أمريكا والحلم الكردي " روج آفا " :
24 / 8 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
==============
" روج أفا " كلمة كردية ، فسرها أحد الكرد مفردة ومركبة ، فـ "روجافا " مفردة تعني " الغرب " أما " روج - آفا " بصيغتها المركبة ، فتعني " مغيب الشمس " .. 
وعلى هذا يكون تفسيرها بـ " غرب كردستان " تفسيراً غير دقيق . وطبعا عند الخلاف في تفسير هذه الكلمة ، فالمقدم تفسير الكرد ، لأنهم أعرف بلغتهم .

ومهما يكن من أمر فالكرد الانفصاليون في سوريا ، قد بنوا لأنفسهم قوة عسكرية تحت مسمى " قوات روج آفا " ويقصدون بها البيشمركة السورية ، التي أنشأها حزب الإتحاد الديمقراطي بزعامة صالح مسلم المدعوم من قبل إيران وحكومة العراق، والحليف الوثيق لنظام الأسد .. 
وهؤلاء الانفصاليون من الكرد ومن انضم إليهم ، هم الذين يطالبون بإقامة دولة كردية ، وقد أعلنوا عن اسمها قبل قيامها ..

وهم يحلمون بإقامتها على أنقاض سوريا التي دمرها حليفهم بشار البراميلي . 
ومهما يكن من أمر فإن الكرد الانفصاليين يعتبرون الجزء الغربي من كردستان هو الجزء الفاصل ما بين تركيا وسوريا .. من عفرين غربا وحتى الموصل شرقا .. 
وهذا القسم من تركستان الكبرى ، هو الذي أطلق عليه الكرد اسم " روج آفا " واعتمدوه فيما يبدو كنقطة انطلاق لتحقيق استعادة دولة تركستان الكبرى ، الموزعة ما بين إيران وتركيا والعراق وسوريا .. 
أمريكا والحلم الكردي " روج آفا "  Do

وأمريكا اليوم تلعب على هذا الوتر . فهي تتبنى الكرد ، وتدعمهم بكل ما يطلبون من سلاح ، بل وتحميهم بطيرانها ، وتزعم أن الكرد هم أفضل حليف لها ، لأنهم أثبتوا جدارة على الأرض في التصدي لداعش .. وهذا كذب محض ، فأبناء العشائر والجيش السوري الحر هم أقدر على طرد داعش من هؤلاء الكرد . ولكن أمريكا تريد تقسيم سوريا ، وهي تعلم أنه لا يطاوعها على تلك الرغبة سوى الحمقى من الكرد .. وقد وجدتهم في فصيل صالح مسلم .!!
وهنا يثور السؤال التالي :
لماذا تقوم أمريكا بهذه الخطوة ، التي تزعج حليفتها القديمة تركيا ، كما تزعج الشعب السوري الذي سوف ينتصر على الأسد ، طال الزمن أم قصر ، وشاءت أمريكا أم أبت .. والذي يجعلنا متأكدين من هذه الحقيقة ، هو أنه لم يحدث في التاريخ أن شعبا أجبر على ما لا يريد ، ولو اجتمع على إكراهه أهل الأرض جميعا ..

والجواب : 
إنه غباء أوباما أولا .. ثم الغدر الأمريكي ثانيا .. ثم الحقد الإسرائيلي ثالثا .. 
فالذي يتحكم في السياسة الأمريكية اليوم هم اليهود ، ومستشار الرئيس أوباما بايضون يهودي ومتعصب لإسرائيل . وهو من وراء كل المصائب التي نزلت بالشعب السوري من قتل وتشريد ودمار وخراب . 
ولعل الأمريكان يتطلعون إلى تمكين الكرد من إقامة دويلة لهم في شرق سوريا ، لكونها منطقة غنية بالبترول ، ولا مانع لدى الأمريكان أن يقيم للكرد لهم دويلة وهمية لبضع سنوات حتى ينتهي البترول ، ثم ترمي بهم أمريكا لأقدارهم . فينتقم منهم العرب أصحاب الأرض شر انتقام .. أو تقوم بينهم حروب تأتي على الأخضر واليابس ، والرابح فيها خسران ..

ولا غرابة أن يفعل الأمريكان ذلك ، فتاريخهم يرشحهم لهكذا مهمة قذرة ، فهم في الأصل مجموعة من القتلة والمجرمين الخارجين عن القانون ، هاجروا إلى أمريكا ، أو بالأصح تم ترحيلهم من أوربا إلى أمريكا قسريا ، للتخلص من شرورهم .. فقام هؤلاء المرحَّلُون بقتل 15 مليون من الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين ، وحلوا محلهم .. فعقلية الكاوبوي قد توحي للأمريكان بما يخطر وما لا يخطر على بال إنسان ..
وهناك احتمال آخر، لا نسقطه من الحسبان ، وهو أن يقوم الأمريكان باستخدام الكرد كوسيلة لتقسيم سوريا ، ثم يتخلون عنهم لحليفتهم إيران ، لكي تزيحهم من دويلتهم الوليدة ، وترمي بهم إلى الجحيم ، ثم تنطلق إيران بعد ذلك من تلك البقعة من الأرض لاحتلال كامل سوريا والعراق ولبنان .. وتشكل أكبر تهديد لتركيا .. التي بات الغرب لها كارها ..
وهنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار ما قاله أوباما في خطابه الأخير في 23 / 8 / 2016 قبيل مغادرته البيت الأبيض . حيث اعتبر أن أكبر إنجازاته : إجهاض ثورات الربيع العربي .. ومنع السوريين من الحصول على أسلحة توقف القصف الجوي .. والسماح لحلفائه الشيعة باستباحة سوريا وإغراقها بالدم ، وادَّعى أوباما أنه لا مصلحة لأمريكا من انتصار ثورة تهدد الشعب اليهودي ، وتعزز نفوذ الإسلام المتشدد .