[rtl]أنا ما أزعل منك يا ثورة ..!!
قصة بقلم : ـ Hossam Badrawi ـ
=====================
نسي عواد أن ينظف بندقيته وتذكر ذلك في الطريق إلى الاجتماع الصباحي في الساحة .. كانت تعليمات القادة أن نقوم كل يوم بتنظيف البندقية رغم أننا لم نستخدمها يومآ هذا الأمر الذي كان يشغل بال عواد ويقول لي متأففآ. .
يعني ضروري ننظف القحبة هاى كل يوم .. بشرفي ملينا .. الصهيوني يضرب ونحن ننظف .
في ساحة القيادة تمت معاقبتنا كلنا بسبب عواد .. هكذا كان القانون العسكري .. ( المكافأة فردية والعقوبة جماعية ) ولهذا كانت حياتنا كلها عقوبات .. كان عواد يهز برأسه وكأنه يعرف الحكمة الكاملة وهو يقول ..
نحن معاقبين من السما .. منشان تفاحة نزلنا ع الأرض لنشوف هيك قيادة جبانة .. أحنا جايين نخدم الوطن مو جايين نبتهدل كل يوم .
عواد كان محقآ بعض الشيء في هذه النقطة لأنها ايضآ تتوافق مع القانون العسكري في العقوبة الجماعية فبسبب خطأ ارتكبته أمنا حواء خسرنا الخلود ونلنا العقوبة الجماعية .
ولهذا تمت معاقبة الشعب كله وصارت أحياء كاملة تقصف وأحياء أخرى أحكموا حصارها وتم معاقبتها بكل كائناتها لتستسلم لحذاء العسكر ..
يقول عواد .. لا شيء سيختلف ففي العسكرية كنا نضع رأسنا على الحذاء العسكري وننام هكذا كانت التعليمات .. أما في المدنية فصرنا نضع الحذاء على رؤوسنا ولكن ونحن يقظين .
المكافأة فردية وطيلة عامين لم يكافأ أحد منا .. والمكافأة الوحيدة نالها سيادة العميد على صموده بوجه العدو .
عواد يرفض ويقول لي ..
وين العدل .. هسا العميد وين صمد .. ما كو حرب ما كو مواجهة ويقولون صمود
:::
كان عواد ينتظر تلك الحرب الموعودة مع العدو ويقول لي همساً :
بس تصير حرب ، أول رصاصة مني رح ياكلها سيادة العميد وخليه يصمد..
كنا نزحف في ساحة القيادة كالسحالي لأن عواد لم ينظف بندقيته .. وكان الكل ينظر إلى عواد كي يشعر بالذنب تجاهنا وكان الضابط يشير إلى عواد وهو يقول لنا : هاى العقوبة هدية من صديقكم عواد .
حين قامت الثورة تمت معاقبة الشعب وكانت القيادة تقول لجميع أفراد الشعب : هذه العقوبة هدية من صديقتكم الثورة ..
فصارت الثورة تشعر بالذنب تجاه الجميع ... الواقفين في طوابير الخبز والذين يلهثون وراء شاحنة توزيع الغاز وهم يحملون الأسطوانات على أكتافهم .. والذين نزحوا .. والذين ماتوا .. والذين فقدوا أهلهم في البحر .. والذين وصلوا بر الأمان ولم تعجبهم الحياة هنا ... كلهم صاروا ينظرون إلى الثورة نظرة لوم .
في المهجع وبعد أن اقتلعنا الأشواك التي علقت في صدورنا جراء الزحف سألني عواد بصوت منخفض ..
زعلان مني يا محمد لأنك تعاقبت بسببي .
أخذته بين ذراعي وأنا أهمس ...
منك ما أزعل يا عواد .. انت غالي عندي ..
مضت سنين وأنا لا أعرف شيء عن عواد ..
لكنني تذكرته وأنا أعانق الثورة وآخذها بين ذراعي وأهمس لها ..
منك ما أزعل يا ثورة .. أنت غالية عندي ...
أنت صوتي وكياني ووجودي .. أنت كرامتي وعزتي ..انت ثورتي .
