ملك فوق هامات الفقراء
يقول بيير فينو مستشار وزير خارجية فرنسة في منتصف الثلاثينيات عن سلمان مرشد أنه
ملك فوق هامات الفقراء ودجال في زمن بلا أنبياء
فلنتعرّف على هذه الشخصية التي أثارت الجدل ولها أتباع إلى يومنا هذا
وهم المرشديون ..
من هو سلمان مرشد وماله وما عليه ؟؟
يقول المرشديون :
أن سلمان المرشد ولد في قرية جوبة برغال عام 1907 لأب فلاح فقير . وبشّر قومه في جيل 16 سنة أن الله سوف يبعث لهم القائم الموعود (المهدي على ما يبدو) ليملأ الارض عدلاً كما ملئت جوراً (المسيح).
وقد ادعى سلمان بأنه مزوّداً من الله وقد بدأ يتكلم وهو في سن ال16 سنة
حقائق لايعلمها على هذه الصور البديعة حتى مشائخ القوم وبشرهم
بقرب قيام وعد الأله القديم
ويتداول المرشديون قدرة سلمان على تفجير الماء من الصخر أو من بين اصابعه مثل موسى عليه السلام ..والكثير من المنقولات عن فلتاته التي لايمكن تفسيرها ..
نادى سلمان بتوحيد بنو غسان وهم المهالبة والدراوسة
وخلال 3 أشهر دان له بني غسان في حمص واللاذقية وتوافدوا عليه في قريته وسمّي يوم التوافد أو الاحتفال بالرب ويتم الاحتفال به سنوياً في 12 تموز وهو العيد الوحيد عند المرشدية . ويقولون أن الغسانيين قبله لم يكونوا يعرفون بعضهم البعض الى أن وحّدهم سلمان
يعلم المرشديون أطفالهم الكره للمسلمين السنة باعتبارهم اقطاعيون كانوا يستغلون فلاحيهم ..وأن العلويين النصيريين حاولوا النيل من دعوة إمامهم بشتى الوسائل ..ويؤكّدون أن سلمان نفي إلى الرقة فتولّت زوجته أم فاتح إدارة شؤون الطائفة إلى أن عاد بعد من هجرته الى لبنان ..
يؤكّدون أن إمامهم سلمان لم يك من بين الموقعين على وثيقة الاسترحام لفرنسة التي أرسلها النصيريون عام 1938 عبر شيوخهم وكبائرهم ومنهم علي الوحش (الأسد فيما بعد وهو جد بشارالمجرم ) بل كان سلمان مع قادة الاحزاب الوطنية وتعهد بالمحافظة على وحدة سوريا.
وإذا سألتهم ماهي المرشدية ؟ يقولون :
هي منهج إصلاحي أخلاقي ديني
تعنَى بسلامةِ السريرة وطهارتها لا بقوانين الإدارة، هذا المنهج تَأسَّسَ في 12 تموز 1923م، وأُعْـلِـنَ بتاريخ 25 آب 1951م؛
تدعو الحركةُ المرشدية إلى التزام الأخلاق للفوز برحمة الله الواحد ورضوانه وإلى تحقيقِ الأصالة الإنسانية بُغيةَ الارتقاء إلى الكمال.
وأن كل الاديان مقبولة عند الله ويدعون الى مساواة المرأة وتعتنق الدين
المرشدي وليسوا مثل النصيريين بل يعطون المرأة ميراثها ولايطردونها من الدين ..ويؤكّد المرشديون بأنهم لاينتمون الى النصيريين العلويين بل هم شعب مستقل بحد ذاتهم ولكنهم يعتقدون أن أجدادهم ربما كانوا مسيحيين
ويستدلون على ذلك .. تشابه لهجاتهم وعاداتهم وفلوكلورهم مع جيرانهم النصارى ..
