تمهيد :
====
كتب الأخ Nasr Qareb مقالا في ثلاث حلقات . تحدث فيها عن :
1 – إضاعة نصر 2011
2 – بشار المجرم منهار
3 – النظام المجرم منهار
أرى أن قراءتها مفيدة .. فهي صوت مخلص ، يبشر بالنصر المؤكد ، ويحذر من تضييعه اليوم ، على غرار ما أضعناه بأنانيتنا في عام 2011 وكان يومها في متناول أيدينا ..
============

لكي لا نضيع النصر ... كما ضيعناه في سنة 2011
الحلقة الاولى : إضاعة نصر 2011
=====================
لكي لا نضيع النصر - الحلقة الاولى : إضاعة نصر 2011 -%201 
وَلَكِنَّ الكِبْرَ مَنْ بَطَرَ الحَقَّ وَغَمَصَ النَّاسَ .
لا يمكن أن ينتصر من يزهد في الحق و يستصغر الناس، ويحمله تكبره على التمسك بما هو عليه حتى بعد ظهور النتائج الكارثية القاتلة .
هذا قرارك التاريخي أيها القارئ الكريم: أن تستمر بما أنت عليه حتى و لو أدى ذلك إلى الهزيمة الساحقة الماحقة. أو أن تقرر التغيير إلى الأفضل فتترك ما كان عملاً غير صالح و تعود إلى رشدك و خدمة ثورتك و تخلص لها و ليس تخلص لنفسك .!
في أكتوبر 2011 كانت الثورة السورية السلمية قد بلغت أوجها، و ملأ زخمها العالم، حينها كان الحماس الداخلي و التعاطف العالمي معها أعظمياً، مما يجعل إمكانية استثماره بطريقة مفيدة كبيرة جداً. فتحتم علينا حينها ضرورة العودة إلى الأقدر فينا و الأكثر نصرة للثورة، لكن الذي حدث هو إعجاب كل نكرة بنفسه - فقرر الحمصـي- أن دعمه يجب أن يذهب إلى حمص حصراً، و قرر الحزبي الإسلامي أن القادة يجب أن لا يتجمعوا إلا اذا كانوا من حزبه أو ممن يرضى عنهم الحزب، و قرر كل معجب ببطولات له مزعومة لا وجود لها على الحقيقة أن لا يتجمع معهم إلا من يرضي هواه المريض، و تزعم بعض المشاهد من خرب كل تجمع تزعمه خلال العشـرين سنة الماضية و لم يعترض عليه أحد بسبب الحزبية و الوضع الاجتماعي .
فرأينا العلماني لا يحرص إلا على مصالحه الشخصية و يعادي الإسلامي أكثر مما يعادي بشارون المجرم الذي يذبح في الشعب السوري، و رأيناه يقول ما لا يفعل و لا تأخذ منه إلا شعارات مثل شعارات حزب البعث التي أنجبت هذا النظام المجرم . ورأينا المشايخ ليسوا بأحسن حالاً و لا أقوم طريقة ، بل كل شيخ لا يكاد يكون سمع به أحد تخيل نفسه قائداً عاماً للثورة .!
و صار لا يعمل أحد عموماً إلا لإظهار نفسه و خدمة مصالحه الشخصية الأنانية . وثار الحماس في الكثير منا فتخيلوا أنفسهم قادة للثورة مع أن بذلهم و عطاءهم كان صفرا! فأبعدنا عن قصد أحيانا أفضلنا و أكثرنا تأهيلاً. و فقدنا أي برامج عمل أو أي خطوات تطبيقية، و تصدر المشهد السياسي نفس الاشخاص الذين قادوا ثورة الثمانينات من القرن الماضي إلى الفشل و الهزيمة .
و لم يعترض أحد فالكل سكران بعظمة نفسه ثمل بها. و حتى الثوار على الارض لم يعد عقلهم يتسع و يتحكم بانتصاراتهم ، بل صار أحدهم يتخيل نفسه و كأنه إله شأنه أن يقول : كن ... فيكون . فلا يسمع لأحد ولا يفهم من أحد . وصار التشبث بالرأي سيد الموقف ، و صار التشرذم و الإصرار على المجموعات الصغيرة ديدناً وديناً. و لا أحد يدرك أن النظام المجرم عنده مليوني شخص في أجهزته العسكرية والأمنية مدربين مجهزين متفرغين للقضاء على الثورة النبيلة.
هل هكذا تعاملنا مع ثورتنا يومها وزخمها و انتصارها الذي لا يكاد يكون شارك فيه أحد من المنتفعين المتصدرين؟ بل أليس هكذا تصرف الثوار الأبطال صانعي النصر الجزئي؟
بالله عليكم أ فتستحق ثورة هذا حالها النصر؟
فإن كان الجواب بالنفي و صارت صورة ما حدث واضحة وجب علينا أن ندرك ونستوعب دائماً أننا السبب { هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ }آل عمران165 كل واحد منا هو السبب في هذه الانتكاسة .
فهل نستفيد مما مر و نتعلم بعد أن كلفنا ذاك السلوك مليون شهيد قبل فوات الأوان وقبل تحول الانتكاسة إلى هزيمة ماحقة ؟ أم نتابع نفس الطريق حتى ولو كان سيوصلنا إلى الهزيمة الساحقة الماحقة و نفس نتائج ثورة الثمانينات ؟

البقية في الحلقة الثانية