تقافة سياسية 
ـ الأكراد والثورة السورية ـ
‏27 / آب / 2016 الساعة ‏08:03 ص‏
ـ Adil Davutoglu ـ عادل داود أوغلي
==========================
الأكراد في أقاليمهم الخمسة أعرفهم جيداً ، وأعرف لغتهم ، وأنا منهم ، وأعرف مناطق سكناهم ، ومطلع على ماضيهم و حاضرهم ..
في تركيا .. و في العراق .. و في إيران .. و في روسيا الاتحادية .. كانت لهم مظالم وتعرضوا للظلم والتهجير ، والإقصاء والإنكار ..
لكن في سوريا ، يختلف الوضع تماما ، إذ كانوا سادة المجتمع في السياسة والعسكرة والعلوم الشرعية ، ولم يتعرضوا للظلم إلا على يد عبد الناصر فترة الوحدة مع مصر ..
ثم بعد الانفصال وفي عام 1962م سحبت منهم الجنسية ، ثم أكمل قبيحَ صنع عبد الناصر آلُ الأسد وحزبُ البعث ..
لكن شعبيا بقيت صلاتهم بمكونات الشعب السوري متينة ، ولم يستطع البعث والأسد بث بذور الفتنة العرقية بينهم وبين بقية فئات الشعب .!!
وعندما انطلقت الثورة السورية في ربيع عام 2011 م كان الأكراد ممن ساهم فيها سلميا بشكل فاعل ونذكر الجمعة التي سميت ب آزادي Azadî أي : ( الحرية ) وانطلقت المظاهرات تحت رايتها في حميع أنحاء سوريا ..
لكن وبعد أن تسلحت الثورة ، فإن حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي PYD و جناحه العسكري وحدات حماية الشعب YPG انتهج سياسة خاطئة منذ اللحظات الأولى ، وبدل أن ينضم لبقية فئات الشعب وقف بجانب النظام .. النظام الذي أهان قائدهم اوجالان الذين يرفعون صوره في كل مكان ..
خلاصة :
قام PYD باضطهاد الكرد أنفسهم بإجبار بناتهم و شبابهم على التجنيد الإجباري ، وكتم صوت معارضيه ، حتى فرغت مناطق الكرد تقريبا رغم هدوئها نسبيا ، مهاجرين إلى تركيا و أوروبا ..
ثم بحجة محاربة داعش كسبت PYD شرعية دولية فخاضت معارك مع دعش ، أغلبنا نعرف أسبابها وطبيعتها .. وأهمها اقتحام داعش ل كوباني عين العرب ..
ثم أعلنت كانتوناتها ..
ثم الإدارة الذاتية ..
ثم التطلع إلى الاستقلال وإعلان جمهورية. فاعتدت على جيرانهم من العرب والتركمان في الشمال السوري ، وهجرتهم من مدنهم وقراهم..
ثم أصبحت خنجرا في ظهر كل من يحارب النظام فاشتبكت بهم مستمدة قوتها العسكرية والمعنوية من أمريكا و روسيا ..
هذا بالتزامن مع حملة إعلامية ممنهجة بالتغني بمظلومية الكرد الوهمية في سوريا و حقوقهم المسلوبة المزعومة ، و حملة شرسة على العرب من جهة ، وعلى الإسلام من جهة أخرى ، واصفين العرب بصفات قبيحة ، والإسلام بدين همجي ..فردّاتُ الفعل من طرف العرب السنة ، ثم عداء استشرى إلى العامة ، فكراهية عرقية لا مثيل لها ..
هل يمكن أن يكون ما سبق صدفة بحتة .؟
ام مخطط مدروس بعناية و PYD مجرد وسيلة .؟
و قد تبين بأن PYD مجرد وسيلة لغاية شريرة بعد دخول تركيا لجرابلس و سحب كلا من أمريكا و روسيا البساط من تحت قدميها ..
اﻷحزاب فانية والشعب باق ولا بد للكرد في سوريا أن يعودوا إلى سابق عهدهم متآخين متآلفين مع بقية أبناء شعبهم لكن مع غصة ومرارة للأسف .!!
وأخيراً : PYD حول الشمال السوري أيضا إلى مركز للإرهابيين توجههم لتركيا على وجه الخصوص ، و لم ينج منهم ومن شرهم كردستان العراق ، والسيد مسعود البارزاني و حزبه، إذ اعلنوا البارزاني خائنا و أعضاء حزبه مارقين ..
عادل داود اوغلى