الأمم المتحدة تتآمر علينا في الشام واليمن وليبيا / منذر الأسعد
2016-04-21 --- 14/7/1437
المختصر / لو كانت الظروف عادية لأعلنت عن مسابقة عالمية بجميع اللغات الرئيسية،  تخصص لها جائزة كبرى، يستحقها من يستطيع الإتيان بموقف واحد مشرِّف للأمم المتحدة مع أمة الإسلام،  منذ تأسيس هذه المنظمة البائسة قبل 71 سنة، حتى يوم الناس هذا!!

على أن ينال جائزة مماثلة من يشرح للناس بمنطق مقنع، كيف تختار الأمم المتحدة مندوبيها دائماً ممن يتآمرون على المسلمين، حتى لو كان بعضهم ينحدر من عائلات مسلمة؟
ولأن الراكعين في معابد الغرب يمتعضون من أي نقد –مهما كان رفيقاً ورقيقاً وناعماً- يوجهه أي مسلم لحائط مبكاهم الأكبر،  فإنني أبدأ من أحدث مخازي المنظمة الأممية، على يد مبعوثها إلى سوريا ستافان ديمستورا ومبعوثها إلى اليمن   إسماعيل  ولد الشيخ أحمد وعبثه بدماء اليمنيين التي تسيل على مذبح المجوسية الجديدة، فهو يعلم مثلما -نعلم جميعاً- أن الحوثي مجرد صبي غير مميز يأتمر بإملاءات آية الشيطان الأكبر علي خامنئي،  وأن شريكه علي صالح طاغية يسعى إلى الانتقام من شعب ثار عليه وخلعه من عرش الاستبداد والنهب الذي دام ثلث قرن من الزمان.

إسقاط قرار دولي من أجل الحوثي
فقد   اتهمت أوساط يمنية يوم أمس المبعوث الدولي ولد الشيخ بالانقلاب على القرارات الأممية بشأن الأزمة في البلاد.

وكان ولد الشيخ استثنى قرار مجلس الأمن رقم 2216 باعتباره مرجعية المفاوضات المقرر إجراؤها بدولة الكويت،  لأن القرار المذكور يُلزم المليشيات المسلحة بتسليم أسلحتها ومؤسسات الدولة والانسحاب من المدن ابتداءً.
وكان ولد الشيخ أصدر بياناً قال فيه: "إن من المرتقب أن تركز المحادثات على إطار عملي يمهد للعودة إلى مسار سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني" في تجاهل متعمد للمرة الأولى لقرار مجلس الأمن!

وبحسب بعض الأوساط فإن هذا التصريح هو الأخطر في مصير المفاوضات الذي قد يعيد تموضع الحوثيين في المدن دون إلزامهم بترك السلاح.
ولقي البيان انتقادات كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي،  من قبل كثير من المحللين السياسيين والمتتبعين للشأن اليمني،  حيث اعتبر البعض أنه حذف كامل للقرار الأممي من مرجعيات المشاورات.
وبالرغم من الضجة الواسعة التي تبعت بيان ولد الشيخ، فإنه لزم الصمت ولم يعلق على الاتهامات القاسية التي وجهها إليه مثقفون وناشطون يمنيون كثر.

وشارك في انتقاد ولد الشيخ  الكاتب الصحفي الأردني المعروف ياسر الزعاترة بقوله:إن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد يردد فى اليمن ما يردده أتباع إيران فى سوريا.
وأضاف فى تغريدة علي حسابه بموقع تويتر: ولد الشيخ يردد في اليمن ما يردده توابع إيران في سوريا. يقول: "مصير صالح يقرره الشعب اليمني"،  كأن ثورة الشعب الرائعة قامت ضد كاسترو!!.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن،  إسماعيل ولد الشيخ أحمد،  إن مصير الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح سيحدده اليمنيون أنفسهم،  معتبرا أن نجاح مفاوضات الكويت سيتطلب "تسويات صعبة من كل الأطراف".

وأوضح ولد الشيخ للصحفيين عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن إن "موضوع رفع اسم صالح من قائمة عقوبات مجلس الأمن لم يطرح للمناقشة".
وأضاف "لن نناقش هذا الموضوع خلال المحادثات المزمع إجراؤها في الكويت يوم 18 من الشهر الجاري،  إن مصير صالح متروك لليمنيين أنفسهم".
وجدد المبعوث الأممي دعوته إلى جميع الأطراف اليمنية لحضور جلسات محادثات الكويت،  بـ"حسن نية ومرونة،  من أجل التوصل إلى حل سياسي ومَخْرج نهائي للأزمة الحالية"!

