رسالة مفتوحة من معاذ الخطيب إلى الرئيس فلاديمير بوتين :
=======================
مقدمة :
بقلم : أبو ياسر السوري
كان الخطيب في هذه الرسالة التي وجهها إلى بوتين ، شفافا لأبعد الحدود ...
وكان رد بوتن عليها ، قمة في الإجرام .. فقد قام بإرسال المزيد من طيرانه الحربي وبارجاته البحرية ، وخبرائه العسكريين ، بل وأرسل بحسب مصادر غربية 4000 عسكري . ولا ندري إن كان يريد يخوض في سوريا حربا برية ، ويلقى فيها خسارة ثالثة على غرار خسائره في أفغانستان والشيشان ..
وقد استعرضت التعليقات التي كتبت على رسالة الخطيب ، فكان هنالك من أيده وأثنى عليه ، ومنهم من ذمه وبالغ في نقده ..
ونحن ننشر رسالته هذه لأنها في نظرنا تلخص وجهة النظر السورية أحسن تلخيص ، وتتعرض بالتفنيد لكل الحيثيات التي يتمسك بها الروس في تدخلهم المنحاز لرئيس النظام السوري ضد المعارضة .. والرسالة يمكن اعتبارها شاهد إدانة ضد بوتين ، الإجرامي المافيوي ، الذي يصر على بقاء الأسد ، ولو أدى موقفه هذا إلى خراب بلد يقطنه 23 مليون سوري ..
:::::
قال معاذ الخطيب في رسالته :
===========
كانت هناك رغبة بكتابة هذه الرسالة لكم في ظروف أفضل ، ولكننا نعتقد أنه بعمل إنساني وأخلاقي يمكن أن نجعل الحياة كلها أفضل.
نحس كسوريين بآلام لا تنتهي ، ونحن نرى أن 12 مشفى ومئات المدنيين قتلوا من دون أي ذنب بسبب القصف الروسي في كل أنحاء سورية، وآخرهم شهداء مجازر دوما المروعة يوم الجمعة والتي قتل فيها كثيرون من أقربائنا ومنهم الطفلة البريئة : لُجين المدور.
من الواضح أنه تُنقل لكم صورة غير دقيقة عما يجري في سورية ، فهناك استهداف واضح للعديد من مجموعات الثوار الوطنيين من الجيش الحر ، وتم توثيق استشهاد المئات من المدنيين نتيجة القصف الروسي.
من خلال لقاءات سابقة مع السيد لافروف والسيد بوغدانوف والسفير أحمد نور سنلخص لكم الموضوع ضمن النقاط التالية :
1 - إن فكرة أن المحافظة على رئيس النظام سوف تمنع النظام من الانهيار غير صحيحة ، فالفساد الطويل أدى إلى ذوبان خطير في كل مفاصل الدولة ، والقول بأن التغيير المفاجىء سوف يسبب انهيار النظام ، يستدعي منا البحث عن حل لهذا الموضوع ، وهو تسليم رئيس النظام لكامل صلاحياته إلى هيئة انتقالية مؤقتة أولية شريطة أن يُعلن عن موعد محدد لرحيله ، ومن دون ذلك الموعد فكل التحركات السياسية والمؤتمرات سيفهم منها شعبنا أنها نوع من الاحتيال لتمكين عصابة الدم من البقاء في السلطة وقتل الشعب مرة ثانية.
2 - لقد اختبر شعبنا هذا النظام لأكثر من خمسين عاماً ، لذا فالقول أن انتخابات عامة قد تحل المشكلة مجرد وهم ، فلا يوجد ثقةٌ بنظام هجّر نصف شعبه وقتل الكثيرين منهم ، والحديث عن أن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره هو التفاف آخر علينا فنحن من هذا الشعب ولا نريد هذا النظام ، و نرى أن التدخل الإيراني ثم الروسي هما اللذان يُبقيانه، وإرادة معظم الشعب السوري واضحة تماماً ودفع ثمنها غالياً.
3 - إن مكافحة الإرهاب سوف تنجح في حالة واحدة وهي سير الموضوع مع العملية السياسية في نفس الوقت ، وإلا فإن كل التحركات العسكرية ستؤدي إلى شيء واحد هو انضمام الكثيرين إلى القوى المتشددة بحثاً عن الحماية والقوة.
