من مخزون الذاكرة :
12 / 8/ 2016
أبو ياسر السوري
=============
في أوائل شهر (..) من عام 1976 نودي إلى اجتماع في الكتيبة (...) من اللواء121(مش – ميكا) مشاة – محمول، واصطف عناصر الكتيبة بسراياها وفصائلها . وأخذ قادة السرايا والفصائل أماكنهم في مقدمة الصفوف . وظهر قائد الكتيبة المقدم (...) ووقف أمام الكتيبة مختالا كالطاووس برأسه الأصلع الصغير ، وابتسامته البلهاء ، التي لا تعرف أن صاحبها مبتسم أم مكشر أم مريض خلقيا بانشمار الشفة العليا عن أسنانه الصفراء ..
ورفع إليه تفقد الحضور والغياب، وقال : " الكتيبة بقيادتي .. استعد – استرح " مرتين . ثم انبرى يلقي علينا خطبة عصماء ، لم نفهم مما قال سوى أننا مقدمون على معركة ، يتوقف عليها شرف الأمة العربية جمعاء .!!
وما هي سوى ساعات حتى تحرك اللواء بكامل عناصره وجاهزيته متجها إلى لبنان ، الذي كان مشتعلا بحرب أهلية بين الفلسطينيين والكتائب المسيحية ، التي عجزت يومها عن طرد الفلسطينيين من لبنان ، فكان القرار الأمريكي الإسرائيلي معاً ، يقضي بأن يتحرك الرئيس حافظ الأسد بالجيش السوري لقمع منظمة فتح ، واقتلاع ياسر عرفات والفلسطينيين جميعا من بيروت إلى غير رجعة ..
وما كنا نتصور يومها أن العمالة تنحط بأصحابها إلى هذا الدرك الأسفل ، الذي انحط إليه المقبور حافظ الأسد ، لقد ارتكب أبشع مجزرة في مخيم تل الزعتر .. في الوقت الذي كان فيه مجرد التفكير بمس الفلسطينيين المظلومين بنقد باللسان أمرا مستهجنا حتى من بعض النصيريين أنفسهم ، وكان أبعد ما يكون عن التصور أن رئيسا عربيا يشارك في قتل الفلسطينيين .. لهذا استنكر قائد اللواء 121 العقيد منير كامل زعيتر آنذاك هذا التدخل الخياني .. واتصل بالرئيس مباشرة فيما حدثوا عنه ، فكان بينهما الحوار القصير التالي :
- زعيتر: بو سليمان.. صحيح هنت أمرت هالخونة بقصف تل الزعتر؟
- حافظ ، مجيبا : بهذا يقتضي الواجب الوطني يا منير ، فنحن نمر بمرحلة دقيقة من تاريخ أمتنا .
- زعيتر : ولك شو هيدا .. معاهن معاهن .. عليهن عليهن .. تيك وتيك من ربكن يا عرصات ...
- حافظ يتصل بالقيادة اقبضوا على هالمجنون ، وضعوه في بيته تحت الإقامة الجبرية ..
ووفقا للمركز الفلسطيني للإعلام، فقد استمر حصار مخيم تل الزعتر شرق بيروت 52 يوما، ودكته خلال ذلك أكثر من 55 ألف قذيفة، وكانت حصيلة المذبحة 4280 قتيلا غالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال وكبار السن ، وعشرات آلاف الجرحى ، وقصص مرعبة لعمليات الذبح الجماعية للاجئين، في مذبحة انتهت على إثرها المعركة يوم 12 أغسطس/ آب 1976 باحتلال المخيم، وبعد ذلك وصلت الجرافات وأزالته .
شارك في ارتكاب هذه المجازر كل من الجيش الأسدي ، وائتلاف الانعزاليين ، الذي كان يضم الكتائب والأحرار ومقاتلي الأرز ..
والجدير بالذكر ، هو أن الوثائق التي أفرج عنها أخيرا ، أثبتت أن هذه الجريمة الشنعاء ، قد وقعت بالاتفاق بين حافظ الأسد والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ..
هذا هو زعيم تيار المقاومة والممانعة في الوطن العربي .. وهذا هو الذي ورث تيار الخيانة والعمالة لولده الذي دمر سوريا ، بمباركة دولية غربية وشرقية وعربية ..
فاكتب .. يا .. تاريخ ..
