا يفكرون بمناطقية وعصبية أن يتخلصوا من هذا ليفكروا على مستوى الأمة ورحم الله عمر بن الخطاب إذ قال نحن أمة أعزنا الله بالاسلام فمن ابتغى العزة بغير الأسلام أذله الله , صدقت يا فاروق الأمة يا من كسرت أنف الفرس ومرغته بالتراب , اين أنت اليوم لترى حكامنا وهم يخطبون ود الفرس اللذين كشروا عن أنيابهم وهم ينادون صباح مساء يالثارات كسرى وكذبا يالثارات الحسين وذلك بذريعة الأقتصاد برغم ما أعطاهم الله من ثروة يحتاجها العالم قاطبة . [/rtl]
[rtl]أيها الأخوة نحن أمة غارقة في التاريخ والحضارة فلماذا نخاف من الحاضر , ذات مرة كنت في اليونان في أثينا في رحلة عمل واستقبلني شباب وبدؤوا يسألونني عن فلسطين واليهود وأردت أن اهرب من الجواب فأنا في رحلة عمل واليهود متغلغلين في كل أوروبا وهذا أول لقاء لي معهم ولا أعرفهم فقلت لهم دعونا نتحدث في العمل وليس السياسة فللسياسة وقت آخر فأجابني أحدهم وكأنه فهم ماذا أريد قال لي ما بك العرب والإغريق ( اليونانيين ) أمم لها حضارة وتاريخ أما اليهود فهم شراذم فأين أنتم , أين أمتكم ؟؟ [/rtl]
[rtl]سنين مضى على هذا الكلام وأنا أقول اليوم أين أمتنا وكلنا يخطب ود اليهود والفرس بل ود كل شذاذ الآفاق في العالم ؟؟؟ كلب يعوي هنا وهناك هذا يؤيد الروس وهذا أمريكا وهذا إيران وأين الأمة ومصالح الأمة , أعطوني واحداً يخرج عن هذا التأييد , كلهم يكذبون بالحديث عن آلام الشعب السوري ولو كانوا صادقيين عشرة بالمائة فقط لتغيرت المعادلة . [/rtl]
[rtl]يا شباب الأمة من كان ينتظر حكام بلادنا فهو ينتظر السراب حتى يشرب ومن يعتمد على مؤتمراتنا وما نملك من قوات وقراراتنا المستقلة فهو يستند إلى جدار مائل يوشك أن ينهار عليه , علينا أن نتحرك لنبني ذاتنا بأيدينا وجهود المخلصين فينا ولا شك أنهم كثر وهنا يحضرني قصة الاحتلال الألماني للألزاس واللوريين في فرنسا وكيف أعادوا تربية ابنائهم على كره الألمان حتى خرج جيل أخرج الألمان وهنا لا أقول نجلس حتى نربي هذا الجيل ولكن لا بد من إعادة بعث الحياة في هذه الأمة من جديد فهي امة لن تموت بموت بعض أفرادها أو بعض قادتها وبعض تدمير حواضرها من قبل همج العصر وقصص التاريخ كثيرة .[/rtl]
[rtl]أيها الشباب يا من مخرتم عباب البحر للبحث عن حياة كريمة كما قلتم أقول لكم إن الحياة الكريمة فوق أرضكم وأنتم من يجب صنعها وأقول لأخوتي على الأرض السورية الغالية أسأل الله أن تكونوا من أهل الرباط ولن يتخلى الله عنكم ولا تخدعنكم التقلبات فالأمور بخواتيمها وكم مر على هذه الأرض من غزاة ولن يكون الفرس والروم والروس آخرهم وما النصر إلا من عند الله [/rtl]
[rtl]وفي الختام أطالب الجميع ونفسي أولاً بالوقوف على أطلال الأمة والتأمل بهذه الأطلال لا لنزرع الياس في نفوسنا بل لنزرع الأمل في قلوب أجيالنا .[/rtl]
[rtl]17-10-2016[/rtl]