دولة : " كل مين إيدو إلو " - أي دولة الفوضى واللانظام
11 / 2 / 2015
بقلم : أبو ياسر السوري
=================
هذا العنوان تعبير سوري معناه " كل واحد له أن يفعل ما يشاء " .. وما دعاني إلى استحضار هذه المقولة السورية ، إلا واقع الحال المزري الذي تعيشه سوريا في هذه الآونة ..
فسوريا يا سادة لم تعد دولة ، فهي الآن بدون نظام ، ولا قانون ولا تشريع .. أشبه بغابة تحكمها عصابة ، وكل من يدب علي ترابها اليوم ، صار كأنه من الوحوش المفترسة ، والحيوانات الضارة .. ومن تتبع ممارسات من فيها حاليا ، وجد منهم الخنازير .. والكلاب المسعورة .. والثعالب الماكرة .. والقنافذ القاتلة التي ترمي بشوك كالسهام .. والثعابين .. والعقارب .. والعناكب السامة .. فكل قطعة عسكرية دولة مستقلة .. وكل محافظة دولة .. وكل فرع أمني دولة .. وكل مفرزة دولة .. وكل حاجز لقطع الطريق دولة .. فسوريا إذن ليست الآن دولة واحدة ، وإنما هي دويلات لا حصر لها .. والمتواجدون على ترابها ليسوا رعاياها ، ولا هم أبناءها .. وإنما هم وحوش غاب ، يتعاملون بالظفر والناب .. لذلك استحقت أن تسمى بـ " دولة كل مين إيدو إلو " وحق لها أن ترفع شعار " افعل ما شئت فإنك في سوريا " ..
ولعلك أخي القارئ أو أختي القارئة ، لاحظتم أني استخدمت قبل قليل عبارة " المتواجدون على التراب السوري " ولم تكن زلة لسان ، وإنما كنت أعني فيها ما أقول . فسوريا لم تعد للسوريين .. لقد باعها بشار الأسد لكل من هب ودب .. ففيها الإيراني .. والروسي .. واللبناني .. والعراقي .. والكوري .. والباكستاني .. والأفغاني .. وحتى اليمني الحوثي .. وفيها العربي والفارسي .. وفيها المسلم والمجوسي والبوذي وعباد الشيطان ..
لقد استنفر الشيطان كل جنوده في الأرض للدفاع عن كرسي الأسد ...
ولهذا صار كل واحد من هؤلاء يفعل في سوريا ما يشاء ، ويحكم بما يريد .. " وكل مين إيدو إلو " فهو حر في أن .. يقتل .. يعتقل .. يسلب .. ينهب .. يغتصب .. أليس هو في دولة " كل مين إيدو إلو .؟ "
وقد بات من المضحك المبكي في هذه الدولة ، ظهور " دولة داعش " وحالش وعافش وفاحش .. " وكل مين إيدو إلو " ..
فداعش : نبتة سوء من غراس عصابة الأسد وباسيج إيران ، وكما كانت إيران جمهورية إسلامية تعادي كل المسلمين على وجه الأرض ، فكذلك كانت داعش " دولة تعادي المسلمين وتستحل دماءهم وأعراضهم " فقد رفعت لواء إسلام لا نعرفه .. لم ينزل به كتاب ، ولا بعث به نبي .. فالقتل جريمة في كل شرائع الأرض والسماء .. ولكنه في دولة الإسلام الداعشية ، هو ألذ من شرب الماء البارد في فم الظمآن ، وأشهى من رائحة الخبز للجوعان .. جاءت داعش بالذبح بالسكاكين ، والقتل بالتفجير والأحزمة الناسفة ، وزرع الأرض بالألغام .. فسائر أهل الأرض في نظرهم كفرة فجرة مرتدون .. وقتلهم أبر قربة وأفضل عبادة .. داعش تقاتل وقادتها يصرخون بجنودهم " اقتل الطفل الصغير قبل الشيخ الكبير .. اقتل المرأة قبل الرجل .. اقتل .. اقتل .. اقتل .. لا تدع أحدا أمامك يمشي على رجليه .. فمنظر هؤلاء الكفرة ، وهم قتلى متناثرون على الأرض بلا حراك أشهى من منظرهم أحياء .. هكذا دخلت داعش إلى الطبقة ذات يوم و بهذه الكلمات كان قادتهم يصرخون ...
وحالش : دخلوا سوريا ، للقتل وبقر بطون الحوامل وقطع رؤوس الأطفال أمام أمهاتهم وإلقاء المدنيين من الأدوار العليا .. وحرق الأحياء بمن فيها من أبناء السنة .. يفعلون هذا كله وهم يصرخون " يا لثارات الحسين .. يا لثارات كربلاء .. لبيك يا حسين لبيك يا زينب ..
ولست أدري كيف شارك الأجنَّة بقتل الحسين .؟ ولست أدري كيف يُقتل أبناءُ السنة بأثر رجعي . فالحسينُ استشهد منذ 1400 سنة ، والحسينُ استدعته الشيعة ليبايعوه بالخلافة ، ثم خذلوه .. فكانوا سبب مقتله رضي الله عنه .. فلماذا يتهموننا بقتله وهم القتلة الحقيقيون .؟ لماذا يقتلونه هم ويحملوننا الوزر .؟ الجواب حاضر وبسيط : إنهم يفعلون ذلك لأنهم الآن في دولة " كل مين إيدو إلو " ..
فواحزنا عليك يا سوريا .. ووا أسفا عليك يا بلاد الشام ، لقد استأسد فيك القطط .. واستنسر البغاث .. وتنمرت الكلاب والخنازير ..