الجيش والمخابرات  للنصيرية!!
في الخط الموازي يثابر ديمستورا على تنفيذ مؤامرة نتنياهو على الشعب السوري بضغط أمريكي خفي وروسي علني، لإعادة تأهيل طاغية العصر بشار الأسد مكافأة له على جرائمه الوحشية المستمرة ضد سوريا وشعبها منذ أكثر من خمس سنوات.
فقد تخلى أوباما عن تهريجه السابق حول شرعية بشار المنتهية، وأخذ يردد ما كانت تتشدق به روسيا من البداية، فأصبح الموقف الأمريكي العلني مطابقاً للموقف السري:مصير الأسد يقرره السوريون!! ويعنون بـ"السوريين" النصيرية والنصارى وبقايا المسلمين الباقين في البلد راغمين، فهم مضطرون إلى ادعاء تأييده لأنهم رأوا مصير أبنائهم وإخوانهم الذين جاهروا برفض الخضوع لهمجيته!!

السوريون الذين قتل منهم الطاغية نصف مليون على الأقل، ويعذّب مثل هذا العدد في أقبية خنازيره الحاقدة، وشرّد 13 مليون سوري في الداخل والخارج!!
وأحدث مخازي ديمستورا عرضها في "جنيف 3 "، فقد ذكر  حساب منشق عن حزب الله على موقع تويتر أن خطة المبعوث الدولي  ديمستورا تهدف لبقاء المؤسسات الأمنية بيد الطائفة العلوية.
وأضاف : خطة ديمستورا الفارسية بقاء  الجيش والمخابرات والشرطة والمالية والخارجية بيد النصيرية و مليشيات إيران و حزب الله لتحكم سوريا .

وكانت جولة من المحادثات غير المباشرة بين ممثلين للحكومة السورية والمعارضة انطلقت في جنيف،  والتي قال عنها ديمستورا إن جدول أعمالها يركز على بحث الانتقال السياسي ومبادئ الحكم والدستور. يذكر أن الجولة السابقة انتهت في 24 مارس/ آذار من دون تحقيق أي تقدم حقيقي في سبيل حل النزاع في سوريا.
ورفض وفد المعارضة السورية اقتراحاً نقله ديمستورا ببقاء السفاح بشار الأسد في منصبه خلال المرحلة الانتقالية مع تعيين 3 نواب له تختارهم المعارضة!!

ليون المُعادي للإسلاميين في ليبيا
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد فضحت استخدام ليبيا ساحة حرب بالوكالة ضد الإسلاميين، من خلال المبعوث الأممي برنارد ليون.
وأشار التقرير إلى أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص ووزير الخارجية الإسباني السابق ليون عرضت عليه وظيفة في حزيران/ يونيو هذا الصيف،  كي يعمل مديرا للأكاديمية الدبلوماسية في الإمارات.

ويقول كاتب التقرير: إن وظيفة ليون الجديدة تثير تساؤلات حول حياديته كونه مبعوث سلام يمثل الأمم المتحدة. فبعد خمسة أشهر من تعيينه في دوره وسيطاً في ليبيا أرسل من حسابه الشخصي رسالة إلكترونية مؤرخة في 31 كانون الأول/ ديسمبر عام 2014 إلى وزير الخارجية الإماراتي ،  أخبره فيها أنه بسبب بطء تقدم محادثات السلام تبحث الدول الأوربية والولايات المتحدة عن خطة (ب) مؤتمر سلام كلاسيكي،  وهو بحسب رأيي الشخصي،  أسوأ من الحوار السياسي؛ لأنه يعامل طرفي النزاع على قدم المساواة”.
وينقل التقرير عن محللين قولهم إن الحرب الأهلية الليبية تتغذى من التنافس الخارجي. مشيرين إلى أن مصر والإمارات تستخدمان البلد ساحة حرب ضد الإسلاميين الذين يزعم أنهم يتلقون دعماً من تركيا وقطر.

