شعارات و آهـــــــــــــــــــــــــــــــــات
بقلم حسام الثورة
عنوان لم أتعود الكتابة تحته ومواضيع ربما إحبسها في داخلي تاركاً الأيام تعالجها وهموم لا أبثها حتى لأقرب الناس ولاسيما من أحب كي أبقيه سعيدا ويكون أحدنا على الأقل سعيد كي لا نكون الإثنين تعساء, فما كل ما نعيشه ونعانيه يخرج إلى العلن , ذات يوم كنت في اجتماع عمل وكنت أبتسم فقال أحدهم أغبطك على ما أنت فيه من السعادة قلت له بارك الله بك وكيف عرفت أني سعيد قال أنت دائما مبتسم قلت الحمد لله وفي  المثال يقال " الي يعرف يعرف والي ما بيعرف بيقول كف عدس " وقيل ـلـــيـــس كــــل مـــن ابـــتـــســـم ســـعـــيـــد فـقد يكون وراء كـــل ابـــتـــســـامـــة حــزن شـــديـــد !!
الصدف في كثير من الأحيان تدفعنا للتفكير والبوح بأمور نخفيها أو على الأقل لا نحب التكلم بها , اليوم في إحدى التعليقات كتب لي أخ أجلة الصمت أبلغ من الكلام , آلمني هذا الكلام لإنني قرأت ما خلف العبارة وبالصدفة وأنا أتصفح مواضيع أخرى قرأت عبارة أخرى آلمتني أكثر  قرأت " إلا الكرامة.. لا تدعها تموت فيك وأنت على قيد الحياة "
كم هو شعار جميل لقد استشهد شبابنا وأحبابنا من أجل الكرامة , لقد شردنا في أصقاع الأرض من أجل الكرامة , لقد جعنا وعرينا من أجل الكرامة وسنبقى نزرع بذرة الكرامة في عقول وأذهان أطفالنا ما حيينا ولكن هل من يقول لي كيف سنوفق بين ما نقوله ونعيشه , أين هذه الكرامة ؟؟؟ أين كرامة من ينام في حديقة عامة لا يجد مكاناً يؤويه , اين كرامة من يقول لرب عمل يستغله ويذله ويهنه شكراً وبارك الله بك  وأمرك وفي داخله صوت آخر يقول له كم أنت حقير و سافل ؟؟؟, أين كرامة من يجلس في مخيم ينتظر عطاء أهل الخير ؟؟ أين كرامة من يجد من يعيله يتألم ولا يستطيع أخذه إلى الطبيب  ؟؟ أم أن يجوع أحد ممن يعيل ثم لا يستطيع أن يقدم له الغذاء ؟؟ الكثير يعرف أنه قد يتحمل الجوع ويصبر ويحتسب ولكن لا يستطيع أن يرى أبنه أو ابنته أو زوجه جائعين .
أسئلة كثيرة لمن يسأل عن الكرامة وأجوبة كثيرة ممن لا يعيش هذه الأسئلة   نعم خرجنا نبحث عن الكرامة وسنبقى نبحث عن الكرامة بجميع أشكالها , ربما علينا أن نجد أجوبة مقنعة ولكن ليس علينا أن نجد أجوبة محبطة علينا أن نفكر بعقولنا بديننا بتاريخنا بحضارتنا بثقافتنا لا بجيوبنا وبطوننا فقط وبالطبع لا يمكن أن نهملها وإلا كنا نكذب لإنه قيل كاد الفقر أن يكون كفراً والاسلام أحل أكل المحرمات في الجوع وتسامح في الحدود عند الضرورات علينا أن نفهم بدقة حدود الكرامة , ربما أشعر وأنا أكتب هذه الكلمات أنني أجد مبرراً للتنازل عن الكثير من الكرامة وأواسي نفسي بالمثل القائل  " ما لا يدرك كله لا يترك جله " ولكن المهم إذا أضعنا شيئا من الكرامة ألا نضيع البوصلة التي ترشدنا إلى الطريق الذي نسترد به كرامتنا كاملة غير منقوصة بإذن الله تعالى .
وقبل أن أكتب هذه الكلمات استوقفني الكثير من الأمثلة والأقوال المشهورة منها :
- طعنة العدو تدمي الجسد..وطعنة الصديق تدمي القلب
- كم هو متعب آلتعآمل مع صغآر آلعقول
بعضُ الصّمت يعبر عَن كلِماتٍ صادِقة .... لم تَسعها الحُروف
- ليسَ كل وجَع إنكسآر ونِهآية ، ربمآ كآنَ الوجَع نُقطَة بِدآية
فَـأحيآناً نحتآج إلى صفعَة قَويّة وَمؤلِمة لِنستَيقظ مِن أوهآمِنآ
- آشد الألم : حزن لا تستطيع الإفصآح عن أسبابه
هذه وأمثالها شعارات وردية وجميلة ومعبرة ولكن علينا أن نطوعها إلى الواقع ونتعامل معها من منظور الحياة الحقيقة ونلتزم بشرط واحد ألا ننسى الهدف ونترك البوصلة التي ستهدينا إلى الهدف
واختم بالقول " لَن ينگـسِر قَارب الحَياة عَلىَ صَخْرة الَيأس .. مَا دام هُنَاك مِجْداف أسّمُه ... "الثَقَة باللَه""
فإن ثقتنا بالله كبيرة وثقتنا بالنصر القادم كبيرة وثقتنا بعودتنا إلى أرضنا وأهلنا وديارنا كبيرة فإن انقضى الأجل قبل ذلك فإننا بذرنا بذور الأمل في قلوب أولادنا وأحفادنا ولن تموت هذه البذور بإذن الله تعالى.
27-7-2016