صرخة غضب لا بد من البوح بها :
بقلم : ابو ياسر السوري
مضى 4 أعوام على الثورة .. وقد تجاوزت مآسي السوريين كل حسبان .. فعدد القتلى تجاوز المليون بكل تأكيد .. وعدد المعوقين أربى على الثلاثة ملايين .. وعدد المشردين والنازحين زاد على 15 مليون .. ولم يوفر النظام المجرم وسيلة للقتل إلا عمل بها . فقتل بالقنابل المحرمة دوليا .. وقتل بالكيمياوي .. وقنل بالحصار والتجويع .. وقتل بالتعذيب والتصفية الجسدية في المعتقلات .. والعالم كله ينظر ولا يقول شيئا .. ولا يفعل شيئا .. وهذا يعني أن العالم موافق على قتل أكبر عدد من السوريين .. لتركيعهم والعودة بهم إلى حظيرة الطاعة للأسد وإيران ..
ومما زاد في الطين بلة ، أن بعض الجهلة بالإسلام ، اختاروا لنا داعش والنصرة وأخواتها فدخلوا على الخط ، ورحب بعضنا بدخولهم معنا .. فكان شرهم علينا هو الطاغي على الموقف .. فداعش أساءت للإسلام وللمسلمين .. والنصرة بدأت أخيراً تترسم خطا داعش .. ولم يقتصر الأمر على هذين الفصيلين ، فقد تبعتهما فصائل أخرى ، بدأت تنادي أيضا بإقامة خلافة على نهج النبوة .. وقد رأينا مثالا حيا لهذه الخلافة التي ترأسها الخليفة البغدادي .. والتي نفرت المسلمين من الدين . وأعطت عن الخلافة الإسلامية أسوأ الصور وأبشع النماذج .
هاتوا لنا خلفاء كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي .. لنبايعهم على الخلافة .. إن الذين ينادون بإقامة الخلافة لا يمثلون الإسلام بسلوكهم ، فكيف نبايعهم . ؟؟ ثم إن الظرف الحالي لا يسمح لنا أن نقيم هذه الخلافة ، ويجعل المناداة بها حمقا لا يقود إلى خير ، سوى تأليب العالم كله ضدنا ، للقضاء على ثورتنا ، وإبقاء الكابوس الأسدي جاثما فوق صدورنا .!!
وثالثة الأثافي أننا نحن السوريين ، قد ابتلينا بعلماء ، بعضهم يسبح بحمد السلطان ، ويعبد بشار الأسد من دون الله .. وبعضهم ساكت أصم أبكم لا يتكلم ، وكأنه ليس من هذه الأمة ولا يعنيه شأنها .. وبعضهم ركب موجة الثورة ، وكان ضرره عليها أشد من نفعه .. وعلى رأس هذا الصنف من المشايخ المؤيدين للثورة ، ما يسمى بالمجلس الإسلامي السوري لعلماء الدين .. فهم في واد ، والثورة في واد آخر .. فمثلا ، منذ ايام استشرس النظام بضرباته لدوما ، وهاجمها بأكثر من ألف غارة جوية .. قتل بها المئات ، وجرح المئات ، وهدم البيوت . وروع الآمنين .. فماذا صنع أعضاء المجلس الإسلامي حيال هذا الأمر الجلل .؟ لقد أصدروا بيانا بارد اللهجة ، كلاسيكي العبارات ، ما زاد على الاستنكار لممارسات النظام بشكل عام .. والتظلم للمنظمات الدولية .. ورفع الشكوى للدول صاحبة الشأن ..
وقد سبق أن كتبت رسالة لهذا المجلس الموقر .. كان مضمونها : إما أن يكف المجلس عن تصريحاته الباردة ، وإما أن يتحمل شتائمنا .. فليس مقنعا أبدا أن يكتفي المجلس الإسلامي حاليا ببيان وشكوى واستعطاف .. ويتشاغل بأمور شكلية لا تقدم ولا تؤخر ..
المطلوب من علمائنا في هذا الظرف ، أن يحمل القادر منهم السلاح ، و يتقدم الصفوف ، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ... وأن يسايروا روح العصر ، فيعيروا الإعلام الأهمية اللازمة ، فيفتتحوا قناة حرة لبث مطالب الثورة وبياناتها ، وتعليماتها المتتابعة ، وأن يفضحوا بها التآمر الدولي ، وانحياز الدول الكبرى إلى هذا النظام القاتل .. ثم وهو الأهم ، أن يردوا على جهلة داعش والنصرة ، ويعرفوا الأمة بخطورة ما يقدمون عليه من تطرف وإساءة للدين باسم الدين .. بل على مشايخنا أن يفهموا الفصائل المتطرفة أن مناداتهم بالخلافة حاليا ، هو خيانة للإسلام والمسلمين .. وتواطؤ مع المجرم القاتل بشار الأسد ..
والمطلوب أخيرا من أعضاء المجلس الإسلامي ، المقيمين في إسطنبول ، أن يخرجوا منها ، ويرجعوا إلى ميادين الجهاد في سوريا ، ليقودوا المعركة المصيرية ، التي ساقها القدر إليهم ، للخلاص من آل الأسد المستبدين المفسدين في الأرض .. هذا هو المطلوب من أعضاء مجلسنا الإسلامي الموقر ، الذي بات - بكل أسف – يمثل أي شيء ، ولا يمثل تعاليم الإسلام في ظرفنا الراهن .. فكفانا سكوت عليهم . وكفانا تبجيل لمن ليس أهلا لتبجيل ولا لاحترام ...