مكيدة في بلاد التسامح
" اقسم بديني ومعتقدي "
هذا هو القسم الذي تلفّظه حافظ أسد البطل قاهر السنّة وباب الرب كما يحلو للعلويين تسميته
كنت قد سألت والدي هل صحيح ان الرب تجلّى في حافظ أسد فقال اسأل الشيخ سليمان ..أما انا أشك بوجود الله
كان هذا الكلام الخطير السبب في تحوّل حياتي وقلبها رأساً على عقب وخصوصاً أن أختي بعد دخولها إلى الجامعة راحت تصف الشيخ سلمان بالشخّاخ ..ومازالت ليومنا هذا تفعل مع كل الشيوخ الذين يحملون العلم الباطني العلوي
كانت قصص بطولات الشجعان حافظ أسد وصلاح جديد ,ومحمد عمران تتناقلها الألسن على أنها أمجاد
كان التلفزيون الرسمي يصف حافظ بقائد الأمة العربية والإسلامية ونحن في جلساتنا الخاصة والعامة نصفه بباب الله وأن روح لاهوتية تقمّصت حافظ البطل المقدام والفارس الهمام
تناول كل من حولي تطمينات الشيخ الخير الذي له وزن لايستهان به من الناحية الدينية والتصريفية وجنوحه إلى التهدئة والتأكيد أن الخطة مازالت هي هي ..والغاية هي هي الدولة العلوية الثانية
كان النزق العلوي واندفاعه المحموم نحو الانخراط بالجيش ازداد أكثر بعد أن ظهر حافظ أسد على التلفزيون وأقسم قسمه الغامض وهو يمسك علم سورية الوطني ويقبّله (الذي ذكرته في صدر المقال)
أنا هنا أحاول أن أطرح مشكلة تخص المسلمين السنّة فهم لايقرأون التاريخ أبداً ولاحتى يستشعرون الخطر ولو بالحد الأدنى ..
إن بطولات حافظ وكل الضباط العلويين حقيقية وهذا لايمكن نكرانه مع اعتذاري لاعتبارها كذلك ولكنها الحقيقة
فدخول حافظ أسد إلى الجامع الأموي وخروج كفتارو بعد ثلث ساعة ليؤكد أن حافظ نطق الشهادتين أمامه كان كافياً لشيوخ دمشق وأتباعهم الى الانكفاء والرجوع عن اسقاط هذا الحكم القادم من جبال أنصارية
نعم انها بطولة لامثيل لها في وسط أغلبية مسلمة ساحقة ..
لن أحكي فصول هذه البطولة لو صحّت التسمية ولكن سأتطرّق لمواقف شخصية كنت أنا بطلها نعم كنت كحافظ أسد بطلاً أحكي فتوحاتي بين الاعداء السنّة ..وكل علوي يفعل ماأفعله إلى يومنا هذا ..ولو بنسب متفاوتة وحسب الكراهية المعتمرة في عقله ونفسه
إنها التقيّة ... أو الاختباء خلف وجه بسيط وملامح بريئة
كل أصدقائي السنّة كانوا يصدّقون أنني أصوم مثلهم لابل كنت أدخل مساجدهم وأصلّي معهم لأتمكّن من الزواج من فتاة كان سببها الوحيد لرفضي هو أنني علوي أشرب الخمر ولاأصلي..كان وحيد صديقنا الدرزي يغمزني ويلمز وهو يقف في صف معهم ليصلي صلاتهم فقد كان يعلم الحقيقة ..أنني هنا أمثّل مثله تماماً..كل العلويون ممثلون وممثلون بارعون
من الممكن أن البعض الآن يشعر بالإشمئزاز ولكن هذا حال كل العلويين الكلازيون والحيدريون اوالجنبلانيين الذين يعيشون بين المسلمين ..طبعاً أكثر الشعب السوري لايعلم من هؤلاء وماقصتهم وكيف دخل الدين العلوي إلى بلادهم..بل ربما بعضهم لايعلمون بوجوده حتى
ولكن ماأعلمه أن كل الذين جاؤوا إلى الجامع الأموي لاسقاط الحكم العلوي والذين تصدّى لهم كفتارو تم اعتقالهم وإعدامهم فيما بعد
نعم كنت علويّاً وأكره البوح بذلك لأنني تعبت من التمثيل ولكن هذه الصفحة أعطتني مساحة كي أفضفض عن همومي ..
فقصة القتل بدأت عندما لم يعد حافظ بطلاً في عيون العلويون
وظهر بطلاً جديد اسمه رفعت اسد الذي شرب الدماء وهو يعد العلويين بالعيش الكريم
إلا أن قصة التناسخ لم تشفع لشيوخ الطائفة في تفسير صدام حافظ وأخيه
وهروب البطل الجديد بالمليارات الى أوروبا وبقاء العلويين في شقاء خدم في الجيش والمخابرات ينتظر العنصر منهم راتبه او البيض والفيلد العسكري والملابس الداخلية التي يهبها جيش الدولة العلوية للعلويين
شيء يدعو للسخرية كل هذه التقيّة وقصص البطولات والكراهية لنحصل على ملابس داخلية وقطع من صابون الغار مجاناً ..ورتب عسكرية يتبختر صاحبها في ضيعته متكبّراً
كان أبي يشتم الرب ويقول أنه لايوجد عدل ..وكلما نظر إلى كلب يقول :
ليت حافظ ينمسخ بصورة كلب حتىأاسمع عواؤه
طبعاً قصة المسوخية الكل يعرفها فهي مستوردة إلى جبال الساحل وبلاد العلويين من فلسفات يونانية وهندوسية
المهم أن حافظ أقسم ذاك القسم فغرقت سورية بالدماء ونحن فقط من نحاول هنا كشف الحقيقة نستطيع تغيير شيء من الموروث العلوي ليصبح العلوي فرداً بنّاءً لاعلقةً تنفضها الأيادي
وحتى لاتقع المكيدة في بلد التسامح سورية مرة أخرى يجب كشف كل شيء
لأننا نعرف أن العلويون لايعيشون بدون بطل يحكون قصة فتوحاته في بلاد السنّة..وجميل حسن بطل يلقبونه بالنمر بدأت الأساطير تنتشر عنه
لايمكن للعلويون أن يعيشوا دون بطل يسوقهم كالخراف
الرحمة إلى روح ملهمي التائب مروان كجك وشكراً
صفحة العلويون السنّة
التائب إلى الله
ياسر بلعوس - فنزويلا