الموقف المخزي
بقلم حسام الثورة
إنها لحظة تاريخية يوم الخامس عشر من تموز في تاريخ تركيا وتاريخ العرب وتاريخ الأمة , إنه تاريخ فاصل بين الوجوه المقنعة والألسنة والوجوه الواضحة والألسنة الصادقة والوجوه المنافقة إنه  تاريخ فاضح لكثير من المنافقين واصحاب التبعيات .
نحن اليوم في وقت لا يعرف الكذب والمجاملات , أمريكا قالت منذ شهور سنرحب بأي إنقلاب ضد أردوغان والغرب قال كلمته ضد تركيا منذ زمن  والروس قالوا إن أردوغان يريد أسلمة تركيا , تركيا التي تتوزع مساجدها في كل حي ومزرعة حتى في مواقع العلمانين , تركيا التي خرجت مساجدها تصدح بالتكبير لدى شعور الأتراك بالخطر , ذكرتني بمساجد سوريا وهي تصدح بالتكبير ضد هجمات ذنب الكلب  ,
ترى ألم يسمع الحكام العرب اصوات التكبير من مساجد اسطنبول أم كانوا في الكبريهات وبين أحضان المومسات وليتهم كانوا كذلك لوجدت لهم العذر مع قبحه !! بل الموضوع أكبر من ذلك .
أنا هنا يا سادة لاأتحدث عن نظام السيسي أو العبادي أو بوتفليقة أو عبدالله الثاني فهؤلاء واضحون واضح عداؤهم للأمة بل أتحدث عمن يكذبون صباحاً ومساء أنهم ضد إيران وأن طائراتهم في إنجرليك بانتظار نصرة الثورة السورية , أتحدث عن من نظم مناورات الدول الأسلامية , عمن شكل شراكات استراتيجية مع تركيا , وعندما كان العالم كله ينقل ما يحدث في تركيا كانوا يصمتون صمت أصحاب القبور , وليتهم كانوا منهم , كانوا أراحوا واستراحوا ,
إنه موقف مخزٍ حقاً , الم يكن عندهم شيء من الذكاء أو المعلومات الاستخباراتية على الأقل ليعرفوا أن الانقلاب سيفشل , انا المواطن البسيط  وأنا في الطريق وقبل أن تتبين خيوط العملية التي تبين أنها كبيرة حقاً قلت لمن حولي العملية ستنتهي خلال ساعتين وربما حتى الصباح ليس لأني خبير عسكري أوضابط استخبارات أو أحد المسؤولين بل هناك الكثير من الأمور المنطقية التي تقول ذلك فهل وصل الغباء بقادة هذه الدول حداً لا يرون فيه ما يمكن أ يراه مواطن بسيط أم انهم لا يملكون حق الكلام أو التفكير وهو ما أتصوره .
عندما انجلت الغيوم أسرع المنافقون وعلى رأسهم دول الخليج ما عدا قطر وللأسف يهنؤون ويباركون , أين كنتم في تلك الساعات الطويلة التي لا يمكن أن ينساها مواطن شريف ولن ينساها الشعب التركي والمسؤولون الأتراك ؟؟, اليوم سألني أحد الأتراك ما هي ردة الفعل العربية , قلت له يا أخي الشارع العربي سعيد ولكن الحكام كانوا ينتظرون النتائج ليعرفوا لمن سيرسلون برقيات التهنئة والتأيد هذا في أحسن الأحوال  أو كانوا ينتظرون موقف أمريكا وإسرائيل وأوربا ولكن للأسف أمريكا وأوربا سبقتهم .
هؤلاء الخونة الذين كانت تقول لهم تركيا صباح مساء نحن معكم لم يتجرؤوا أن يرسلوا رساله واحدة تبين على الأقل عدم الرضى عما يحدث , تصريحات الجبير لو أعدتم التدقيق فيها لرأيتم كم هي سخيفة , وبماذا تختلف عن تصريحات وزير العمارات العربية ؟.
قد يقول لي أحد ما لماذا هذا الهجوم على دول الخليج ؟؟ اقول لإن دول الخليج ستكون الخاسر الأكبر من هذا الانقلاب لو نجح لا سمح الله , دول الخليج التي  وجهت لهم أمريكا الإهانة تلو الأخرى وستحاكمهم بأحداث الحادي عشر من سبتمبر , الدولة الوحيدة الصادقة والجادة معهم هي تركيا فإذا بهم ينتظرون خمسة عشر ساعة حتى يعرفوا لمن سيصفقون , والذين سيدافعون عن أوروبا وأمريكا عليهم أن يجيبوا عن سؤال لماذا أغلقت البعثات الدبلوماسية أبوابها في تركيا قبل بضعة أيام ؟؟؟
العرب وللأسف أنا عربي يبدوا أنهم تعودوا على المخازي , لم يتعلموا من ذي قار وخذلوا الشعب المصري والشعب السوري وقبلهم الشعب العراقي فإذا لم تكن دماؤهم عربية ألم يتأثروا ولو بنقطة دم عربي شريفة واحدة بحكم طول سيطرتهم على الأمة العربية .
سامحوني لا أجد وصف لحكامنا أفضل من قول الشاعر : قوم إذا ضرب الحذاء برأسهم ++++++صرخ الحذاء بأي ذنب أضرب
وقول الشاعر : من يهن يسهل الهوان عليه .....ما لجرح بميت إيلام
وأخيراً أقول أيها السفلة من حكامنا إن منحنى الضعف من أمتنا وصل إلى الأخير ولابد أن يهيء الله لهذه الأمة من سيرفع شأنها فهل يمكن أن تفكروا بنيل جزء من هذا الشرف أم أن الشرف محرم على غير الشرفاء ؟؟
اللهم أنصر أمتنا وثورتنا إنك على كل شيء قدير
18-7-2016