وتنقل الصحيفة عن ليون قوله لوزير الخارجية الإماراتي: “يمكنني المساعدة والتحكم بالعملية حينما أكون هنا،  وكما تعرف فلا أخطط للبقاء طويلا هنا. وينظر إليَّ على أني متحيز مع مجلس النواب،  ونصحت الولايات المتحدة وبريطانيا بالعمل معك”.
وفي نوفمبر 2015م نشرت مجلة “فورين بوليسي” تقريراً مماثلاً لتقرير الغارديان، أعده الكاتب كولام لينتش عن فضيحة ليون التي أضرت-على حد وصف الكاتب- بسمعة الأمم المتحدة.
وقد عبَّر الأكاديمي الإماراتي ومستشار ولي عهد أبو ظبي  عبد الخالق عبد الله،  عن استيائه من تعيين المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا برناردينو ليون مديراً لمعهد الإمارات الدبلوماسي، واعتبر  أن قرار تعيين “ليون”  بعد مغادرة منصبه بفضيحة سياسية أمر “غير مناسب”.

وأضاف “عبدالله”،  في تغريدة له عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”،  قائلاً:”الدبلوماسي الأجنبي الذي سيتولى منصب مدير معهد الامارات الدبلوماسي براتب 35 ألف دولار شهرياً كان أول طلباته زيادة علاوة سكنه”.

ونقل الأكاديمي الإماراتي في تغريدة أخرى خبرا من صحيفة «الشرق الأوسط» بعنوان: «مبعوث أممي يغادر منصبه بفضيحة سياسية ليتولى منصب مدير معهد الإمارات الدبلوماسي»،  معلقا عليه بقوله: «قلبي يقول إنه شخص غير مناسب».

المشاركة في تجويع السوريين
قبل ثلاثة أسابيع، حذرت هيئات إنسانية سورية من كارثة إنسانية فى جنوب غوطة دمشق في ظل سعي النظام السوري لعزلها عن باقي مدن وبلدات الغوطة.
وكشف آدم الشامي -وهو أحد الإعلاميين في بلدة دير العصافير جنوب الغوطة الشرقية- أن النظام يسعى إلى قطع الطريق الذي يسلكه المدنيون بين بلدتي زبدين ودير العصافير وبين بلدتي كفر بطنا وجسرين وهو الشريان الرئيسي والوحيد بين الغوطة وجنوبها مضيفاً أن الهدف المبطن للنظام يتمثل في السيطرة على السلة الغذائية للمنطقة بمساحة تقدر بخمسة آلاف دونم،  وهي السبب وراء صمود الغوطة الشرقية في الحصار الممتد قرابة ثلاث سنوات.

واتهم محمد غزال -وهو أحد أعضاء المكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية- الأمم المتحدة والهلال الأحمر بالتواطؤ مع النظام مؤكدا أن التواصل معهما قوبل بحجج "غير مقنعة"،  منوها بأن هذا التواطؤ "مسيس" بحسب الجزيرة نت.
وذكر غزال أن إدخال المساعدات الأممية مؤخرا إلى بعض بلدات الغوطة الشرقية جاء بعد الموافقة على شرط للنظام تمثل بإدخال هذه المساعدات إلى مناطق دون غيرها (النظام غير راض عنها)،  منها بلدات جنوب الغوطة،  منتهجا بذلك "سياسة التفرقة وبث الفتنة" على حد وصفه مشيرا إلى أن النظام يدعي موالاة المنطقة له،  داعما روايته بتصريحات بعض أهالي "المرج" الموالين له من "البعثيين والمخاتير" الذين سبق أن نزحوا قبل الحصار إلى دمشق.

وحمل غزال الهيئات والمنظمات الدولية مسؤولية تبعات هذه السياسة و"التواطؤ" لما سيحل بـ45 ألف مدني يقطنون هذه المنطقة،  وبعضهم يقطنون بلدات الغوطة،  بحسب توثيق مكتب الإحصاء المركزي في المكتب الإغاثي الموحد بالغوطة الشرقية.

فلسطين والعراق والبوسنة
هي جراح مزمنة في عذاباتها التي لعبت الأمم المتحدة أدواراً قذرة في صنع مآسيها، ولأنها معروفة للكافة فلا داعي لعرض خلاصة عنها تسيء إلى حجمها وفظاعتها، ويكفي في عجالة كهذه التذكير بخساسة جنود الأمم المتحدة الذين خانوا مسلمي سربرينتسا في البوسنة وأسلموهم إلى الوحوش الصرب فقتلوا 8000 إنسان  مدني أعزل معظمهم من النساء والأطفال!

المصدر: المسلم