في العام الموالي 1946 توجهت قوة عسكرية الى قريته, ويزعم المرشديون أن نيتها كان اعتقال سلمان,( فيما تزعم أكثر الروايات أن قوة الحكومة قدمت استجابة لدعوة غداء موجهة من قبل سلمان للحكومة فتم الغدر بهم )- ويقولون أن أم فاتح (زوجة سلمان) أمرت جنودها باطلاق النار عليهم, وبعدها اطلق سلمان النار عليها فقتلها, ومنهم من يقول أنه أطلق النار عليها لأنها أخطات بإعطائها أمر إطلاق النار على القوة العسكرية كما ادعى سلمان نفسه في المحكمة, الى قائل مثل أبناءه أنه قال هذا في المحكمة كي لا يستفز الحكومة, وأنه قتلها كي لا تقع أسيره بين يدي الحكومة وخصوصا ان هناك مئات الدعوات القضائية ضدها. وتم نفي باقي عائلته الى دير الزور أو سجنهم.ويطلق المرشديون على هذه المرحلة
المحنة الكبرى في الدعوة ..
يؤكّد المرشديون أن إمامهم سلمان كان مكروهاً من الانجليز والفرنسيين
وعملاؤهم الاقطاعيين الذي شقّوا صف العشيرة بتنصيب حسن عبود كمنافس لسلمان وكانوا يجبرون الناس على مبايعته بأن يجعلون المرء يقسم في قبر أحد المشائخ
بالولاء وإن لم يفعل يتكّل به ويسرق بيته
وحسن عبود هذا كان حوّاط عند الفرنسيين أي أنه من كان يدور على الخرب والمزروعات وابصال البلاغات إلى المواطنين ..
وقد قامت الأسر الاقطاعية بتسليح رجال قريته جوبة برغال للانقضاض عليه ولكن جاءه المدد من القرى المجاورة فنم اصابة اثنين منهم وكانوا عشرين رجلاً (طبعاً نحن نتحدث عن قرى لايسكنها الا العشرات وخصوم المرشديين من أهل الجوبة يقولون أن سلمان ورجاله قاموا بتهجير من اشتكى من تسلطه وفرضه الضريبة تحت اسم الفداي أو صندوق العشيرة )
ويؤكّد المرشديون أن أم فاتح زوجة سلمان الثانية واسمها هلالة هي من كان يحكم العشيرة وهي من قاد المعارك الأخيرة مع مساعدها علي السلمان وأن رجاله لايعلّم بهم الرصاص
ودائماً يصوّر المرشديون أن سلمان كان معرضاً دوماً لمكائد الاقطاعيين والفرنسيين والانجليز ولكن المتتبع سيعلم أنه من السهل جداً اغتياله منذ البداية ولكن .....
ويعترف المرشديون أن سلمان مرشد تم اصدار حوالي ألفي مذكرة توقيف ويعزونها الى المكائد والكراهية التي كنها خصومه له ..ولكنهم يفتخرون أن سلمان نقل الثقل السياسي وقراراته من المدينة الى الجبل ..
يقولون ان سليمان علي الوحش والد السفاح حافظ كان الوحيد الذي لم يرضى ارسال الرجال لمساندة درك الحكومة ضد سلمان وزوجته ورجالهما
وقد قام سلمان بتسليم نفسه رأفة بعشيرته ولكنه قتل زوجته ام فاتح (هلالة ) ويرجحون أنها قالت له ( سلمان اقتلني أحسن ماياخدوني هنّي)فقتلها ..
هذا المشهد التضحوي والبطولي يرويه المرشديون الى يومنا هذا ويستذكرون حنان وعطف هلالة على اولاد ضرائرة الثلاث وتطعيمها فقؤاء القرية ورعايتها لهم .لذلك يلقبونها بأم الشعب ..