4 - الاعتقاد أن القصف الجوي والهجوم الأرضي والضغط الدولي سوف يؤدي إلى إيقاف التطرف هو وهم كبير ، فالخزان البشري للمقاتلين المتطرفين أكبر مما يتصوره أي أحد ، والحل هو في رحيل رأس النظام وتفاهم الحكومة السورية مع القوى السياسية لإيجاد مصالحة وطنية والتكاتف من أجل الوقوف في وجه القوى المتطرفة.
5 - إن اختلاف قوى المعارضة ليس مبرراً لقتل معارضي النظام ، فكل من في المعارضة متفقون على وحدة سورية أرضاً وشعباً ، وحريصون على استقلال القرار السياسي السوري ، ونريد المحافظة على النسيج الاجتماعي السوري الفريد ، ونحن نرفض التطرف بكل أشكاله ، ويمكننا العمل على هذه المحاور لإنقاذ سورية مهما اختلفت أطراف المعارضة ، وهدفنا هو نيل السوريين لحريتهم وإنقاذهم من النظام المتوحش الذي حكمهم بالحديد والنار ، وتأتي إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية من أهم الخطوات في هذا الطريق.
6 - نفهم خشية الجانب الروسي من تحول سورية إلى كيان معادٍ له ، ونقول بصراحة أن مساعدة الشعب السوري في الخلاص من الظلم هي التي ستظهر الجهات الحريصة عليه ، وطالما كنا ومن قبل وجود النظام من دول عدم الانحياز التي لا تقبل وصاية أحد وتريد بناء علاقات متوازنة وإيجابية مع الجميع.
7 - نعتقد أن الفكر أقوى من السلاح وأن الحروب هي من طفولات العقل البشري ، وقد تكون ضرورية في بعض الأوقات ولكنها ليست بحال من أساسيات الحياة ، ونحن نحذر في حال حصول تفاهمات دولية على حساب حرية الشعب السوري ، من اتساع نطاق المواجهات العسكرية ، والتي ستصبح ثقباً أسود شديد الخطورة يستنزف كل الدول التي لها علاقة بالموضوع السوري.
8 - إن الخشية من وجود فراغ قيادي لا مبرر له وخصوصاً على الصعيد العسكري والأمني ، فآلاف الضباط المنشقين مستعدون للتفاهم مع زملائهم في أجهزة الحكومة المختلفة (في حال وجود موعد محدد لرحيل رأس النظام) وهؤلاء الضباط إضافة إلى آلاف المنشقين في كل الحقول الأخرى ليس لهم إلا توجه واحد وهو إنقاذ سورية والمحافظة على استقلالها.
9 - إن كل المؤتمرات واللقاءات حول سورية لاتعني لنا شيئاً مهما كان عدد الدول التي تحضرها عندما تتجاهل السوريين أنفسهم ( سواء من قوى المعارضة والثورة أو من ممثلي الحكومة) ولا يمكننا قبول توجه لا يحترم آلامنا ومن أهمها إطلاق سراح المعتقلين ، والبحث في رجوع آمن للمهجرين.
10 - إن أي خطوة تفاوضية تتفهم ماسبق بيانه قد توفر الكثير من الدماء والخراب ، و يمكن اللقاء مع اي أطراف تهمها مصلحة سورية حتى لوكانت من داخل النظام مع مراعاة جانب إنساني أساسي وهو إطلاق سراح النساء والأطفال كبادرة حسن نية.
11 - نطالب وبشكل حازم بأن تقوم جمهورية روسية الاتحادية بايقاف قصفها للأبرياء ، والتعاون مع الدول المعنية ضمن خطوات واضحة لانقاذ الشعب السوري من توحش النظام ومن تطرف المجموعات المتشددة التي تتقاطع مع النظام في نقاط عديدة.
– وختاماً : فإننا سنبقى نعمل حتى يسود العدل والحرية والسلام ، ويتم احترام أغلى ما في الحياة وهو الإنسان.