[/rtl]
قصة بقلم : ـ Hossam Badrawi ـ
=====================
نسي عواد أن ينظف بندقيته وتذكر ذلك في الطريق إلى الاجتماع الصباحي في الساحة .. كانت تعليمات القادة أن نقوم كل يوم بتنظيف البندقية رغم أننا لم نستخدمها يومآ هذا الأمر الذي كان يشغل بال عواد ويقول لي متأففآ. .
يعني ضروري ننظف القحبة هاى كل يوم .. بشرفي ملينا .. الصهيوني يضرب ونحن ننظف .
في ساحة القيادة تمت معاقبتنا كلنا بسبب عواد .. هكذا كان القانون العسكري .. ( المكافأة فردية والعقوبة جماعية ) ولهذا كانت حياتنا كلها عقوبات .. كان عواد يهز برأسه وكأنه يعرف الحكمة الكاملة وهو يقول ..
نحن معاقبين من السما .. منشان تفاحة نزلنا ع الأرض لنشوف هيك قيادة جبانة .. أحنا جايين نخدم الوطن مو جايين نبتهدل كل يوم .
عواد كان محقآ بعض الشيء في هذه النقطة لأنها ايضآ تتوافق مع القانون العسكري في العقوبة الجماعية فبسبب خطأ ارتكبته أمنا حواء خسرنا الخلود ونلنا العقوبة الجماعية .
ولهذا تمت معاقبة الشعب كله وصارت أحياء كاملة تقصف وأحياء أخرى أحكموا حصارها وتم معاقبتها بكل كائناتها لتستسلم لحذاء العسكر ..
يقول عواد .. لا شيء سيختلف ففي العسكرية كنا نضع رأسنا على الحذاء العسكري وننام هكذا كانت التعليمات .. أما في المدنية فصرنا نضع الحذاء على رؤوسنا ولكن ونحن يقظين .
المكافأة فردية وطيلة عامين لم يكافأ أحد منا .. والمكافأة الوحيدة نالها سيادة العميد على صموده بوجه العدو .
عواد يرفض ويقول لي ..
وين العدل .. هسا العميد وين صمد .. ما كو حرب ما كو مواجهة ويقولون صمود
:::
كان عواد ينتظر تلك الحرب الموعودة مع العدو ويقول لي همساً :
بس تصير حرب ، أول رصاصة مني رح ياكلها سيادة العميد وخليه يصمد..
كنا نزحف في ساحة القيادة كالسحالي لأن عواد لم ينظف بندقيته .. وكان الكل ينظر إلى عواد كي يشعر بالذنب تجاهنا وكان الضابط يشير إلى عواد وهو يقول لنا : هاى العقوبة هدية من صديقكم عواد .
حين قامت الثورة تمت معاقبة الشعب وكانت القيادة تقول لجميع أفراد الشعب : هذه العقوبة هدية من صديقتكم الثورة ..
فصارت الثورة تشعر بالذنب تجاه الجميع ... الواقفين في طوابير الخبز والذين يلهثون وراء شاحنة توزيع الغاز وهم يحملون الأسطوانات على أكتافهم .. والذين نزحوا .. والذين ماتوا .. والذين فقدوا أهلهم في البحر .. والذين وصلوا بر الأمان ولم تعجبهم الحياة هنا ... كلهم صاروا ينظرون إلى الثورة نظرة لوم .
في المهجع وبعد أن اقتلعنا الأشواك التي علقت في صدورنا جراء الزحف سألني عواد بصوت منخفض ..
زعلان مني يا محمد لأنك تعاقبت بسببي .
أخذته بين ذراعي وأنا أهمس ...
منك ما أزعل يا عواد .. انت غالي عندي ..
مضت سنين وأنا لا أعرف شيء عن عواد ..
لكنني تذكرته وأنا أعانق الثورة وآخذها بين ذراعي وأهمس لها ..
منك ما أزعل يا ثورة .. أنت غالية عندي ...
أنت صوتي وكياني ووجودي .. أنت كرامتي وعزتي ..انت ثورتي .
[/rtl]