وبذكر المرشديون أن القاضي الذي كان يحاكم امامهم سلمان سأله :
هل تقول عن نفسك رب ..اكتفى سلمان بقوله أنتم تقولون ذلك
يعتبر مجيب المرشد (1930 - 1952) المؤسس الحقيقي للمرشدية. فبينما اكتفى سلمان المرشد بإصلاحات عقائدية اجتماعية ضمن الطائفة. فإن مجيب قام بطرح المرشدية كدين جديد متمايز إلى حد كبير عن الطائفة العلوية. طرح مجيب صلاة جديدة وأطر فكرية مختلفة نسبياً عن العلوية، ووضع نظام أخلاقي صارم
إذ أرسل الشيشكلي قائد شرطته العسكرية عبد الحق شحادة ليقوم بتصفيته (27/11/1952)، ثم إخفاء جثمانه حيث يعتقد المرشديون أن جثمانه قد اختفى بمعجزة. بعد تصفيته استلم قيادة الطائفة أخيه ساجي المرشد (1931 - 1998) الذي يعتبر الزعيم والإمام للمرشدية.
استلم ساجي زمام القيادة حتى موته عام 1988. وابتدا عهده بفترة "العذاب" (1952 - 1963 وهي سنة استلام البعث السلطة), ومن ثم انتهت الملاحقة نهائيا عام 1970 عند استلام حافظ الجحش الحكم, فولاهم في شتى المناصب العسكرية والمرافق المدنية, علما ان امر منعهم من دخول الجيش الغي عام 1965.
وعلى ذلك يكون مجيب هو صاحب النور (الدين المرشدي), وساجي هو من شرح النور للناس.
انتهى
غالب ماكتبته عن رواية المرشديين مأخوذ من كتاب
لمحات من المرشدية لابن سلمان مرشد وهو نور المضيء, وهو رجل اعمال لا يملك صفة دينية مرشدية الا انه بحكم مرافقته لأبيه وأخوته اطلع على الكثير من دينهم. الكتاب دعائي ويحتوي تناقضات واضحة (معركتين من دون قتلى!!) وتقية (نفى ان تكون المرشدية دينا في بداية الكتاب, وصرّح بها في نهايته). وتأويلات وتفسيرات وعلم بالنوايا .
وشهادان لأناس وخصوصاً محمد الفاتح ووصف الكثير من الصحفيين والمذهولين بسلمان على حد زعمه بالنبي
انتهى
طبعاً بحسب قراءتي فإن ساجي عيّن بين 1963- 1970 4 مستلمين (أي رسل) كحلقة وصل بينه وبين أتباعه, الا أن جميع هؤلاء خانوا الأمانة وأخذوا بتوجيه جميع من يذهب لساجي للامتناع عن انتقادهم أمامه وتصوير الوضع على أنه وردي, قائلين لهم أنه من الأفضل لهم التعامل معهم (أي مع المستلمين) لا مع ساجي لأنهم يعرفون الحالة أكثر منه. وان استفسر أحد المرشديين عن خطئ أحد المستلمين أجابوه بأن تصرفاتهم تخضع لحكمة فائقة لا يدركها أي انسان. كما وقاموا بتحريم التعليم, ومنع الغناء الخ. فقام ساجي بطردهم وتم الاعتداء عليهم بالضرب.
وهذا اعلاه توضح تمام التوضيح البيئة الشفاهية والارتجالية في نص النصوص والشرائع وحكايات الغدر والحقد والكراهية وأثرها على التشكل السياسي, فلو كان ساجي أضعف قليلا, لانشطرت المرشدية الى 4 فرق في يوم وليلة, وخصوصا لتلازم المرجعية السياسية والدينية في كل شخص من المستلمين ال 4, كما هو حال انشقاق العلويين عن الشيعة
لي عودة للتوسع في الرد على مايقوله المرشديون وبنسبونه
وسأورد شهادات وتصريحات تنسف الكثير من المثالية التي يصف المرشديون سلمان مرشد اليونس بها ..
إله المرشديين يأكل ويشرب ويخرج للخلاء ومازال أتباعه يعبدونه مع أولاده