أحمد معاذ الخطيب
رئيس حركة سورية الأم
١ نوفمبر ٢٠١٥
=======================
مقدمة :
بقلم : أبو ياسر السوري
كان الخطيب في هذه الرسالة التي وجهها إلى بوتين ، شفافا لأبعد الحدود ...
وكان رد بوتن عليها ، قمة في الإجرام .. فقد قام بإرسال المزيد من طيرانه الحربي وبارجاته البحرية ، وخبرائه العسكريين ، بل وأرسل بحسب مصادر غربية 4000 عسكري . ولا ندري إن كان يريد يخوض في سوريا حربا برية ، ويلقى فيها خسارة ثالثة على غرار خسائره في أفغانستان والشيشان ..
وقد استعرضت التعليقات التي كتبت على رسالة الخطيب ، فكان هنالك من أيده وأثنى عليه ، ومنهم من ذمه وبالغ في نقده ..
ونحن ننشر رسالته هذه لأنها في نظرنا تلخص وجهة النظر السورية أحسن تلخيص ، وتتعرض بالتفنيد لكل الحيثيات التي يتمسك بها الروس في تدخلهم المنحاز لرئيس النظام السوري ضد المعارضة .. والرسالة يمكن اعتبارها شاهد إدانة ضد بوتين ، الإجرامي المافيوي ، الذي يصر على بقاء الأسد ، ولو أدى موقفه هذا إلى خراب بلد يقطنه 23 مليون سوري ..
:::::
قال معاذ الخطيب في رسالته :
===========
كانت هناك رغبة بكتابة هذه الرسالة لكم في ظروف أفضل ، ولكننا نعتقد أنه بعمل إنساني وأخلاقي يمكن أن نجعل الحياة كلها أفضل.
نحس كسوريين بآلام لا تنتهي ، ونحن نرى أن 12 مشفى ومئات المدنيين قتلوا من دون أي ذنب بسبب القصف الروسي في كل أنحاء سورية، وآخرهم شهداء مجازر دوما المروعة يوم الجمعة والتي قتل فيها كثيرون من أقربائنا ومنهم الطفلة البريئة : لُجين المدور.
من الواضح أنه تُنقل لكم صورة غير دقيقة عما يجري في سورية ، فهناك استهداف واضح للعديد من مجموعات الثوار الوطنيين من الجيش الحر ، وتم توثيق استشهاد المئات من المدنيين نتيجة القصف الروسي.
من خلال لقاءات سابقة مع السيد لافروف والسيد بوغدانوف والسفير أحمد نور سنلخص لكم الموضوع ضمن النقاط التالية :
1 - إن فكرة أن المحافظة على رئيس النظام سوف تمنع النظام من الانهيار غير صحيحة ، فالفساد الطويل أدى إلى ذوبان خطير في كل مفاصل الدولة ، والقول بأن التغيير المفاجىء سوف يسبب انهيار النظام ، يستدعي منا البحث عن حل لهذا الموضوع ، وهو تسليم رئيس النظام لكامل صلاحياته إلى هيئة انتقالية مؤقتة أولية شريطة أن يُعلن عن موعد محدد لرحيله ، ومن دون ذلك الموعد فكل التحركات السياسية والمؤتمرات سيفهم منها شعبنا أنها نوع من الاحتيال لتمكين عصابة الدم من البقاء في السلطة وقتل الشعب مرة ثانية.
2 - لقد اختبر شعبنا هذا النظام لأكثر من خمسين عاماً ، لذا فالقول أن انتخابات عامة قد تحل المشكلة مجرد وهم ، فلا يوجد ثقةٌ بنظام هجّر نصف شعبه وقتل الكثيرين منهم ، والحديث عن أن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره هو التفاف آخر علينا فنحن من هذا الشعب ولا نريد هذا النظام ، و نرى أن التدخل الإيراني ثم الروسي هما اللذان يُبقيانه، وإرادة معظم الشعب السوري واضحة تماماً ودفع ثمنها غالياً.
3 - إن مكافحة الإرهاب سوف تنجح في حالة واحدة وهي سير الموضوع مع العملية السياسية في نفس الوقت ، وإلا فإن كل التحركات العسكرية ستؤدي إلى شيء واحد هو انضمام الكثيرين إلى القوى المتشددة بحثاً عن الحماية والقوة.
