يا مفتاح أو يا " قفل " .. إذا لم تستحي فقل ما شئت :
بقلم : أبو ياسر السوري
==============
في 13 / 3 / 2015 على مدرج كلية الهندسة المدنية بدمشق ، ألقى الأستاذ " خلف المفتاح " محاضرة بعنوان " الإرهابيون استهدفوا منجزات ثورة آذار"
ولو أنك سمعته وهو يحيك الأكاذيب حول " إنجازات الثامن من آذار " لعلمت أنه أحد عناصر العصابة الحاكمة في سوريا من غير أن يخبرك أحد بذلك ... فلغة أفراد هذه العصابة واحدة ، وطريقتهم في الكلام واحدة ، إنهم يتحدثون على منوال " إذا لم تستحي فقل ما شئت " وكأنهم قد عاهدوا الشيطان أن لا يقولوا إلا كذبا ...
فأولا : زعم خلف المفتاح أو خلف القفل : أن هنالك ثورة اسمها " ثورة الثامن من آذار " والحقيقة أن ما حدث في الثامن من آذار لم يكن ثورة ، وإنما كان انقلابا إجراميا بكل المقاييس .. فقد بدأ بكذبة وانتهى بأكاذيب لا أول لها ولا آخر ، فقد رفع الانقلابيون شعار " أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة .. وحدة حرية اشتراكية " وكان هذا الشعار مما يردده كل صباح جميع الطلاب السوريين في مدارسهم .. والجنود في مواقعهم وثكناتهم .. والحزبيين في مؤتمراتهم القومية ، واجتماعاتهم الحزبية ، ومعسكراتهم الشبيبية .. يقولون هذا بألسنتهم ، ويضمرون في أنفسهم أشد العداء للوحدة ، وللحرية وللاشتراكية ..
أما عداوتهم للوحدة العربية ، فدليلها أنهم استمروا على رأس السلطة 40 سنة ولم ترجع الوحدة العربية بين مصر وسوريا ، وكذلك لم تنشأ وحدة جديدة بين سوريا وأي قطر عربي آخر ..
وأما عداوتهم للحرية ، فدليلها أنهم حكموا الشعب حكما ديكتاتوريا قمعيا .. فكبتوا الحريات ، وزجوا في السجون مئات آلاف الأبرياء الأحرار ، بسبب كلمة تفوه بها صاحبها ، أو وشاية افتراها كاذب ، أو رأي أبداه أحدهم في مجلس خاص .. فالنظام الحاكم اعتمد على الأجهزة الأمنية ، فاستقدم لها خبراء التعذيب ، حتى بات الداخل إليها مفقودا ، والخارج منها مولودا .
وأما عداوتهم للاشتراكية ، فقد جعلوا من سوريا مزرعة لأنفسهم وللمقربين منهم . واستأثروا بكل ثروات البلد من نفط وغاز وعائدات مواصلات سلكية ولاسلكية . كما استأثروا بالتجارة الداخلية والخارجية .. حتى أفقروا المواطن وجعلوه عاجزا عن تأمين أدنى متطلبات الحياة .
ثانيا : زعم خلف المفتاح أو " القفل " أن الصراع الدائر في سوريا هو حرب إرهابية منظمة ، وهو يعلم أن نظامه الحاكم هو وحده الذي يمارس أبشع أنواع الإرهاب على شعبه .
ثالثا : زعم " القفل " : أن ما تشهده سوريا من صراع ، هو مما يستهدف وجود الدولة خدمة لإسرائيل .. وهو يعلم أن النظام هو الذي يقوم بكل هذا الدمار خدمة للكيان الإسرائيلي .
رابعا : زعم " القفل " أن الحركة التصحيحية عملت على بناء جيش عقائدي . وهو يعلم أن جيشه العقائدي لا يتبنى سوى عقيدة العداء للشعب السوري . ولذلك أوغل في سفك دمائه منذ أربع سنوات ، وما زال يمارس عليه كل عمليات القتل العشوائي والإبادة الجماعية بكل وسائل القتل والدمار ..
خامسا : زعم " القفل " أن “ القائد الخالد حافظ الأسد أراد من خلال هذه الحركة التصحيحية تكريس الصلة بين الاسلام الحقيقي والدولة السورية " ... وهو يعلم أن حافظ الأسد مجرد مجرم قاتل سفاك ، عدو للإسلام والمسلمين . كما يعلم " القفل " أن الحركة التصحيحية ليست سوى حركة غدر وخيانة قام بها الأسد المقبور ضد رفاقه ، فقام بتصفيتهم واحدا واحدا ..
وهكذا كانت محاضرة " القفل " مجموعة من الأكاذيب والدجل والنفاق وتحسين القبيح ، وتزوير التاريخ ... والغريب أن هذا " القفل " يمارس الكذب في محاضرته بكل ثقة ، والحقيقة لا غرابة في ذلك فهو من عصابة مجرمة مردت على الكذب والنفاق .. حتى صدق فيهم قول نبينا صلى الله عليه وسلم : إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى ، إذا لم تستحي فاصنع ما شئت " ..