ما الفرق بين الجريمتين في ( نورث كارولينا ) و ( تشارلي إيبدو ) ؟
15 / 2 / 2015
بقلم : ابو ياسر السوري
==============
ــــــــــــــــ الضحايا الثلاث ـــــــــــــــــــــــ المجرم القاتل
نحن يا سادة الآن أمام جريمتين ..قتل في الأولى 3 يهود .. وقتل في الثانية 3 مسلمين .. ولكن اختلفت ردود الأفعال تجاه الواقعتين .. فاهتم العالم كله لمقتل اليهود .. ولم يكترث أحد لمقتل المسلمين .. وإليكم البيان ..
1 – جريمة ( تشارلي إيبدو ) قتل فيها 3 من اليهود .. لا يدري أحد من قتلهم .. ولكن الصحف اليهودية سارعت إلى اتهام العرب المسلمين ، وحملتهم وزر الجريمة ، من غير دليل ولا برهان ، واستغلوا ذلك الحادث في بث الكراهية للمسلمين ، وتجييش الرأي الغربي العام ضدهم .. وقد نجحوا في ذلك ..واستطاعوا أن يقيموا الدنيا ولم يقعدوها ، احتجاجا عل القتلة المجرمين .. حتى تعاطف معهم أكثر من 3.7 مليون استنكارا لتلك الجريمة .. وحضر للتعزية في فرنسا شخصيات عالمية كبرى ، منهم ملوك ، ورؤساء ، ووزراء ، ورجال أعمال .. وكلهم أدان بها العرب والمسلمين في جريمة كان من حقها أن تسجل ضد مجهول . لولا أن اليهود تمكنوا من إلصاقها بالعرب والمسلمين . ومما يؤسف له أن شخصيات عربية كبرى ذهبت إلى باريس للقيام بواجب التعزية بالضحايا اليهود ..
2 – جريمة ( نورث كارولينا ) قتل فيها نفس العدد 3 ضحايا ، ولكنهم هنا مسلمون ، والقاتل هنا معروف ، فقد قام بتسليم نفسه للشرطة واعترف بارتكاب الجريمة ، ولم يكن بينه وبين الضحايا أي نزاع سابق ، سوى أنه مسيحي وهم مسلمون . فقد تناقلت وكالات الأنباء أنه في يوم الثلاثاء 10 / 2 / 2015 قام مواطن أمريكي في ولاية نورث كارولينا . باقتحام منزل فيه ثلاثة سوريين ، طالب في كلية طب الأسنان وزوجته وشقيقة زوجته .. فأطلق الأمريكي عليهم الرصاص ، وأرداهم قتلى بدون ذنب سوى أنهم مسلمون .؟ ورغم بشاعة هذه الجريمة ، فإن وكالات الأنباء الغربية ، تعمدت تجاهلها ، والذين ذكروها منهم حاولوا التخفيف من وقعها ، فزعموا أن الجريمة وقعت بسبب خلاف بين الجاني والضحايا حول موقف السيارة الخاص بالعمارة . وهذا كذب مختلق، لئلا تعتبر الجريمة ( تصفية عرقية ) .
والجدير بالذكر ، أن الرئيس الأمريكي أوباما ، الذي يجيش لمحاربة الإرهاب ، لم يتكلم عن هذه الجريمة الإرهابية، ولا أحد من المسؤولين الأمريكان .!! وحتى الزعماء العرب لم يستنكروا الحادثة ، وهي غاية في البشاعة والوحشية .
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الرئيس الوحيد في العالم الذي استنكر هذه الجريمة القبيحة . ووجه استنكاره للرئيس أوباما بالذات ، ولوزير خارجيته كيري ، ولمستشاره الخاص بايدن ، وقال لهم : إن سكوتكم عن هذه الجريمة ، سوف يقابل من الآخرين بسكوت مماثل في المستقبل .. فكما تدين تدان ..
وهنا ألا يحق لنا أن نتساءل :
لماذا يغضب العالم كله ، ويستنكر ويعزي لموت ضحايا يهود في فرنسا ، ولا يستنكر أحد ولا يغضب ولا يعزي لموت ضحايا مسلمين عرب ؟ والضحايا في الجريمتين هم ضحايا إرهاب ، توصيفهما القانوني واحد ؟
ولماذا حين يكون الجاني مجهولا ، لا يتهم بالجريمة إلا المسلمون .؟
ولماذا يسكت الإعلام الغربي حين يكون الضحايا مسلمين والجاني مسيحيا ؟ ولماذا يحتفل الإعلام الغربي بجريمة ( تشارلي إيبدو) ويستغلها أسوأ استغلال في التجييش الديني ضدنا .؟ بينما تقابل جريمة قتل السوريين في ( نورث كارولينا ) بالصمت والتعتيم .؟ أليس التفريق بينهما هو من الكيل بمكيالين .؟ أليست الجريمة الأخيرة أولى بالاستنكار من سابقتها.؟ فلماذا يراد لها أن تدفن في مهدها.؟
فيا أيها المتباكون على قتل اليهود ، والصامتون عن قتل المسلمين ، أفتونا بعلم إن كنتم منصفين؟