[size=32]جوبر العزة و الكرامة و قصة من معارك أيام_بدرينتظر أبو حسن في النفق خروج مجموعته خلف خطوط ميليشيات النظام في حي جوبر الدمشقي، وتحديدا في منطقة تدعى
حارة الجباوية، يلقم بندقيته ويتأكد من جاهزيتها وينتظر، تبدأ العملية بتفجير معمل الصاوبون.
وأبو حسن ابن العشرين عاما ما زال في النفق ليأتي الأمر بمباشرة العمل، ورغم صغر سنه إلا أنه كان قائد مجموعة اقتحامية
والمعروفة بين الثوار بالانغماسية.
وكانت الساعات الأولى للمعركة ممتعة، حسب وصف بو حسن: عناصر الأسد لم يشعروا بوجودنا، قتلنا منهم الكثرين".
أذهلت المفاجأة عناصر الأسد وأربكت صفوفهم حتى اشتبكوا مع بعضهم من هول ما حلّ بهم، وتقدم الثوار في بداية مجريات
المعركة التي أسموها "أيام بدر" وحرروا حارة الجباوية.
في الوقت ذاته كان الثوار قد بدأوا بالاقتحام من محاور أخرى في جبهة المناشر بالحي الدمشقي "استطعنا قتل ما يقارب 30 جنديا
من ميليشات النظام في تمشطينا لثلاثة أحياء شعبية في منطقة الجباوية".
في جوبر، الدخول من الباب إلى المنازل بالحارة كان خيارا مرفوضا بعض الشيء، فكان تفجير الجدران واختراقها هو البديل
تجنباً للألغام التي قد تكون ميليشيات النظام قد زرعتها أو جهزتها.
لم يدرك عناصر الأسد ما كان ينتظرهم في الغرف المظلمة خلف خطوطهم الأمامية، وعندما علموا ما حلّ بهم تراجعوا عنها
وتركوها، وبدأت مجموعات الثوار بالتقدم مكانهم، ودارت الاشتباكات بداية بالأسلحة الخفيفة وجها لوجه.
ساحة المعركة كانت في غرفة أو منزل، وإن اتسعت المساحة تصبح حيا صغيرا.
بعد أن استفاقت ميليشيات الأسد من صدمتها بدأت بقصف جنوني استهدف محيط المنطقة التي تدور فيها المواجهات، لتتطور
الأمور بعدها وتستهدف المقاتلات الجوية مناطق تجمع الثوار وعناصر النظام معا.
خلال الأربع الساعات من الاشتباكات المتواصلة، اعتمد الثوار منهجية واحدة تقريباً، إما السيطرة على مكتسبات جديدة
، أو تدمير كل ما يمكن أن يساعد النظام ويساهم بقتلهم.
وحدث خلال المعارك أن سقطت قذيفة هاون على إحدى الدبابات على محور جبهة معمل الصابون فعطبتها، واستهدف أحد المقاتلين
عربة bmb بقذيفة rpg فدمرها، ودبابة أخرى تم تدميرها في ثكنة كمال مشارقة بعد استهدافها بقاذف مضاد للدروع.
أما أبو حسن، فالمعركة ليست الأولى بالنسبة له التي يدخل متسللا بين مقاتليي النظام، وإنما كان لها سابقة في معارك
منطقة الدباغات وسوق اللحوم في أواخر العام المنصرم.[/size]