أرخميدس في قريتنا
لازلت أذكر صديقي العزيز حازم وهو يسألني من هو فيثاغورث ولازلت أذكر حالة الارتباك التي اعترتني لأنني لاأعلم إلا أنه عالم رياضيات بحكم دراستي الأدبية ..فأجبته بما أعرفه ..فهزّ رأسه فقلت له :
لماذا تسأل ؟
فأجاب : لأنني التقيت به البارحة
: ولكن هذا العالم مات منذ زمن بعيد
:أعلم ولكني التقيت به بتجايله الجديد
: آه فهمت ..هل تقصد الشيخ أحمد
: نعم قدس عليّ شمس الشموس سرّه
:ياحازم ..هذا الكلام كله كذب في كذب فقاطعني :
اياك والتطاول وإلا سوف تطرد من رحمة علي أمير النحل
: ولكن كيف عرفت انه فيثاغورث ؟
: لقد قرأت من كتاب موجود على طرف الأريكة التي جلست عليها بالصدفة وعندما دخل عليّ نهرني وقال لي :
ماكان عليك أن تلمس أي شيء من دون إذني ...هذا الكتاب قمت بتأليفه منذ زمن بعيد ..فقلت له ولكنه لفيثاغورث
فضحك فقال لي الخادم نعم إنه هو ولكن في تجايل آخر
: ولكن الشيخ أحمد قرفيص مات أيضاً منذ زمن بعيد ؟
وحاولت ت كذب ودجل هذا الفيثاغورث ولكن عبثاً ماحاولت
وكلنا يعلم كيف المسيّطر عليه يقطع العهود والوعود تحت الوعيد والتهديد بألا يفشي السر وإلا سيقتل أو يمسخ والى ماهنالك من خرافات وتهديد
ولكن حازم كان معي بعد فترة من الزمن عندما التقينا وائل وهو عنصر مخابرات لايعلم من الدنيا إلا قرقة العرق والتفاخر بغزواته الأمنية التي يتوهّم أنه خاضها ضد أعداء القائد حافظ في مدينة حلب لأنه كان من ملاك فرع المخابرات الجوية فيها
كان وائل متعصباً لعلويته ..متزمتاً في كرهه للسنّة والشيعة على حد سواء .. كان دوماً يسرد كالحكواتي حكايات بطوليّة عن فتوحاته مع اخوانه العلويين ضد الخونة أعداء علي أمير النحل
ولكن هذه المرّة كانت قصته مختلفة وخارج العادة
فقد بادرني بالسؤال عن أرخميدس لأنني خريج جامعي ولأنه لم يكمل المرحلة الاعدادية ..
فقلت له : إنه عالم ولديه نظرية الأواني المستطرقة ودافعة أرخميدس
ففتح فمه وقال : ياعلي ..لقد كنت جالس في حضرة الشيخ أحمد أنا والخادم وقد وجدت كتاب قرأت في عنوانه أرخميدس
فتجلى الشيخ قدس سره وأنّبني لتصفّح الكتاب وحذرني من لمس أي شيء دون اذنه وقد أكدت له أنني وجدته بالقرب مني على جانب الأريكة ..ولكنه غفر لي وسامحني .وكم كنت خائفاً لولا وجود خادم المقام معي .وقد قال لي أنه هو أرخميدس فقاطعته قائلاً :
ماذا ..أرخميدس ؟
فنظرت في وجه حازم الذي راح يشتم الشيخ ويشتم القرية التي تجايل بها أرخميدس وفيثاغورث
ورحت احاول الشرح لوائل عن دجل الشيخ الذي ليس له سرّ مقدس
ماأردت قوله أننا مظلومون مثلنا مثل المسلمون السنّة والشيعة يتحكم بنا أناس حرّفوا وشوّهوا وزيّفوا نقاء الاسلام وسماحته
لذلك أجدني دوماً منذ اعلان اسلامي الصحيح أحارب طقوس التأليه وقصص التقمص والتناسخ التي دوماً يتناقلها أهلنا بقصد التأكيد على شيء يستحيل تقبّله والعلم ينقضه بل لا دليل عليه سوى كتب وأشعار وأفكار وجمل ومنمقة ومنقولة أو مسروقة كتبها صوفيون استغلّوا حالة الحاجة للدين ورجاله ليخلطوا الحابل بالنابل فأصبح الدين حكراً على عقولهم فصرنا عبيداً لهم لدرجة أن الشيخ أحمد مازال من شيوخ الكرامة والبرهان حتى يومنا هذا ..
نسيت ان اقول لكم أن خادم المقام هو أخي وشخصية الشيخ كان يلعب دورها ابنه ليكسبوا أكثر ويصدّق الناس أكثر ويتعمق الخوف أكثر
يتداول الكثيرون ممن يرفضون قصة التجايل او التناسخ أن الشيخ أحمد قرفيص فيلسوف اكتشف قانون الجاذبية قبل نيوتن ..وأنا هنا لاأنفي هذا الفضل له ولكن مع أن يبقى الأمر كعمل انسان يأكل ويشرب ويخرج إلى الخلاء ويتألم ولم يعش إلا حياة واحدة وسيعود إلى الحياة يوم ينفخ في الصور ..إنسان لايتجلى لأحد ولايتناسخ مع احد ولايملك سر مقدّس
ولاحول ولاقوة إلا بالله
ليث عبود
صفحة العلويون السنة
لي عودة بإذن الله
..