وقفات حول الخلافة الإسلامية
الوقفة الثانية : مذاهب العلماء في من تكون عنه الخلافة
21 / 4 / 2016
بقلم : أبو ياسر
================
المذهب الأول :
أن الخلافة تكون عن الله تعالى فيقال في (الخليفة) خليفة الله - وهو ما حكاه الماوردى – لقيام الخليفة بحقوقه تعالى في خلقه ، واحتج لذلك بقوله تعالى ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض )، ولكن جمهور الفقهاء منعوا من ذلك ، محتجين بأنه إنما يَستخلِفُ من يغيب أو من يموت .. وأجاز البغوي ذلك في حق آدم وداود عليهما السلام بشكل خاص ، محتجا بقوله تعالى في آدم :
( إني جاعل في الأرض خليفة ) وبقوله في داود ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) فالبغوي يرى أنه لا يسمى أحد (خليفة الله) بعد آدم وداود . وخالفه الزمخشري فأجاز ذلك في سائر الأنبياء عليهم السلام .
المذهب الثاني :
أن الخلافة تكون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال فيه (خليفة رسول الله) صلى الله عليه وسلم لأنه خلفه في أمته بحراسة الدين وسياسة الدنيا ..
يؤيد هذا القول " أنه قيل لأبي بكر الصديق رضي الله عنه يا (خليفة الله) . فقال : لست بخليفة الله ولكني خليفة رسول الله صلى الله عنه وسلم .
المذهب الثالث :
أن الخلافة قد تكون بمعنى " خلافة اللاحق عن السابق" فيقال : فلان خليفة فلان ، وهكذا واحداً بعد واحد ، حتى ينتهي العد إلى أبي بكر رضي الله عنه ، فيقال فيه (خليفة رسول الله) صلى الله علية وسلم .. فإن أبا بكر لما بويع كانوا يسمونه (خليفة رسول الله) فلما بويع عمر كانوا يدعونه (خليفة خليفة رسول الله) فاستثقلوا ذلك وكرهوا تزايده لأنه سيؤدي إلى التطويل بتتالي الإضافات، فاتفق أنْ دعا بعضُ الصحابة عمرَ بـ (أمير المؤمنين) فاستحسنه عمر واستصوبه ، خصوصا وأنه تذكر أسامة أمير الجيش الذي جهزه النبي ووجهه إلى الشام وكان عمر وأبو بكر تحت إمرته، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم  قبل مسيره ، فأنفذه أبو بكر ، وكان الصحابة في ذلك الجيش يدعون أسامة بـ (أمير المؤمنين ).. فكان عمر بعدها إذا رأى أسامة قال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فيقول أسامة: غفر الله لك يا أمير المؤمنين ، تقول لي هذا .؟ فيقول عمر : لا أزال أدعوك "أمير المؤمنين" ما عشت .. مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت عليَّ أمير هـ
...... يتبع .........