أيها المجاهدون : الله . الله في جهادكم . لا تبطلوه
http://aafak-thawrya.blogspot.com/
1 / 3 / 2015
بقلم : ابو ياسر السوري
=========
الحرب التي نشبت بين النصرة وحزم ، ما أريد بها وجه الله .. وذهبت بأجر الفريقين فيما مضى لهم من جهاد .. وقد مسحت مشاعر البهجة بانتصارهم في صد الهجوم المشترك ، الذي شنته إيران وحزب الشيطان ونصيرية بني قيقي .. وكانت فرحة لم تدم طويلا بكل أسف .. فما هو إلا يوم والثاني حتى نشب النزاع بين الإخوة في الدين .. وأدى إلى سفك الدم الحرام ، وأحدث بين المجاهدين شرخا لا ينجسر . وجرحا لا يندمل .. فقد سارع كل فريق منهما إلى تكفير الفريق الآخر وتخوينه ورميه بالموبقات .. ثم صوب الرصاص إلى صدر الفريق الآخر ، كأن لم يكن بينهم مودة ولا أخوة إسلامية ..
وهذا إن دل على شيء ، فإنما يدل على أنه ليس لدينا مجاهدون ولا هم يحزنون .. نحن عندنا حفنة من المصاريع الحمقى الأغبياء ، الذين يستحلون دماء بعضهم لأتفه الأسباب .. وأي سبب يذكر مع الدم فهو غير مقبول البتة .. لقوله صلى الله عليه وسلم " "لا يَزَالُ الرَّجُلُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا ، فَإِذَا أَصَابَ دَمًا حَرَامًا نُزِعَ مِنْهُ الْحَيَاءُ ... وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ عَبْدًا ، نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ ، فَإِذَا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ ، لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ مَقِيتًا مُمَقَّتًا ، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ مَقِيتًا مُمَقَّتًا ، نُزِعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ ، لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ خَائِنًا مُخَوَّنًا ، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ خَائِنًا مُخَوَّنًا ، نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ ، لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ رَجِيمًا مُلَعَّنًا ، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلاَّ رَجِيمًا مُلَعَّنًا ، نُزِعَتْ مِنْهُ رِبْقَةُ الإِسْلاَمِ... هذا أولا ..
وأما ثانيا : فلو رجعنا لأصل الأسباب التي أوصلت الفريقين إلى ما وصلوا إليه .. لرأينا أن أمراء الكتائب صاروا يتصرفون وكأن كل واحد منهم ملك يتحكم في منطقته .. فيعتقل ويسجن ويحاكم ويقتل باسم الإسلام ويزعم أنه بذلك يطبق شرع الله .. وشرع الله بريء من هذا كله .. لأن ما يفعله هؤلاء الشباب ، ليس له مستند من منطق ولا عقل ولا دين .. ومهما كانت الأسباب ، فليس هنالك ما يدعو لأن يسفك بعضنا دماء بعض .. ونضيع جهادنا ، ونخسر آخرتنا ودنيانا ..
ثالثا : إن الوضع القائم في حلب وما حولها ، لا يسمح بأي نزاع .. لأن الخطر محدق بجميع الفصائل المرابطة على الثغور حول حلب . وأنهم يواجهون عدوا يتربص بهم ريب المنون ، ويتحين الفرص لينقض عليهم فيهلكهم أجمعين . ولو تمكن منهم – لا سمح الله - فلن يفرق ما بين نصرة ولا حزم ولا أي فصيل آخر. فكلهم في نظر العصابة الحاكمة سواء .. ولئن استمر هذا التقاتل بين إخوتنا المجاهدين ، فيؤسفنا أن نقول لهم : إن الهزيمة تنتظركم ، وإن على جهادكم السلام .. وعلى حلب السلام .. بل انسوا الثورة ، التي خنتموها ، والشهداء الذين بذلوا مهجهم لإسقاط هذا الطاغوت ، الذي تخدمونه أنتم بتنازعكم واختلافكم .. قال تعالى : " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين " .
رابعا : أيها الإخوة ، في مثل هذه الظروف لا ينفع أن يدعى إلى تحكيم ولا إلى محكمة شرعية .. لأن ذلك سوف يوسع الخرق على الراقع .. وأذكركم بأن النبي صلى الله عليه وسلم عالج النزاع الذي نشب ما بين المهاجرين والأنصار في غزوة المريسيع ، بلملمة الموضوع دون الدخول في تفاصيله ، فواصل النبي السير حتى أجهدهم وشغلهم عن التحدث في المشكلة . وانتهى الأمر .. وبالمقابل أذكركم أيضا بأن التحكيم الذي لجأ إليه المسلمون يوم صفين ، ما زلنا نعاني من وخز أشواكه منذ مئات السنين ..