أمؤتمر أم تآمر في جروزني .. يا علماء المسلمين .؟
2 / 9 / 2016
بقلم : أبو ياسر
==============
2 / 9 / 2016
بقلم : أبو ياسر
==============
يوم الخميس في ٢٢/ ١١/ ١٤٣٧هـ الموافق 25 / 8 / 2016 اجتمع أكثر من 200 رجل من علماء الدين الإسلامي، في العاصمة الشيشانية غروزني . وأعلنوا عن مؤتمرهم هذا تحت عنوان:
" من هم أهل السنة والجماعة .؟ "
ولست أدري لماذا انعقاد مؤتمر كهذا في هذا الوقت بالذات .؟ ولست أدري لماذا كان انعقاده في العاصمة الشيشانية التابعة لروسيا الآن .؟ ولست أدري لماذا كان هنالك انتقائية في اختيار المدعوين إليه.؟ فهنالك غموض مربك ومحيّر ، لمن يحاول تلمس الجواب عن هذه التساؤلات ، خصوصا إذا ربط الإجابة بالهدف المعلن عنه من هذا المؤتمر .. فقد زعموا أن هدفهم من هذا اللقاء هو بيان منهج أهل السنة والجماعة ، اعتقادا وفقها وسلوكا . والتحذير من أي تيار متطرف يسيء إلى الأمة ، ويدمر أصحابه وخصومه على حد سواء .
فإذا كان الهدف بيان منهج الإسلام ، فهو بين واضح ، إنه الكتاب والسنة ، وليس هنالك مخالف في توصيف المنهج على هذا النحو بين المسلمين عامة . قال تعالى" فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً * " وقال صلى الله عليه وسلم : " إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا : كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي " .
قد علم الله تعالى أن الأمة ستختلف ، وأن اختلافها ظاهرة صحية ، ما تمسكوا بالكتاب والسنة، ولم يتخط خلافهم دائرة الفروع إلى الأصول، أو يستغنى فيه بالرأي عن النص . أو يتحول من اختلاف في الرأي إلى جدل وخصومة ، أو - بعبارة أخرى – أن يتحول من صراع بالآراء إلى صراع بالسلاح .. لم يخالف في هذا أحد من الفقهاء ولا من علماء العقيدة ، ولا من أهل الحديث، ولا من أصحاب السلوك ، سوى الفرق الضالة . الخوارج .. والشيعة .. قديما وحديثا .
والحقيقة إنه كان من المكن لهذا المؤتمر أن يكون مثمرا مفيدا ، لو أن انعقاده كان بقصد التصدي لكل من المشروعين المعاصرين: الإيراني الفارسي ، والخارجي الداعشي . فكلاهما يمثل قمة التطرف والإرهاب الديني ، وكلاهما يسيء إلى الأمة بسبب تبنيه عقيدة فرض الفكر بالقوة على المخالف .
ولكن المؤتمرين تكلموا بكل شيء إلا بالمثمر المفيد .. فأثاروا الحديث عن المذاهب الأربعة، وعن الأشعري والماتريدي والحنبلي والصوفي . ولو سألت عامة المسلمين اليوم عن هذه المذاهب لما عرفوا منها سوى أسمائها ، ولا يَعرفُ مَوَاطنَ الخلافِ بينها سوى الدارسين المختصين ، وهم قلة قليلة من المسلمين .. والسؤال : لماذا إثارة الحديث في مذاهب لا تشكل خطرا على الأمة ، ولماذا السكوت عن الشيعة والخوارج وهم يعملون معاولهم في تدمير الأمة ، ويشكلون أكبر خطر عليها ؟
بل لماذا يجتمعون في ظل دولة كالشيشان ، التي تعتبر ولاية من ولايات روسيا ، وحاكمُها الفعلي هو الرئيس الروسي بوتين ، وهو أكبر عدو للإسلام والمسلمين ، وأكبر مشارك في قتل السوريين الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء .؟
هل هؤلا المؤتمرون من أنصار الطاغية بشار .؟ هل هم من مؤيدي إيران .؟ هل هم سعداء بما قام ويقوم به خامنئي وبوتين من إبادة لإخوانهم في الدين ، في سوريا وفي العراق وفي الشيشان وفي أفغانستان وفي فلسطين وفي مصر وفي اليمن وفي بورما وفي كل مكان .؟
أكادُ أجزمُ أن هؤلاء المؤتمرين في غروزني هم متآمرون على دين الأمة وأمنها ووجودها .. وما مؤتمرهم هذا إلا مؤتمر الضرار . فيا للعار .. يا للعار .!!
***
***