ضجيج الأخبار العالمية .. وأكاذيبها  - أتمنى أن يقرأه كل الناس Do
ضجيج الأخبار العالمية .. وأكاذيبها :
3 / 10 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
كتبت صحيفة " المدن - عرب وعالم " أول أمس تقول :
] موسكو تهدد بـ " زلزال " إذا ضربت واشنطن الأسد ]
=======
وتحت هذا العنوان كتب قلم التحرير يقول :

[حذّرت الخارجية الروسية، السبت، من أن "أي عدوان" أميركي مباشر على دمشق أو جيش النظام السوري سيؤدي إلى " تحولات تكتونية (زلزالية) مريعة " في الشرق الأوسط ، في وقت تفشل فيه الدبلوماسية الأميركية بوقف الضربات الروسية والسورية على مدينة حلب .
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مقابلة تلفزيونية ، إنه إذا بدأ عدوان أميركي مباشر ضد دمشق والجيش السوري فسيؤدي ذلك الى تحولات مرعبة ليس على هذه الدولة فحسب بل وعلى المنطقة بأسرها .. وحذّرت من أن يؤدي تغيير النظام في سوريا إلى ما هو أبعد من فراغ السلطة، وهو الفراغ السياسي الذي سيمتلئ على الفور بما يُسمى معتدلين ، الذين في حقيقة الأمر ليسوا إلا إرهابيين من كل الأصناف والأشكال والذين لا يمكن فعل أي شيء تجاههم ... ] . انتهى كلام الصحيفة
 
والحق الذي ينبغي أن لا يختلف فيه اثنان ، ولا ينتطح عنزان ، هو أن هذا الكلام ما هو إلا جعجعة من غير طحن ، وتهديد ملفق متفق عليه بين المجرمين الكبار.. فروسيا تعلم أنه لا طاقة لها بمجابهة الغرب كله ، ولا تجرؤ – في الحقيقة - على تحديه .. وأما التحالفُ الغربيُّ " أوربا – أمريكا " فهم لا يريدون الدخول مع روسيا في أية حرب ، لا خوفا من هزيمتهم أمامها ، وإنما تحاشيا للتكاليف الباهظة لهذه الحرب ، التي إن وقعتْ ، فبالطبع لن تكون بأسلحة تقليدية ، وإنما بأسلحة نووية فتاكة ، تأتي على الأخضر واليابس ، وربما ترتّبَ عليها عدم صلاحية الكرة الأرضية للحياة بسلام بعدها ، فالإشعاع النووي والغبار النووي سوف يغمر كل القسم العامر في الأرض ، وسوف يستمر خطره على الإنسان لعشرات العقود ..  ولهذا فهذه الدول  تعلم أن أية حرب عالمية تكون بينها ، لن يكون فيها منتصر ومهزوم ، ولا غالبٌ ومغلوبٌ ، وإنما هي حربٌ يكون فيها جميع الفرقاء في الخسران سواء .. بل إنه سيكون بتلك الحرب المخيفة نهاية نفوذ الدول العظمى وإلى الأبد .. لتنشأ على أنقاضها قوى عظمى بديلة من جديد .
لهذا اتفقت الدول صاحبة القرار في العالم على أن لا تختلف فيما بينها خلافا يجرُّها إلى حرب كونية ، يكتبون فيها نهايتهم بأيديهم .. وحسما للخلاف فقد اتفقوا فيما بينهم على تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ . بحيث يكون لكل من هذه الدول العظمى منطقة نفوذ لها يجب أن تراعى مصالحها فيها ..
وبناء عليه نقول وبكل تأكيد : إن هؤلاء اللاعبين الكبار ، ليس بينهم خلاف حول ما يجري في العراق وسوريا واليمن من كوارث وحروب وجرائم ضد الإنسانية ، بل هم متفقون على ذلك كله .. حتى إن الأمم المتحدة التي صنعوها هم لتمرير أجنداتهم الاستعمارية السرية .. حتى هذه المنظمة الدولية هي شريكة في التآمر الدولي معهم ، وقد ثبت أنها متواطئة مع نظام الأسد في أكثر من واقعة ..  
وما هذه التصريحات والمهاترات التي يطلقونها في الهواء ، وتتلقفها وكالات الأنباء ، سوى أكاذيب متفق عليها ، لذر الرماد في العيون .. وإنه لمن السذاجة بمكان ، أن نظن أن روسيا تعربد عربدة ذاتية ، دون اتفاق مع شركائها التقليديين ، فروسيا أضعف من ذلك ، وهي لم تقم ولن تقوم بأية جريمة غير متفق عليها ... مما يعني أن استمرار القصف الروسي في سوريا ، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ، هي من المسموح به في قانون شركاء الإجرام ، وعملُ روسيا لديهم مبرر تحت ذريعة ( وجوب احترام قرار الأقوياء .. وإلا فسوف يصيب المخالف ما أصاب السوريين ..) ..