[ إنها الروم ذات القرون ]
 مقال سياسي في العمق
ـ Ahmed Asiri2 ـ
27 - 8 - 2016

============
إنها الروم ذات القرون  ..
1) الحكم على الشيء فرع عن تصوره
ولكي لا تستغرقنا الأحداث الجارية فلا بد من الحديث عن تصورات الغرب التي تحكم أفعالهم!
2) قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعد هذا أبدا! والروم ذات القرون كلما هلك قرن خلفه قرن) فانتهت فارس بمعركتي القادسية ثم نهاوند!
3) أما الروم (الغرب) فقرونهم متوالدة منذ غزوة مؤته وإلى نزول عيسى عليه السلام ! وما نشاهده اليوم من طغيانهم ما هو إلا امتداد لقرونهم الناطحة!
4) كانت بريطانيا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، وفي نهاية القرن التاسع عشر أصابتها الشيخوخة وبدت شمسها في الغروب ففزع لذلك رئيس وزرائها!
5) تولى اللورد "هنري كامبل" رئاسة الوزراء في بريطانيا بين عامي (1905م – 1908م) وكان سؤاله: كيف نمد أجل الحضارة الغربية وديمومة سيطرتها؟!
6) أرسل السؤال إلى الجامعات البريطانية والفرنسية فجاءت الردود ولُخصت في وثيقة سميت باسمه "وثيقة كامبل" وهي التي حكمت سياسة الغرب إلى اليوم!
7) أفرج عن الوثيقة بعد 60 سنة لمدة أسبوعين فقط! ثم أعيدت خوفا من آثارها المتوقعة والحرج الذي ستسببه ولولا تسريبات عنها هنا وهناك لما كُشفت!
8) قسمت الوثيقة العالم إلى ثلاث مساحات ملونة:
الأولى: المساحة (البيضاء) وهي للشعوب النصرانية التي يجب أن تظل زمام الأمور والسيطرة والسيادة والتقدم التقني والعلمي والعسكري والاقتصادي بيدها.
9) وشملت المساحة (البيضاء): أوروبا وروسيا وأمريكا الشمالية واستراليا وغيرها من الدول التي تدين أصلاً بالنصرانية ومعظم تلك الدول إن لم تكن كلها هي دول العالم الأول المتقدم!
10) الثانية: المساحة (الصفراء) وهي للشعوب غير النصرانية، والتي تتميز بهشاشة منظومتها الثقافية والقيمية ولا تتناقض مع الغرب وبالإمكان وبكل سهولة غزوها فكريا وثقافيا، فيسمح التعاطي معها وفقا للمصلحة!
11) وشملت المساحة (الصفراء): الصين والهند وأمريكا الجنوبية وكوريا واليابان وغيرها من الدول في أسيا وأفريقيا ومعظمها من دول العالم الثاني التي غزاها الغرب ثقافيا وفكريا فأصبحت ثقافتها وعاداتها وملبسها وكأنه غربي!
12) الثالثة: المساحة (الخضراء) وهو اللون الذي يرمز للشر في الثقافة الغربية! وخصص للشعوب التي تمتلك منظومة قيمية ودينية وثقافية منافسة للمنظومة الغربية!
13) وشملت المساحة (الخضراء): العالم الإسلامي (العالم الثالث) الذي وقف ندا للحضارة الغربية وصارعها في كثير من المواقع وملك من المنظومة القيمية والدينية ما يهدد به النظام القيمي الغربي برمته!
14) ونصت الوثيقة على أنه يجب على الحضارة الغربية فعل كل الإجراءات والاحتياطات لمنع أي تقدم للشعوب التي تتوزع على المساحات (الخضراء)!
15) كانت الاستراتيجية المقترحة لمنع تقدم أصحاب المساحات (الخضراء) تتمثل في ثلاثة مبادئ:
الأول: الحرمان من المعرفة والتقنية وضبطها في حدود معينة
16) الثاني: إيجاد وخلق المشاكل الحدودية ومنع الاستقرار!.
الثالث: تمايز الأقليات وتلغيم علاقتها مع الأغلبية وزعزعة النسيج الاجتماعي.
17) بعد إقرار "وثيقة كامبل" عمل الغرب على قدم وساق لتنفيذها وكانت وسائله تتمثل في (5 خطوات):
الأولى: العنف والاستعمار المباشر فاستعمرت البلاد بعد سقوط الخلافة العثمانية وتوزيع تركة الرجل المريض!
18) الثانية: تجزئة المساحة (الخضراء) وصنع الحدود الملتهبة والأقليات الغاضبة فكانت (سايكس بيكو)
الثالثة: التغريب والغزو الفكري وتحرير المرأة!
19) الرابعة: توطين التبعية وإيجاد طبقة تحافظ عليها من خلال صنع الزعامات وتمكين العملاء من قيادة المجتمعات سياسيا وثقافيا واقتصاديا وعسكريا
20) الخامسة: غرس سكين الغرب في قلب المساحة (الخضراء) كشرطي لها يحافظ على مكتسبات الغرب السابقة ويضمن تبعية وتخلف الدول فكانت (إسرائيل)!
21) وهكذا حافظت تلك السياسة الغربية الخبيثة على تبعية الدول الإسلامية لها وبقائها في فلكها! وتطبيق سياسة الخمس خطوات تختلف من دولة لأخرى!
22) فهناك دول تستجيب للبقاء في مدار التبعية بمجرد الإشارة والتخويف بإسرائيل لا سيما أن الأخيرة تمتلك الطائرات والصواريخ والأسلحة النووية!
23) وهناك دول لا تحتاج للتخويف بل يكتفى فيها بزيادة جرعات التغريب والتنوير والإفساد من خلال وسائل الإعلام المتنوعة التي تبث الشهوات والشبهات!
24) وثالثة ظنت أنها قادرة على المواجهة بصراخها وعنترياتها الجوفاء دون إعداد ولا تخطيط فقُسمت وجزئت لتكون لغيرها عبرة وآية!
25) وأخيرةٌ ظنت أن المواجهة تحتاج إلى آلة دون عقيدة، وكفاح ، فمورس ضدها سياسة "العنف" والاحتلال وأسأل العراق ينبئك بالخبر!
26) هكذا بدا عالمنا الإسلامي وقد انتزعت هيبته والكل تداعى عليه! وهو كما قال صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)
27) وعجيب أمر الصحابة وعِظم إيمانهم! فقد ظنوا أن السبب في قلة العدد! ففاجأهم جوابه صلى الله عليه وسلم: (بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء)! والغثاء لا قيمة له!
28) فكان جزاء الغثاء انتزاع المهابة أولاً كما قال صلى الله عليه وسلم: (ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم)! فبعد أن كان ذو وزن أصبح ذليلا حقيرا لا قيمة له!
29) و الخواء ثانيا كما قال صلى الله عليه وسلم: (وليقذفن في قلوبكم الوهن .. حب الدنيا وكراهية الموت) فأصبح تحصيل الدنيا هو المقصد والغاية ولو ذهب الدين والحرية!
30) والعلاج بالفرار إلى الله جل جلاله! (اذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لن ينزعه عنكم حتى ترجعوا الى دينكم) .. فهلا عودة إلى الله؟

***