أخابرها لدمشق لأطمئن عليها وعلى عائلتها :
6 _ 2 _ 2015
منقول - بيان علي الطنطاوي
==========
أخابرها لدمشق لأطمئن عليها وعلى عائلتها ...
وبمجرد أن تسمع صوتي وتتلقى السلام مني تبدأ بالصراخ ولاتترك لي مجالا للتفوه بكلمة .!!
تقول : هل أنتم سعداء بما يحدث .؟ بالقتل .؟ بالتدمير .؟
كنا بخير وسلام..بأمن وأمان .!!
تقول : لو قتل لكم حبيب لكنتم شعرتم بشعورنا .!!
لو سجن لكم قريب لأحسستم بإحساسنا .!!
لو عشتم برعب مثلنا لوافقتم قولنا .!!
لو شردتم وعذبتم وحوربتم بأموالكم وأعراضكم لما خالفتمونا في رفضنا لثورتكم التي ماجلبت غير الدمار .!!!


قطعت المكالمة عامدة وأنا أقول لها :
نعم نحن سعداء بأن إنسانيتنا استفاقت لترفض الاستعباد .!
بأننا عرفنا بأن الله وحده السيد المطاع .!
بأنه لاخوف إلا منه ولارجاء إلا به ..
إنك تتحدثين عن خير وسلام لأنك لم تكوني تفكرين بغير نفسك .!!
نحن من قتل أحبابنا...أبناؤنا.. فلذات أكبادنا .
نحن من اعتقل أقرباؤنا... واختفوا في غياهب سجون الطغيان .
نحن من عشنا الرعب منذ الستينيات إلى السبعينيات والثمانينيات ..
نحن من لوحقنا حتى أوربا لنقتل بيد الغدر .
نحن من شردنا ومات أهلونا بعيدا عن أوطانهم والحسرة تذيب قلوبهم .
نحن من سرقت أموالنا واحتلت بيوتنا .
نحن من يعرف كيف كنا وكان غيرنا يسحق والإعلام يعتم ..
أما أنتم.. يامن يقول كنا بخير ننعم بأمن وأمان .. خسئتم وخبتم بأنانيتكم ولا إنسانيتكم .. وتستحقون مايجري لكم لتذوقوا ما أغمضتم أعينكم عنه عندما وقع على غيركم .! وصممتم آذانكم عنه عندما كان غيركم يئن ويتوجع ويصرخ طالبا نصرتكم .!!
في أحسن أحوالكم صمتم وصليتم ولم تتفكروا بآيات الله! لم تفهموا قوله جل وعلا "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" بل تعم وتفيض على الذين لم يهتموا لأمر المسلمين..الذين لم يأمروا بمعروف ولم ينهوا عن منكر.. الذين لم يعوا أن المؤمنين إخوة وأعضاء في جسد واحد ..
الذين خافوا البشر أكثر من خوفهم من الله فنافقوا وداهنوا وظنوا أنهم بمنجاة في ظل حاكم جائر لا يخاف الله .!!
على الجميع الآن أن يدفع الثمن وأن يؤدي الدين الذي عليه .
وكل يبعث على نيته ..