ثوار داريا يعلنون جاهزيتهم للعمليات الفدائية لحماية مدينتهم
أكدت مصادر ميدانية خاصة في مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية، رفض قوات النظام -متمثلة بـ"الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد- التفاوض مع الجيش الحر في المدينة حول آلاف المدنيين المحاصرين داخل الأحياء السكنية المدمرة، عقب نجاح النظام وميليشياته بالسيطرة على عشرات الدونمات الزراعية التي كانت تمثل شريان الحياة للمحاصرين خلال السنوات الماضية.
الناشط الميداني "مهند أبو الزين"، قال لبلدي نيوز "الفرقة الرابعة رفضت التفاوض مع الجيش لحر حول ملف المدنيين الذي باتوا يعيشون في ظروف صعبة، كما رفض التهدئة مع الجيش الحر، مشيراً إلى إن نظام الأسد أبلغهم بعزمه المضي في حربه الضروس دون الاكتراث بالمدنيين ومصيرهم".
وأكد أبو الزين أن ثوار المدينة عازمون على الصمود في وجه الحملة الأشد -التي يقودها النظام السوري وميليشياته- عقب رفضهم التهدئة واختيار الحسم العسكري، وإن خيار "العمليات الفدائية" هو خيار مطروح وبقوة على المشهد اليوم، منوهاً إلى إن عشرات المقاتلين من الجيش الحر مستعدون لتنفيذ تلك العمليات مقابل الحفاظ على المدينة وأهلها المحاصرين.
وأضاف الناشط الإعلامي "لقد تقدمت قوات النظام والميليشيات الطائفية المساندة لها خلال الأسابيع القليلة داخل الأراضي الزراعية لتسيطر بشكل شبه كامل على غالبية الأراضي الزراعية، واصلة بذلك إلى مشارف المدينة المدمرة".
ونوه الناشط الميداني، إلى إن فقدان الأراضي الزراعية يعني حرمان المدنيين من المورد الغذائي الذي رافقهم خلال السنوات الماضية، وإن الخطر الأكبر يكمن بحصار النساء والأطفال ومئات العائلات في مساحة جغرافية صغيرة، مما يعني أن برميلاً واحداً كفيل بالقضاء على عدد كبير منهم.
المساحة التي خسرها الثوار لصالح الأسد والميليشيات المساندة له، تبلغ بحسب المصدر اثنين كيلو متر من الجهة الغربية والجنوبية الغربية للمدينة، وإن المورد الزراعي بذلك يكون قد انتهى بشكل كامل، فيما يعاني الأهالي من نقص حاد في المواد الغذائية وكذلك المواد الطبية الأساسية.
وقال أبو الزين "غالبية العائلات المحاصرة داخل المدينة المنكوبة تعيش اليوم داخل الأقبية السكينة خوفاً من البراميل المتفجرة، وصواريخ الفيل المدمرة، فيما تبقى لقمة العيش هي السلاح الأخطر الذي يهدد مصير آلاف المدنيين المحاصرين، والبالغ عددهم سبعة آلاف مدني".