12 / 8/ 2016
أبو ياسر السوري
=============
في أوائل شهر (..) من عام 1976 نودي إلى اجتماع في الكتيبة (...) من اللواء121(مش – ميكا) مشاة – محمول، واصطف عناصر الكتيبة بسراياها وفصائلها . وأخذ قادة السرايا والفصائل أماكنهم في مقدمة الصفوف . وظهر قائد الكتيبة المقدم (...) ووقف أمام الكتيبة مختالا كالطاووس برأسه الأصلع الصغير ، وابتسامته البلهاء ، التي لا تعرف أن صاحبها مبتسم أم مكشر أم مريض خلقيا بانشمار الشفة العليا عن أسنانه الصفراء ..
ورفع إليه تفقد الحضور والغياب، وقال : " الكتيبة بقيادتي .. استعد – استرح " مرتين . ثم انبرى يلقي علينا خطبة عصماء ، لم نفهم مما قال سوى أننا مقدمون على معركة ، يتوقف عليها شرف الأمة العربية جمعاء .!!
وما هي سوى ساعات حتى تحرك اللواء بكامل عناصره وجاهزيته متجها إلى لبنان ، الذي كان مشتعلا بحرب أهلية بين الفلسطينيين والكتائب المسيحية ، التي عجزت يومها عن طرد الفلسطينيين من لبنان ، فكان القرار الأمريكي الإسرائيلي معاً ، يقضي بأن يتحرك الرئيس حافظ الأسد بالجيش السوري لقمع منظمة فتح ، واقتلاع ياسر عرفات والفلسطينيين جميعا من بيروت إلى غير رجعة ..
وما كنا نتصور يومها أن العمالة تنحط بأصحابها إلى هذا الدرك الأسفل ، الذي انحط إليه المقبور حافظ الأسد ، لقد ارتكب أبشع مجزرة في مخيم تل الزعتر .. في الوقت الذي كان فيه مجرد التفكير بمس الفلسطينيين المظلومين بنقد باللسان أمرا مستهجنا حتى من بعض النصيريين أنفسهم ، وكان أبعد ما يكون عن التصور أن رئيسا عربيا يشارك في قتل الفلسطينيين .. لهذا استنكر قائد اللواء 121 العقيد منير كامل زعيتر آنذاك هذا التدخل الخياني .. واتصل بالرئيس مباشرة فيما حدثوا عنه ، فكان بينهما الحوار القصير التالي :
- زعيتر: بو سليمان.. صحيح هنت أمرت هالخونة بقصف تل الزعتر؟
- حافظ ، مجيبا : بهذا يقتضي الواجب الوطني يا منير ، فنحن نمر بمرحلة دقيقة من تاريخ أمتنا .
- زعيتر : ولك شو هيدا .. معاهن معاهن .. عليهن عليهن .. تيك وتيك من ربكن يا عرصات ...
- حافظ يتصل بالقيادة اقبضوا على هالمجنون ، وضعوه في بيته تحت الإقامة الجبرية ..
ووفقا للمركز الفلسطيني للإعلام، فقد استمر حصار مخيم تل الزعتر شرق بيروت 52 يوما، ودكته خلال ذلك أكثر من 55 ألف قذيفة، وكانت حصيلة المذبحة 4280 قتيلا غالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال وكبار السن ، وعشرات آلاف الجرحى ، وقصص مرعبة لعمليات الذبح الجماعية للاجئين، في مذبحة انتهت على إثرها المعركة يوم 12 أغسطس/ آب 1976 باحتلال المخيم، وبعد ذلك وصلت الجرافات وأزالته .
شارك في ارتكاب هذه المجازر كل من الجيش الأسدي ، وائتلاف الانعزاليين ، الذي كان يضم الكتائب والأحرار ومقاتلي الأرز ..
والجدير بالذكر ، هو أن الوثائق التي أفرج عنها أخيرا ، أثبتت أن هذه الجريمة الشنعاء ، قد وقعت بالاتفاق بين حافظ الأسد والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ..
هذا هو زعيم تيار المقاومة والممانعة في الوطن العربي .. وهذا هو الذي ورث تيار الخيانة والعمالة لولده الذي دمر سوريا ، بمباركة دولية غربية وشرقية وعربية ..
فاكتب .. يا .. تاريخ ..