سكوتنا الطويل في الماضي هو الذي جرعنا العلقم :
30 / 7 / 2015
أبو ياسر السوري
===========
إن الانحراف اليسير من أحد الخطين عن الآخر ، يبدأ بزاوية صغيرة .. لا تزال تتسع ، وتتسع إلى أن يصبح الانفراج بينهما مئات الكيلو مترات .. وكذلك الشأن في كل انحراف اجتماعي . فإنه يبدأ صغيرا وينتهي إلى حالة يتسع فيها الخرق على الراقع ، وتوشك أن تستعصي على الإصلاح ..
وهذا ما حصل بالفعل في سوريا . حين أبت فرنسا قبل جلائها عن بلادنا عام 1946 ، إلا أن ترسم للسوريين خطا منحرفا يكون مآله استئثار إحدى الأقليات بالسلطة المطلقة وهي لا تتجاوز الـ 6% ، في بلد يضم عددا من الأقليات ، إلى جانب أكثرية سنية تقدر بـ 85 % من مجموع السكان .
وقد تمثل خط الانحراف هذا ، بإسناد مؤسستي الجيش والأمن إلى الطائفة العلوية ، تمهيدا لتمكينها من الاستئثار بالسلطة في سوريا آخر الأمر .. وهذا ما كان ..
فقد سنت فرنسا للسوريين سنة الانقلابات العسكرية ، فبدأت بتحريض حسني الزعيم وهو من أقلية كردية ، حتى قام بانقلاب مكنه من الجلوس على كرسي الرئاسة في سوريا .. ثم كان انقلاب الحناوي الذي أطاح به .. ثم تلاهما انقلاب الشيشكلي الذي استلم الرئاسة كذلك وهو من الأقلية الكردية أيضا ..ولم تكن هذه الانقلابات سوى ممهدات للانقلاب الذي سوف يمكن العلوية من الإمساك بزمام السلطة في البلاد ، وقد كان ذلك في انقلاب 8 / آذار / 1963 الذي سماه الانقلابيون فيما بعد بثورة الثامن من آذار . لأنهم يعلمون أنه انقلاب ، يجسد ثورة طائفية علوية على أهل السنة في سوريا . ففي اليوم الأول من هذا الانقلاب المشؤوم تحول الحكم في سوريا إلى أيدي العلويين .. وأول ملامح هذا التحول ، أنه في اليوم الثاني للانقلاب تم تسريح 500 ضابط سني ، وسيق أغلبهم إلى التحقيق وإلى المعتقلات وتمت تصفيتهم جسديا هناك على فترات دون أن يعلن عن ذلك ..
ولو ثرنا - نحن السوريين - على التجاوزات التي رافقت انقلاب 8 / آذار / 63 لما كلفنا إسقاط ذلك الانقلاب الطائفي سوى عدد يسير من الشهداء ، قد لا يتجاوز يومها عدد أصابع اليدين على أكبر تقدير .. ولكننا آثرنا السكوت والسلامة ..
حتى جاءت الحركة التصحيحية ، فزادت الأمر تعقيدا ، ولو عارضنا تلك الحركة التخريبية ، لما استطاع المقبور حافظ أسد أن يستبد بحكم سوريا فيما بعد ، ولما كلفتنا معارضته أكثر من 100 شهيد ، ثم نرمي به وبحركته الغادرة إلى الجحيم .. ولكننا لم نفعل ، وآثرنا السكوت أيضا ..
ثم قام المقبور حافظ الأسد بتغيير الدستور ، فجعل كل الصلاحيات في يده ، ولو قامت ثورة ضده عند إقدامه على تغيير الدستور لسقط هو ودستوره دون خسائر تذكر ..
وأخيرا لو قامت ثورة بعد موت المقبور حافظ الأسد لمنع التوريث لما كانت كل هذه المجازر التي ذهبت بحياة مئات الآلاف من السوريين خلال خمس سنوات ..
إن سكوتنا المتكرر فيما مضى ، هو الذي جلب لنا هذه الأعاصير . وهو الذي ألزمنا بدفع هذا الكمِّ الهائل من الدماء والأشلاء ..
