معتقلو حماه .. هم من تبقى من "الثورة" وحفاظنا عليهم هو حفاظ على وجودنا أحياء
---
شبكة شام
بقلم زين مصطفى
---
" ما عاد بدنا حل يا كل السجن يطلع يا مستحيل ..." قد تظن للوهلة الأولى أن لديهم سلاح ودبابات وقوات مساندة و خط امداد مفتوح ولامحدود، بينما الواقع هم عبارة عن معتقلين لا يملكون من الحول و القوة إلا ايمان عميق بأنهم أصحاب حق، و قادرين على مواجهة كل شيء ممكن أن يتخيله عقل، بأجساد عارية و مرهقة من الاعتقال و السجن، و بأرواح منهكة من انتظار الموت البطيء أو الإعدام الميداني أو النسيان في الزنازين.
في اضراب سجن حماه الحالي، تظهر روح الثورة بأجلى صورها و أكثرها وضوحاً، و تعيدنا إلى النشأة الأولى عندما خرجنا عراة الصدور أمام الرصاص والنار، محاطين بالمعتقلات و السجون، وشبح الموت جاثم على كل ذرة هواء أو تراب تلاصق أجسادنا، و رغم ذلك أصرينا و تابعنا و واصلنا.
و يتابع المعتقلين ارسال رسائلهم، و يمدوننا بمزيد من الإصرار لمتابعة المشوار، و فك القيود عن معاصمهم، و خذلانهم اليوم هو خذلان أخير للثورة السورية الطاهرة الأبية، التي عانت و تعاني و ستعاني من الخذلان و النكران و التهميش، و الأهم التلوين بأشنع الأقذار بغية نفيها و مقاتلتها علناً، بعد أن أضناهم القتال الخفي، الذي باء بالفشل طوال السنوات الماضية.
عشرات الصور و التسجيلات و الرسائل الصوتية و المكتوبة التي وجدت طريقاً لها للوصول إلى من هم بالخارج، تستنجد بالجميع علها تجد صوت، لحنجرتهم المجروحة و المخنوقة من شدة الظلم و الظلام الذي عاشوه، دون أن يجدو من يدافع عنهم أو يتمكن من تخفيف سياط واحد من الآلاف التي تنهال عليهم.
بضع رشقات من الصواريخ على خزانات النظام البشرية، كانت كافية اليوم لإيقاف الحملة التي بدأت مساء وانتهت بإصابات وحالات اختناق، لكنها لن تكون الأخير، وفق ما ينقله لنا المعتقلين.
الانتظار و التكلم عن تحرك دولي أو انساني من أي أحد، هو مخاطرة كبيرة، و عبث إضافي بأرواح من هم لو كانوا بالخارج لفدوا السوريين بأرواحهم، فالنار بالنار، و الموت بالموت.
و لعل استخدام مشايخ السلطان كوسيط في هكذا مفاوضات، هو دليل على وجود خطة قذرة يراد تنفيذها، و لذا جاء رد المعتقلين، الذين صعدوا من مطالبهم المحقة، ووصلوا إلى حقهم الكامل بالخروج الجماعي للجميع دون استثناء لأحد، أو يبقون جميعاً يواجهون الموت بلا أي درع أو حماية، و هو درس إضافي يمنحنا إياه المعتقلون في الايثار و التوحد و العمل كيد واحدة، فيما عجزنا و نحن نجلس على وثير الفراش الاتفاق على نسق واحد في المساندة الإعلامية.
---
شبكة شام
بقلم زين مصطفى
---
" ما عاد بدنا حل يا كل السجن يطلع يا مستحيل ..." قد تظن للوهلة الأولى أن لديهم سلاح ودبابات وقوات مساندة و خط امداد مفتوح ولامحدود، بينما الواقع هم عبارة عن معتقلين لا يملكون من الحول و القوة إلا ايمان عميق بأنهم أصحاب حق، و قادرين على مواجهة كل شيء ممكن أن يتخيله عقل، بأجساد عارية و مرهقة من الاعتقال و السجن، و بأرواح منهكة من انتظار الموت البطيء أو الإعدام الميداني أو النسيان في الزنازين.
في اضراب سجن حماه الحالي، تظهر روح الثورة بأجلى صورها و أكثرها وضوحاً، و تعيدنا إلى النشأة الأولى عندما خرجنا عراة الصدور أمام الرصاص والنار، محاطين بالمعتقلات و السجون، وشبح الموت جاثم على كل ذرة هواء أو تراب تلاصق أجسادنا، و رغم ذلك أصرينا و تابعنا و واصلنا.
و يتابع المعتقلين ارسال رسائلهم، و يمدوننا بمزيد من الإصرار لمتابعة المشوار، و فك القيود عن معاصمهم، و خذلانهم اليوم هو خذلان أخير للثورة السورية الطاهرة الأبية، التي عانت و تعاني و ستعاني من الخذلان و النكران و التهميش، و الأهم التلوين بأشنع الأقذار بغية نفيها و مقاتلتها علناً، بعد أن أضناهم القتال الخفي، الذي باء بالفشل طوال السنوات الماضية.
عشرات الصور و التسجيلات و الرسائل الصوتية و المكتوبة التي وجدت طريقاً لها للوصول إلى من هم بالخارج، تستنجد بالجميع علها تجد صوت، لحنجرتهم المجروحة و المخنوقة من شدة الظلم و الظلام الذي عاشوه، دون أن يجدو من يدافع عنهم أو يتمكن من تخفيف سياط واحد من الآلاف التي تنهال عليهم.
بضع رشقات من الصواريخ على خزانات النظام البشرية، كانت كافية اليوم لإيقاف الحملة التي بدأت مساء وانتهت بإصابات وحالات اختناق، لكنها لن تكون الأخير، وفق ما ينقله لنا المعتقلين.
الانتظار و التكلم عن تحرك دولي أو انساني من أي أحد، هو مخاطرة كبيرة، و عبث إضافي بأرواح من هم لو كانوا بالخارج لفدوا السوريين بأرواحهم، فالنار بالنار، و الموت بالموت.
و لعل استخدام مشايخ السلطان كوسيط في هكذا مفاوضات، هو دليل على وجود خطة قذرة يراد تنفيذها، و لذا جاء رد المعتقلين، الذين صعدوا من مطالبهم المحقة، ووصلوا إلى حقهم الكامل بالخروج الجماعي للجميع دون استثناء لأحد، أو يبقون جميعاً يواجهون الموت بلا أي درع أو حماية، و هو درس إضافي يمنحنا إياه المعتقلون في الايثار و التوحد و العمل كيد واحدة، فيما عجزنا و نحن نجلس على وثير الفراش الاتفاق على نسق واحد في المساندة الإعلامية.