تعليق هام على ما يسمى بـ [ قانون الجهود المهدرة
4/ 10 / 2016
ملاحظة : اقرأ .. ولا تحرم نفسك متعة المعرفة
================ 
تعليق هام على ما يسمى بـ [ قانون الجهود المهدرة ]   Do
تحدثت قناة ناشيونال  جيوغرافيك
  National Geographic عن قانون في  الطبيعة يسمى " قانون الجهود المهدرة " Wasted efforts Law  فقالت  
الأسد في الغابة ينجح فقط في ربع محاولاته للصيد، أي 25%  نجاح   و75%  فشل .. ومع هذه النسبة الضئيلة - التي تشاركه فيها معظم الضواري - إلا أنه من المستحيل أن ييأس الأسد فيقف عن المطاردة . أما السبب الرئيسي في ذلك فلا يعود للجوع كما قد يظن البعض .بل يرجع لأن الحيوانات مبنية غريزيا على استيعاب قانون *" الجهود المهدرة "* وهو القانون الذي تعمل به الطبيعة كلها
 -  نصف بيوض الأسماك يتم التهامها ...
- نصف مواليد الدببة تموت قبل البلوغ ... 
- أمطار العالم تهطل في المحيطات ... 
 -  معظم بذور الأشجار تأكلها العصافير ..
وغيرها .. وغيرها من هذه الأمثلة بما لا يُعدُّ ولا يُحصَى 
الإنسانُ وحده فقط من يرفض هذا القانون الطبيعي الكوني ويعتبر أن عدم نجاحه في بضعة محاولات أنه الفشل .. لكن الحقيقة أن : الفشل الوحيد هو "* التوقف عن المحاولة"* 
والنجاح ليس أن يكون لديك سيرة حياة خالية من العثرات والسقطات.  بل النجاح هو أن تمشي على أخطائك. وتجعلها سلما توصلك لغايتكوتتخطى كل مرحلة ذهبت جهودك فيها هدراً وتبقى تتطلع إلى المرحلة المقبلة* وتستفيد من الهدر في عدم تكراره، والبحث عن طرق أخرى بمعنى لا تكرر نفسك
ولو كان هنالك من حكمة تلخص هذه الدنيا فستكون بكل بساطة هي كلمة :  *"استمر "* move on
 
التعليق على هذا الكلام السابق :
5 / 10 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
===============
 1 – الإشارة إلى هذا القانون الذي أودعه الله تعالى في الطبيعة ، لا غبار عليه . والأمثلة التي جاء ذكرها في المقال ، هي أمثلة واقعية وصحيحة .. ولكن ربطها بالطبيعة والادعاء بأنها تحدث بفعلها وتدبيرها .. هذا ما لا نتفق فيه مع الكاتب . لأن الطبيعة صماء بكماء . عاجزة عن التدبير والتقدير . وفاقد الشيء لا يعطيه .. ولكن الكاتب غربي ولا يدين بوجود الله تعالى ، فلذلك هو وغيره من الكتاب الغربيين ، ينسبون الأشياء إلى الطبيعة ، تهربا من الإيمان بالله الذي سيلزمهم بطاعته ، والامتثال لأمره ونهيه ، وهم لا يريدون ذلك .. لأن الدين يمنعهم من كثير من شهواتهم الحيوانية ..
أما نحن فإننا نؤمن بأن هنالك خالقا قادرا مدبرا عليما حكيما ، خلق الكون بما فيه ومن فيه ، ونؤمن بأنه لا يحدث شيء في هذا الكون علويه وسفليه أرضه وسمائه إلا وفق تقدير الله وتدبيره ، ووفق علمه سبحانه وتعالى وحكمته  ..   
2 – أما ما أسموه بـ [ قانون الجهود المهدرة ] ، فنحن لا نؤمن بقانون يثبت أن في الكون جهودا مهدرة من غير فائدة ، لأننا على يقين بأنه ليس في هذا الكون شيء يضيع سدى ، ولا يمضي سبهللا ، ولا يذهب هدرا .. وإنما تجري المقادير وفق تقدير الله وتدبيره ، وأنه لا شيء يذهب هدرا ،  لأن الهدر عبث ومنافٍ للحكمة الإلهية ، والله منزه عن العبث .. قال تعالى :" إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ " وقال تعالى : "  وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا " ..
3 – وأما ما ذكره الكاتب من أمثلة على ما سماه " قانون الجهود المهدرة " فكل تلك الأمثلة لا تقوم دليلا على وجود "الهدر الطبيعي" وإنما هي أمثلة على حسن التدبير الإلهي ..
فالتهام بيوض الأسماك ، قد يكون ضروريا لبقاء الثروة السمكية ، وقد يكون معينا للأسماك على التكاثر ، ونحن لا ندري .!!
وأما موت الدببة قبل بلوغها ، فقد يكون مفيدا ، للمحافظة على التوازن الطبيعي بين النوع الحيواني ، أو قد تكون الأرض بحاجة إلى عناصر تتولد عن مخلفاتها بعد موتها، ولا تتوفر إلا في تلك المخلفات.
وأما هطول معظم الأمطار فوق المحيطات ، فمن المعلوم أنه يوجد في هذه المحيطات أضعاف ما في البر من مخلوقات ، وقد تكون تلك المخلوقات البحرية بحاجة إلى مياه الأمطار ونحن لا ندري .. فلماذا ندعي أنه هدر بدون دليل .؟
وأما أكل الطيور لمعظم بذور الأشجار، فذلك غذاء طبيعي هيأه الله للإبقاء على حياة الطيور .. لأن بقاءها ضروري ، فهي تقدم لنا خدمات كبيرة ، باصطيادها للحشرات والديدان الضارة بالمحاصيل الزراعية ..
وأما زعم الكاتب بأن الأسد لا يعاود الكرة إلى الصيد بدافع الجوع ، وإنما بدافع  بنائه الغريزي على استيعاب قانون *" الجهود المهدرة "* فهذا هراء .. لأن الأسد إن شبع نام نوما طويلا ، حتى إنه ليلقب بـ " أبو السكران " ، فإذا استيقظ الأسد بعد نوم طويل ، شعر بالجوع وعاد إلى الصيد ليأكل ..
4 – أما حثه على تكرار المحاولة وصولا إلى النجاح ، فكلام طيب ، وعلى المسلم أن يعمل ويكرر المحاولة دون كلل ولا ملل إلى أن يصل إلى تحقيق الهدف
يقال إن أديسون أجرى أكثر من عشرة آلاف محاولة حتى نجح أخيراً باختراع المصباح الكهربائي ..
فقيل له : إنك فشلت أكثر من عشرة آلاف مرة، ونجحت مرة واحدة.؟ قال : بل اكتشفت أن كل المحاولات السابقة لا تصلح لصنع المصباح الكهربائي .!!
فلو ركن أديسون إلى الفشل ، وأحجم عن تكرار المحاولة ، لما فاز بشرف هذا الاختراع العظيم ، ولما حظي بلقب " منور العالم "  .!! 

فلنستعن بالله ولنكرر المحاولة لتحقيق النصر الكبير .. رغما عن عالم مجرم يحاول الحيلولة دونه ... فالمطالب الكبار لا تتحقق إلا بعد جهد في قوة الإعصار .