الثورة يا سادة دفعت ضريبة التغيير بدماء شهدائها .. وقد نجحت الآن .. والنظام يترنح قبيل السقوط في الهاوية .. ولم يبق سوى الإعلان عن لحظة سقوطه المؤكد .. ولهذا نشطت الأوساط الدولية ، لتفريغ ثورتنا من مكتسباتها . وتعالت الأصوات بالدعوة إلى حل ينقذ العميل النصيري الصهيوني المجوسي ، ويكافئه بتقسيم سوريا . ومنحه دولة نصيرية ، تعفيه من كل مسؤولية حيال جرائمه التي ارتكبها خلال السنوات الخمس الماضية ..
ولكن مجاهدينا وقفوا لهم بالمرصاد ، وردوا على دعاة التقسيم بتحرير إدلب وسهل الغاب والتقدم نحو جبل الإجرام النصيري بخطى ثابتة .. وبضربات ثوارنا في حوران ،. وفي القلمون .. وفي حلب وريفها .. حتى أيأسوا النظام وأنصاره من تحقيق ما كانوا يبيتون له .. فرجع هؤلاء العرابون الغربيون إلى العزف على وتر " مؤتمر جنيف " من جديد ... فلنقل لهم : " نعم نحن مع مؤتمر جنيف ، إن كان يرمي بالأسد ونظامه وأمنه وعسكره خارج السلطة ، ويجردهم من الحصانة ، ويقدمهم للمحاكمة في لاهاي .. نحن مع مؤتمر جنيف إن كان ينصف الشعب الذي شرد أبناؤه وهجروا وتعرضوا للتعذيب حتى الموت ، حرقا وهدما وغرقا وجوعا .. نحن مع مؤتمر جنيف إن لم يكن طرفا في المؤامرة على تقسيم سوريا بين محتلين مرفوضين من السوريين ، الأسد وداعش ..
(لا) لمنح الأسد دولة علوية تقتل السوريين بسيف الطائفية .. و(لا) لمنح داعش دولة تقتل السوريين بسيف إسلام مزيف . و(نعم) لمواصلة القتال في الساحل ودمشق وحمص والقلمون .. و(نعم ) لقطع الطريق على قيام الدويلة العلوية التي يخطط لها المتآمرون . وليكن شعارنا " الله أكبر وسوريا لأبنائها الأحرار .. وليست لبشار ، ولا للمتآمرين معه من الأشرار " .. " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الخميس أغسطس 13, 2015 12:02 am عدل 1 مرات
30 / 7 / 2015
أبو ياسر السوري
===========
إن الانحراف اليسير من أحد الخطين عن الآخر ، يبدأ بزاوية صغيرة .. لا تزال تتسع ، وتتسع إلى أن يصبح الانفراج بينهما مئات الكيلو مترات .. وكذلك الشأن في كل انحراف اجتماعي . فإنه يبدأ صغيرا وينتهي إلى حالة يتسع فيها الخرق على الراقع ، وتوشك أن تستعصي على الإصلاح ..
وهذا ما حصل بالفعل في سوريا . حين أبت فرنسا قبل جلائها عن بلادنا عام 1946 ، إلا أن ترسم للسوريين خطا منحرفا يكون مآله استئثار إحدى الأقليات بالسلطة المطلقة وهي لا تتجاوز الـ 6% ، في بلد يضم عددا من الأقليات ، إلى جانب أكثرية سنية تقدر بـ 85 % من مجموع السكان .
وقد تمثل خط الانحراف هذا ، بإسناد مؤسستي الجيش والأمن إلى الطائفة العلوية ، تمهيدا لتمكينها من الاستئثار بالسلطة في سوريا آخر الأمر .. وهذا ما كان ..
فقد سنت فرنسا للسوريين سنة الانقلابات العسكرية ، فبدأت بتحريض حسني الزعيم وهو من أقلية كردية ، حتى قام بانقلاب مكنه من الجلوس على كرسي الرئاسة في سوريا .. ثم كان انقلاب الحناوي الذي أطاح به .. ثم تلاهما انقلاب الشيشكلي الذي استلم الرئاسة كذلك وهو من الأقلية الكردية أيضا ..ولم تكن هذه الانقلابات سوى ممهدات للانقلاب الذي سوف يمكن العلوية من الإمساك بزمام السلطة في البلاد ، وقد كان ذلك في انقلاب 8 / آذار / 1963 الذي سماه الانقلابيون فيما بعد بثورة الثامن من آذار . لأنهم يعلمون أنه انقلاب ، يجسد ثورة طائفية علوية على أهل السنة في سوريا . ففي اليوم الأول من هذا الانقلاب المشؤوم تحول الحكم في سوريا إلى أيدي العلويين .. وأول ملامح هذا التحول ، أنه في اليوم الثاني للانقلاب تم تسريح 500 ضابط سني ، وسيق أغلبهم إلى التحقيق وإلى المعتقلات وتمت تصفيتهم جسديا هناك على فترات دون أن يعلن عن ذلك ..