4 - الاعتقاد أن القصف الجوي والهجوم الأرضي والضغط الدولي سوف يؤدي إلى إيقاف التطرف هو وهم كبير ، فالخزان البشري للمقاتلين المتطرفين أكبر مما يتصوره أي أحد ، والحل هو في رحيل رأس النظام وتفاهم الحكومة السورية مع القوى السياسية لإيجاد مصالحة وطنية والتكاتف من أجل الوقوف في وجه القوى المتطرفة.
5 - إن اختلاف قوى المعارضة ليس مبرراً لقتل معارضي النظام ، فكل من في المعارضة متفقون على وحدة سورية أرضاً وشعباً ، وحريصون على استقلال القرار السياسي السوري ، ونريد المحافظة على النسيج الاجتماعي السوري الفريد ، ونحن نرفض التطرف بكل أشكاله ، ويمكننا العمل على هذه المحاور لإنقاذ سورية مهما اختلفت أطراف المعارضة ، وهدفنا هو نيل السوريين لحريتهم وإنقاذهم من النظام المتوحش الذي حكمهم بالحديد والنار ، وتأتي إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية من أهم الخطوات في هذا الطريق.
6 - نفهم خشية الجانب الروسي من تحول سورية إلى كيان معادٍ له ، ونقول بصراحة أن مساعدة الشعب السوري في الخلاص من الظلم هي التي ستظهر الجهات الحريصة عليه ، وطالما كنا ومن قبل وجود النظام من دول عدم الانحياز التي لا تقبل وصاية أحد وتريد بناء علاقات متوازنة وإيجابية مع الجميع.
7 - نعتقد أن الفكر أقوى من السلاح وأن الحروب هي من طفولات العقل البشري ، وقد تكون ضرورية في بعض الأوقات ولكنها ليست بحال من أساسيات الحياة ، ونحن نحذر في حال حصول تفاهمات دولية على حساب حرية الشعب السوري ، من اتساع نطاق المواجهات العسكرية ، والتي ستصبح ثقباً أسود شديد الخطورة يستنزف كل الدول التي لها علاقة بالموضوع السوري.
8 - إن الخشية من وجود فراغ قيادي لا مبرر له وخصوصاً على الصعيد العسكري والأمني ، فآلاف الضباط المنشقين مستعدون للتفاهم مع زملائهم في أجهزة الحكومة المختلفة (في حال وجود موعد محدد لرحيل رأس النظام) وهؤلاء الضباط إضافة إلى آلاف المنشقين في كل الحقول الأخرى ليس لهم إلا توجه واحد وهو إنقاذ سورية والمحافظة على استقلالها.
9 - إن كل المؤتمرات واللقاءات حول سورية لاتعني لنا شيئاً مهما كان عدد الدول التي تحضرها عندما تتجاهل السوريين أنفسهم ( سواء من قوى المعارضة والثورة أو من ممثلي الحكومة) ولا يمكننا قبول توجه لا يحترم آلامنا ومن أهمها إطلاق سراح المعتقلين ، والبحث في رجوع آمن للمهجرين.
10 - إن أي خطوة تفاوضية تتفهم ماسبق بيانه قد توفر الكثير من الدماء والخراب ، و يمكن اللقاء مع اي أطراف تهمها مصلحة سورية حتى لوكانت من داخل النظام مع مراعاة جانب إنساني أساسي وهو إطلاق سراح النساء والأطفال كبادرة حسن نية.
11 - نطالب وبشكل حازم بأن تقوم جمهورية روسية الاتحادية بايقاف قصفها للأبرياء ، والتعاون مع الدول المعنية ضمن خطوات واضحة لانقاذ الشعب السوري من توحش النظام ومن تطرف المجموعات المتشددة التي تتقاطع مع النظام في نقاط عديدة.
– وختاماً : فإننا سنبقى نعمل حتى يسود العدل والحرية والسلام ، ويتم احترام أغلى ما في الحياة وهو الإنسان.
أحمد معاذ الخطيب
رئيس حركة سورية الأم
١ نوفمبر ٢٠١٥