خلف حدود النظر .. المخيمات المنسية في ريف حماة الشرقي
تعتبر مخيمات ريف حماة الشرقي الأسوأ حالاً بين مخيمات الوطن من حيث الخدمات الصحية والتعلمية وكافة مقومات الحياة الأساسية
من مياة صحية وخبز وسلل إغاثية,ليس هذا هذا الحال هو وليد اليوم بل هو استمرار لحالة النسيان والتهميش الذي تتعرض له هذه
المخيمات من قبل معظم المنظمات والمعنيين حسب أهالي المخيمات بالإضافة لعدم تسليط الضوء على معاناتهم من قبل الناشطين
ووسائل الإعلام، فقد نزحت قرى ريف حماة الشرقي المجاورة للقرى الموالية للنظام وحواجز الجيش والشبيحة بسبب
مواقفها المناهضة والمعارضة لنظام الاسد
منذ اكثر من أربعة أعوام في نهاية عام ٢٠١٢ وهذه القرى المهجرة هي:
-قرى منطقة السعن الشمالية والشرقية ومنها:الهرط الشرقي والهرط الغربي وأبو حريج والرهجان وأبو الكسور
وأبو الغرو والقدامسة والزنكاحية وكباسين وسرحا.
-قرى منطقة الصبورة: وتضم الجديدة وطوطح وقبيبات والسميرية وتل أغر وأم خريزة وجب رزيق.
-قرى ناحية الحمراء: دوما والسماقة والحمرا واللالا ورسم الطوال الجنوبي ورسم الطوال الشمالي والبويض وأبو القدور
والرحية والعفيف ووادي جحم.
-قرى منطقة صوران: كوكب والسمرا والفان الشمالي والفان الجنوبي والفان الوسطاني وطيبة الاسم وقراح وخفسين وقبيبات
أبو الندى وعطشان ومعان
وام حارتين والجنينة وراس العين وتل الزعتر والحويجة وقصر المخرم وقصر أبو سمرة والبيرة.
وفي بداية ٢٠١٦ بلغ عدد الأسر النازحة اكثر من ٥٠٠٠ اسرة نازحة، حيث كانت هجرتهم إلى ارض اخوانهم وجيرانهم
في قرى ريف حماة الشرقي المحررة ونذكر بعضها:
جناة الصوارنة ومويلح الصوارنة ومويلح ابن هديب وأبو حية وحوايس ابن هديب وقلعة الحوايس ودلة وقبة
عبلة وأبو خنادق ورسم الحمام
وعنبز واللويبدة وجب العثمان ونجم زهور والبارودية والطرفاوي والعزيزية والملولح و زغبر وام زهمك وابوعجوة والسروج.
يبلغ عدد المخيمات في ريف حماه الشرقي أكثر من 17 مخيم متوزعة في 11 قرية والمخيمات هي عبارة عن خيم متناثرة ومتباعدة
عن بعضها البعض خوفا من القصف العشوائي من قبل الطيران,
تفتقر هذه المخيمات إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية وتعاني من أوضاع إنسانية صعبة جداً حسب دهام العيسى رئيس المجلس
المحلي في ناحية الحمرا بريف حماة الشرقي الذي أكد
أنهم منذ أكثر من عام لم يتلقوا أي دعم من المنظمات ولم يتم تسليط الضوء على معاناتهم من قبل الإعلاميين
فهم في ريف حماة الشرقي شبه منسيين.
أما أم مرهف إحدى النازحات في أحد مخيمات ريف حماة الشرقي نوهت إلى موضوع الخبز الذي يعاني من ارتفاع سعره
كافة النازحين حيث يبلغ سعر الربطة 150 ل س والتي تزن 500 غرام فقط,هذا الأرتفاع
في سعر الخبز وعم وجود دخل للعوائل يضطر أم مرهف أن تخبز على الصاج لتأمين الخبز اليومي لعائلتها فهي مسؤولة
عن عدد من الأطفال قسم منهم أبناء معتقل وآخرين أبناء شهيد,كما أكدت أم مرهف أنهم مهملون من قبل المنظمات
في ظل النقص الشديد بالمواد الغذائية والمياه والخبز مع العلم أن معظم قاطني المخيمات من النساء والأطفال.
أم مازن أكدت على نقص المياه وإرتفاع سعرها وبعد الآبار عنهم حيث يبلغ سعر صهريج المياه 3000 ل س بعد ارتفاع سعر المحروقات,
حيث أن عدد أفراد أسرتها 8 أشخاص وحاجتهم اليومية للمياه يومياً قرابة 3 براميل.
بعض الأسر النازحة لم ترضى بالأمر الواقع ولم تنتظر المنظمات بل سعت للعمل من أجل تأمين مستلزمات الحياة فأم حسين
إمتهنت الخياطة في ظل إرتفاع أسعار كافة المواد حيث أن زوجها عاطل عن العمل
وهي بحاجة 1000 ل س ثمن خبز يومياً إذ يبلغ عدد أفراد عائلتها 15 شخص مما يضطرهم للإستدانة لتلبية مستلزمات العائلة
حتى الألبسة المستعملة أصبحت حلم بالنسبة لهم مع العلم أنهم نازحون من أكثر من 3 أعوام
بالقرب من خيمة أم حسين وضعت عدد من الصناديق التي زرعت فيها الثوم والبصل للتخفيف من أعباء العائلة
في ظل إرتفاع أسعاره.
هذا جزء بسيط من معاناة مخيمات ريف حماة الشرقي التي تعاني النسيان والإهمال في إنتظار من ينظر بعين الرحمة
إلى أخوالهم ويمد لهم العون علّهم يحصلون على جزء من مقومات الحياة الكريمة.