ولو ثرنا - نحن السوريين - على التجاوزات التي رافقت انقلاب 8 / آذار / 63 لما كلفنا إسقاط ذلك الانقلاب الطائفي سوى عدد يسير من الشهداء ، قد لا يتجاوز يومها عدد أصابع اليدين على أكبر تقدير .. ولكننا آثرنا السكوت والسلامة ..
حتى جاءت الحركة التصحيحية ، فزادت الأمر تعقيدا ، ولو عارضنا تلك الحركة التخريبية ، لما استطاع المقبور حافظ أسد أن يستبد بحكم سوريا فيما بعد ، ولما كلفتنا معارضته أكثر من 100 شهيد ، ثم نرمي به وبحركته الغادرة إلى الجحيم .. ولكننا لم نفعل ، وآثرنا السكوت أيضا ..
ثم قام المقبور حافظ الأسد بتغيير الدستور ، فجعل كل الصلاحيات في يده ، ولو قامت ثورة ضده عند إقدامه على تغيير الدستور لسقط هو ودستوره دون خسائر تذكر ..
وأخيرا لو قامت ثورة بعد موت المقبور حافظ الأسد لمنع التوريث لما كانت كل هذه المجازر التي ذهبت بحياة مئات الآلاف من السوريين خلال خمس سنوات ..
إن سكوتنا المتكرر فيما مضى ، هو الذي جلب لنا هذه الأعاصير . وهو الذي ألزمنا بدفع هذا الكمِّ الهائل من الدماء والأشلاء ..
الثورة يا سادة دفعت ضريبة التغيير بدماء شهدائها .. وقد نجحت الآن .. والنظام يترنح قبيل السقوط في الهاوية .. ولم يبق سوى الإعلان عن لحظة سقوطه المؤكد .. ولهذا نشطت الأوساط الدولية ، لتفريغ ثورتنا من مكتسباتها . وتعالت الأصوات بالدعوة إلى حل ينقذ العميل النصيري الصهيوني المجوسي ، ويكافئه بتقسيم سوريا . ومنحه دولة نصيرية ، تعفيه من كل مسؤولية حيال جرائمه التي ارتكبها خلال السنوات الخمس الماضية ..
ولكن مجاهدينا وقفوا لهم بالمرصاد ، وردوا على دعاة التقسيم بتحرير إدلب وسهل الغاب والتقدم نحو جبل الإجرام النصيري بخطى ثابتة .. وبضربات ثوارنا في حوران ،. وفي القلمون .. وفي حلب وريفها .. حتى أيأسوا النظام وأنصاره من تحقيق ما كانوا يبيتون له .. فرجع هؤلاء العرابون الغربيون إلى العزف على وتر " مؤتمر جنيف " من جديد ... فلنقل لهم : " نعم نحن مع مؤتمر جنيف ، إن كان يرمي بالأسد ونظامه وأمنه وعسكره خارج السلطة ، ويجردهم من الحصانة ، ويقدمهم للمحاكمة في لاهاي .. نحن مع مؤتمر جنيف إن كان ينصف الشعب الذي شرد أبناؤه وهجروا وتعرضوا للتعذيب حتى الموت ، حرقا وهدما وغرقا وجوعا .. نحن مع مؤتمر جنيف إن لم يكن طرفا في المؤامرة على تقسيم سوريا بين محتلين مرفوضين من السوريين ، الأسد وداعش ..
(لا) لمنح الأسد دولة علوية تقتل السوريين بسيف الطائفية .. و(لا) لمنح داعش دولة تقتل السوريين بسيف إسلام مزيف . و(نعم) لمواصلة القتال في الساحل ودمشق وحمص والقلمون .. و(نعم ) لقطع الطريق على قيام الدويلة العلوية التي يخطط لها المتآمرون . وليكن شعارنا " الله أكبر وسوريا لأبنائها الأحرار .. وليست لبشار ، ولا للمتآمرين معه من الأشرار " .. " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الخميس أغسطس 13, 2015 12:02 am عدل 1 مرات